شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 35 إطلاق العدد الأول من المجلة "الشارقة الثقافية" وذلك بحضور الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وعبدالله العويس رئيس الدائرة وعدد من المثقفين والمبدعين والمهتمين بالشأنين الثقافي والأدبي.
وجاء في افتتاحية العدد "مازالت الثقافة تشكل طوق نجاة لأمة سطرت ذات يوم مجدها الأدبي والفكري بالرؤى والأفكار الذهبية على الرغم من الظروف التي ألمت بها، وظلت تراهن في كل منعطف ومأزق على العقول التي تشبعت بالإرث الحضاري والإنساني، وما الرهان على الثقافة في ظل التحولات والتغييرات إلا دليل على التشبث بالهوية والتاريخ والتراث، للعبور إلى غد خال من الجهل والأمية والتخلف".
من جهته قال رئيس التحرير نواف يونس في مقاله تحت عنوان ""السر يكمن في من يرمي": ونحن في مجلة الشارقة الثقافية، أحد روافد مشروع الشارقة الثقافي، نواصل دورنا بتجسير العلاقة الثقافية بين المشاهد العربية على امتداد وطننا، من خلال إفساح المجال أمام التقاء الأدباء والكتاب والمفكرين العرب على صفحات مجلتهم الشارقة الثقافية، إلى جانب تقديم التجارب الإبداعية الشابة الواعدة، وطرح القضايا الثقافية التي تهم مجتمعنا العربي، وفي الوقت نفسه التواصل مع الآخر، والتفاعل معه فكرياً وإبداعياً، مع الحفاظ على ثوابت وخصوصية شخصيتنا الثقافية بمحمولها الاجتماعي والفكري والإنساني.
تغطي المجلة كافة الميادين الإبداعية في الآداب والفنون والتراث إلى جانب التحقيقات والدراسات والاستطلاعات والمتابعات الخبرية والمقالات بمشاركة كوكبة من رموز الفكر والأدب والإعلام العربي، من بينهم: د.عبد العزيز القمالح، د.خوسيه ميغل، د.صلاح فضل، د.محمد صابر عرب، د.واسيني الأعرج، نبيل سليمان، فوزي كريم د.حاتم الصكر، د.سحر خليفة، نجوى بركات، د.سعيد بنكراد، منصف المزغني..
يتضمن العدد الأول إضاءة على كتاب "أوروبا الإسلامية" الذي يكشف حقيقة العلاقة بين أوروبا والإسلام بقلم عبده وازن، وحواراً مع المستعربة الإيطالية إليزابيتا بارتولي التي تقول"أبحث عن الأعمال التي تنصف العالم العربي" إضافة إلى وقفة مع مشروع عبد الكبير الخطيبي التنويري وتجديد الفكر الإبداعي.
يواكب العدد الفعاليات الثقافية والأمسيات الأدبية والشعرية التي تنظمها بيوت الشعر في عدد من العواصم والبدلان العربية تنفيذا لمبادرة سلطان القاسمي، ويفرد مساحة لعدد من القصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب، فيما تولي المجلة اهتماما خاصا بالشعر والأدب الشعبي لما يشكله من كنز معرفي وثقافي وموروث حضاري متميز، وتضم حواراً مع الشاعر سيف السعدي الذي أكد أن الشاعر إعلامي ومؤرخ، وتدخل المجلة إلى كهف الهوتة في سلطنة عمان الذي شكلته عوامل الطبيعة، وترصد ملتقى الشارقة الدولي للراوي.
تخصص المجلة باباً تحت عنوان " أمكنة وشواهد" ويتضمن تحقيقا حول القصباء التي تعد ملتقى الكتاب والأدباء، وتلقي الضوء على سرود عربية تحت سماء بلجيكا.
يتابع العددالأول المشهد الثقافي ويرصد قضايا وهموم الثقافة العربية فيقدم في باب "أدب وأدباء" إطلالة على مشروع الشارقة الثقافي الذي تحول إلى العالمية في وجود حاكم مثقف بقلم محمد غبريس، ويكتب الروائي واسيني الأعرج عن ميراث جورج أورويل في مواجهة الأيدولوجيات النفعية، ويطرح الناقد والروائي نبيل سليمان أسئلة الهوية في الرواية النسائية السودانية، كما يضم تحقيقا حول أكشاك الكتب التي تضيء أرصفة عمان، ووقفة مع كليف جيمس شاعر محكوم بالحياة على أعتاب الموت بقلم زياد عبدالله.
كذلك يحتفي العدد بذكرى مرور 400 عام على رحيل شكسبير ويحاور الفنان عبدالله صالح الذي تكللت مسيرته بالنجاح بعد عناء ومشقة، فيما يكتب الشاعر والناقد العراقي فوزي كريم عن الفضائل الموسيقية، وتتوقف الدكتورة أميمة أحمد عند مهرجان الجزائر الدولي للفيلم، ويقدم الفنان والناقد محمد العامري إضاءة على تجربة التشكيلي أكسم طلاع، ويحتفي بالفنان الراحل حسن شريف الذي عبر عن موقفه الفكري بفن مبتكر وجاد.