‏اختلاف الثقافات والمذاهب الدينية والاعتقادات وَلَّدت لدينا حساسيةَ التطرف التي أفسدت الألفة والتجانس بين المجتمعات بعضها البعض فقلمت مفهموم الحريات الفكرية حتى اتسع الخلاف وأصبح التعايش لا يطاق وأحيانا يرجم طالبه وينادى بتيارات فكرية منبوذة فقد حذفه مجتمعه الذي لا يدرك معنى التعايش السلمي بكل الاتجاهات. 

‏ففي عهد النبي عليه الصلاة والسلام كانت فكرة التعايش واردة حينما هاجر من مكة إلى المدينة وكانت المدينة متسعة من اليهود والمسلمين "الأنصار المهاجرين".. ومن هنا نستطيع أن نبطن التعايش بأنه تعايش إسلامي، فالنزاعات التي نراها اليوم نزاعات دينية متطرفة بين المذاهب الإسلامية فوجب علينا أن نرفع رأية السلام ونحترم معتقداتهم الدينية ونتخلص من المعارك وشحن بعضهم لبعض بالإكراه.

‏إن التصادم الفكري واختلاف الثقافات والرأي والرأي الأخر سيل طويل من الجدل سيجف عندما نحترم آراء البعض دون مشاحنة أو إعلان مقاطعة فبدون التفكير والحوار سيحل التصادم ويحمل هذا الجيل عبئاً لأنه تطبع على هدم التعايش فالتطرف والتعصب هو الذي ساقه إلى المجهول . 

‏ إن ما يحقق الهدنة الدائمة هو التعايش الذي يجهله الكثير من المجتمعات فلما لا يغرس سهم في منهج الأديان التعليمية في مدارسنا التعايش بين الأديان حتى نقمع التطرف وخطابات الكراهية تجاه دول غير مسلمة ونقضي على التحريض ونقيم قيمة مضافة للوعي ونقيم مناخ للتآلف والمحبة فقد كان جار سيد الخلق النبي يهوديا وكان يأكل معه ويقدم له التحية ولم ينفر منه أو يهذبنا على الخطاب الكراهية اتجاه من يخالفوننا في الأديان .

‏إذا أراد العالم كله أن يعيش بسلام عليه أولاً أن يعلن التعايش السلمي بمعاير موضوعية وبكل تأكيد سيحقق مصالح مشتركة قوة اقتصادية سياسية عسكرية ..عظيمة، فبعضاً من الدول التي تنفر مفهوم التعايش في مناخها وتتبنى الاسلاميون بحركاتهم الجهادية والجماعات الإرهابية المتطرفة هي دولة حكمت على نفسها بالصراع إلى الأبد ولا مناص من مصافحة أعداءها الذين شيطنتهم في يومِ من الأيام .

‏ إن ما يحقق الهدنة للأذهان المتعاركة هو التعايش الذي طال صراعه في جميع المجتمعات ومختلف الحقب التاريخية القديمة والحديثة والذي يعود لسببِ بسيط ألا وهو تسييس الدين وتدجين المجتمعات لأسبابِ سياسية بحته في المقام الأول ، أصبحبت المجتمعات محدودة التفكير والتحرر من ذلك صعب يشبه الحُكم بالرجم ، كافة الشرائح الاجتماعية تسعى اليوم إلى ترشيد الوعي دون إخلالِ بالثوابت القطعية تسير بقافلة المفكرين والتنويريين لكي تتخلص من شوائب التعصب بكل أنواعه علينا حقاً أن نتعايش حتى نعيش في سلام ونحقق الإسلام المحمدي في أبهى صوره ، نعم نحن أمة مؤمنة بحرية الرأي ودين الاخر واعتقاد الأخر ولا نقيم الحرب الكلامية فلكم دينكم ولي دين ومن هذه الآية يكون الإنطلاق نحو التعايش المحلي والعالمي.

كاتبة سعودية