خوجة لـ إيلاف: الأجواء طيبة مع سوريا والمشاورات مستمرة

جنبلاط: لم أخرج من 14 آذار وأبحث فقط عن شعارات جديدة

المتغيرات الإقليمية والداخلية دفعت جنبلاط إلى الإنفصال عن 14 آذار

إبراهيم عوض من بيروت: حرص وزير الإعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجة على عدم إعطاء زيارته الى بيروت التي لم تتجاوز الثماني والأربعين ساعة أي أبعاد سياسية، إذ أبلغ المتصلين به من الأصدقاء، الذين عرفوا بقدومه بعد ظهر أول من أمس، أن الهدف من مجيئه الى لبنان الإجتماع مع العائلة التي يمضي عدد كبير من أفرادها إجازة الصيف في الربوع اللبنانية، ومشاركتها الإحتفال بمناسبة عزيزة عليها.

وقد حمله ذلك على المجيء من المغرب في طائرة خاصة بعد أن إستأذن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لهذه الغاية، إلا أن ما رشح من معلومات صحافية عن اجتماع مع رئيس اللقاء الديمقراطي رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط في منزله في بيروت، بدل في وجهة الزيارة وأطلق العنان لوسائل الإعلام كي تنسج أخباراً مختلفة تتحدث فيها عن تحرك سعودي عاجل للوقوف على الدوافع التي حملت النائب جنبلاط على إطلاق مواقفه الأخيرة، والقيام بما يلزم لرأب الصدع الذي أصاب quot;العلاقة الحميمةquot; التي تجمع بينه وبين الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري في الصميم وجعلت الأخير يبتعد عن لبنان لأيام بحجة الإلتحاق بعائلته الموجودة في جنوب فرنسا وتمضية إجازة قصيرة معها.

وفيما إمتنع خوجة عن الكشف عن الإجتماعات والمباحثات التي أجراها في بيروت، علمت quot;إيلافquot; أن الوزير السعودي إلتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة متمنيًا عدم إلتقاط الصور لهذا اللقاء كما ترددت معلومات عن قيامه بزيارة quot;خاطفةquot; الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فيما تعذر عليه لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري نظرًا لإرتباط الأخير بموعده الأسبوعي في القصر الجمهوري وإستقباله النواب بعد ذلك في مبنى البرلمان في سياق quot;لقاء الأربعاءquot; المعتاد. وقد استعيض من ذلك باتصالين هاتفيين بين الرجلين كما تلقى خوجة اتصالات من عدد من الوزراء والقيادات اللبنانية.

هذا وقد تجنب الوزير السعودي الإدلاء بأي تصريح قبيل مغادرته العاصمة اللبنانية عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهر أمس، إلا أنه أعرب لـquot;إيلافquot; عن تفاؤله بما تم إنجازه مكتفيًا بالقول quot;إن الأجواء طيبة جداً وكل الأمور في طريقها الى الحل وستسير على ما يرامquot;. في إشارة الى قرب عودة الحرارة لمساعي تأليف الحكومة العتيدة وتجاوز مفاعيل quot; النبلة السياسيةquot; التي ألحقها جنبلاط.

ولم تكد الطائرة الخاصة التي أقلت وزير الإعلام والثقافة السعودي تقلع من مطار بيروت حتى ظهرت أولى بوادر التفاؤل الذي كشف عنه خوجة وذلك عبر عدد من المواقف اللافتة التي يمكن تلخيصها كالتالي:

- نفي الرئيس بري ما ذكر عن وجود إتجاه لدى الرئيس المكلف سعد الحريري بالإعتذار عن متابعة مهمته.

- قيام النائب وليد جنبلاط بزيارة الى القصر الجمهوري حيث تناول الغداء مع الرئيس العماد ميشال سليمان، وأكد إثره أنه لم ولن يتخلى عن الرئيس المكلف وفاءً لوالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولصداقته مع سعد الحريري، معلناً البقاء على الثوابت في تشكيل الحكومة.

- قول عضو كتلة المستقبل النيابية عمار حوري إن زيارة الوزير خوجة تشكل عنصراً قد يسهل الوصول الى توزيع الحقائب وتسمية الوزراء في الحكومة المنوي تأليفها.

ويأتي تصريح حوري ليخالف رأي زميليه في quot;تيار المستقبلquot; النائب الدكتور أحمد فتفت والنائب السابق الدكتور مصطفى علوش، إذ رأى الأول أن مواقف جنبلاط وضعت عراقيل أمام تأليف الحكومة، فيما إعتبر الثاني ما فعله رئيس اللقاء الديمقراطي فصلاً جديداً من المناورات الهادفة لتعطيل ولادة الحكومة، لافتًا الى أنه سبق أن نشر مقالة في صحيفة quot;المستقبلquot; وصف فيها جنبلاط من دون أن يسميه بـ quot;الشقلباطquot;.