يدخل الهجوم التركي العدواني على مدينة عفرين الكوردستانية اسبوعه الرابع دون ان يحقق ثاني اقوى جيش في حلف الناتو أي تقدم ملحوظ بكل طائراته ومدفعيته وصواريخه التي تقصف المدينة والمنطقة على مدار الساعة وتسببت في قتل عشرات المدنيين ونشر الخراب والدمار دون وازع أخلاقي او انساني في مواجهة غير متكافئة مع اعداد من المقاتلين الكورد والعرب الذين يدافعون عن حريتهم وارضهم وكرامتهم ولا يملكون الطائرات والدبابات والمدفعية الثقيلة وبحاجة ماسة الى المعونات الإنسانية لأهالي المنطقة من المدنيين. 

تجري الجريمة هذه امام انظار العالم والدول الكبرى وحلف الناتووالتحالف الدولي ضد الارهاب الذين اختاروا الصمت والسكوت عن الحق، حق ان يعيش أبناء المنطقة بسلام وحق حمايتهم من جنون الأوساط الحاكمة في تركيا المصابة بفوبيا كوردستان والتي تعمدت دون مبرر اقتحام حدود سوريا في تجاوز واضح على القوانين الدولية وتنفيذ المجازر بحق أبناء عفرين الصامدة وممارسة كل ما يقع تحت تسمية جرائم حرب بما فيها حتى التمثيل بجثث المقاتلين والمدنيين الذين يقعون في ايدي هذه القوات المعتدية بحجة حماية الامن القومي التركي الذي يبدو انه على درجة كبيرة من الضعف والهزال بحيث ان ضياع وقرى عفرين المسالمة تشكل تهديدا له.

ان مسؤولية مجزرة عفرين واستمرارها يقع على عاتق كل الأطراف التي تشاهد الجريمة ولا تتخذ أي موقف لوضع حد لها بما فيها روسيا وامريكا والتحالف الدولي ضد الإرهاب الذي ترك أبناء عفرين يواجهون لوحدهم الالة العسكرية التركية ومرتزقتهم من بقايا الارهابيين.

المقاومة البطولية لأهالي عفرين ستؤدي عاجلا ام اجلا الى تفجر الغضب الكوردي في انحاء كوردستان ولعل الهجوم الأخير لمقاتلين كورد ضد مراكز تركية في منطقة الخابور دليل على ان الاعتداء التركي لن يمر دون نتائج مؤلمة بالنسبة للدولة التركية التي اقحمت نفسها في عدوان غير مبرر ستكون له تداعياته بالتأكيد على الوضع الداخلي التركي الذي يعاني أصلا من مشاكل حقيقية كما سيؤثر سلبا على مدى ونوعية المشاركة الكوردستانية في مقاومة الإرهاب مما يوفر الأرضية لعودة الإرهابيين وافشال ما قام به التحالف الدولي ضدهم حتى الان. 

من المؤكد ان عفرين لن تستسلم وستنظم الى قائمة اسبارطة وستالينغراد وبور سعيد وقد تشهد معركة جديدة شبيهة بديان بيان فو والى ذاك الحين يبقى ما قاله الكاتب والاديب الثائر أديب إسحاق:

قتل أمرؤ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب امن مسألة فيها نظر.

[email protected]