هاجم وزير الخارجية العراقي خلال مؤتمر صحافي مشترك بالدوحة اليوم قناة الجزيرة متهما اياها بتغذية الفرقة الطائفية وارتكاب خطأ كبير.. فيما أعلن نظيره القطري عن قرب افتتاح سفارة بلاده في العراق.

إيلاف من لندن: وجه وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الاربعاء اتهامات إلى قناة "الجزيرة" القطرية بتغذية التفرقة الطائفية في العراق. وقال الجعفري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ال ثاني في الدوحة وتابعته "إيلاف"، رداً على سؤال مراسل الجزيرة إن "قناة الجزيرة غذت أدب التفرقة في العراق وأرتكبت خطأ كبيرًا". 

وعبر عن الامل في أن تنهي القناة "هذا الموقف من العراق وستلقى موقفاً مغايراً من قبل العراق أيضاً". وأشار إلى أنّ القناة اخطأت خطأ كبيرًا داعيا اياها إلى تصحيح موقفها.. وقال "هذه الكلمة لن أبيعها لمن يبدل كلمة الحق بكلمة الباطل ستجد مني كل الاحترام والتقدير إذا تغيرت سياستكم". وحين رد مراسل الجزيرة على الجعفري بالقول إنه "الرأي والرأي الآخر" رد عليه الوزير بأن "هذا العذر قديم جداً".

وفي ما يخص الازمة الحالية بين بغداد وأربيل، أشار الجعفري إلى أن ما يحصل مع كردستان ليس موقفا عربيا ضد الكرد منوهاً إلى أن الإقليم حصل على امتيازات لم تحصل عليها أية ولاية أو إقليم في العالم وحتى في الولايات المتحدة موضحاً أن ما حصل كان خروجا عن الجانب القانوني وعملية استفزاز.

وأشار إلى "اننا والمجتمع الكردي سوية في خندق واحد وكنا في أيام المعارضة معًا والآن نتعاون سوية.. وقال إن ما حدث في كردستان كان خروجًا عن القانون وتم حرق علم العراق ورفع علم دولة أخرى، في إشارة إلى رفع الاعلام الاسرائيلية في اربيل خلال عملية الاستفتاء على الانفصال التي نظمتها سلطات اقليم كردستان الشمالي.

وأوضح الجعفري ان العراق يتكون من مجموعة مجتمعات تتعاون سوية والعالم يشهد هذه التجربة عن كثب. وقال إن البرلمان العراقي تنبض فيه عروض تنوعات مختلفة، الرجل إلى جانب المرأة والعربي إلى جانب الكردي والسني إلى جانب الشيعي.

وأكد الجعفري حرص العراق على إقامة علاقات متوازنة مع دول المنطقة وفق الثوابت الإستراتيجية المشتركة.. وقال إن "العراق ينظر إلى كل هذه الدول نظرة إنسانية حضارية وفق تبادل المصالح والأخطار المشتركة".. مشددا بالقول "إن "العراق ليس مع إبعاد أو محاصرة أي بلد ونما هو مع الحوار حتى مع وجود مشاكل". 

وأشار إلى أنّ استراتيجيات الحكومة العراقية ترتكز على إرساء العلاقات على أساس التفاهم والعبور إلى ضفة الاستراتيجيات امنيًا واقتصاديًا وسياسيا.. معتبرا أن الانتصارات العراقية التي تحققت بأنها انتصار للإرادات المخلصة العربية والدولية.

ودعا الوزير العراقي قطر إلى الوقوف مع بغداد كون زمن إعادة البناء طويلا... وقال "علمتنا تجارب الحروب أن زمن الحرب قصير لكن زمن الاعمار طويل"، مناشدًا الدوحة إلى الوقوف "مع بغداد في هذه المرحلة".

قطر: سنفتح سفارتنا في العراق قريبًا 

ومن جهته، أكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قرب فتح سفارة لبلاده في العراق معربًا عن امله بان تفتح هذه الخطوة صفحة جديدة في العلاقات العراقية القطرية.

وقال إن هناك قرارًا متخذًا في السابق بان تكون لقطر سفارة في العراق موضحًا ان ظروفًا مرت بها قطر خلال المرحلة الماضية صعبت عليها فتح سفارة في العراق من دون توضيح طبيعة هذه الظروف لكنه ربما يشير هنا إلى اتهامات كانت توجهها قوى سياسية عراقية نافذة لقطر بدعم الارهاب في العراق واحتضان القوى السياسية السنية المعارضة للحكومة العراقية.

وأضاف الوزير قائلا ان التوجيه الان واضح من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لاعادة فتح السفارة في بغداد بشكل عاجل وتعيين سفير قريبًا.

وحث وزير القطري العراق على الحوار مع اقليم كردستان لحل جميع الاشكالات الحالية، وقال "نشجع على الحوار بين بغداد واربيل وضمان حقوق الاقليات ومن ضمنها حقوق الاشقاء في اقليم كردستان".

وأشار إلى أنّ قطر ترحب بكل الجهود لمنع المساس بوحدة العراق.. منوها إلى أنّ "قطر ستلعب دورا فاعلا في إعادة إعمار العراق".

وأضاف "نشجع الحكومة العراقية على جهود ما بعد تحرير المناطق من داعش.. نشجع الحكومة العراقية على استمرار الحوار مع اقليم كردستان العراق".

وكان الجعفري وصل إلى الدوحة امس في زيارة رسمية يبحث خلالها مع المسؤولين القطريين تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة مجمل الأوضاع في المنطقة العربية والتطورات الإقليمية مع أمير قطر ورئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، إضافة إلى وزير الخارجية.