وضعت يدي على مقبض الباب &.. وبقيت واقفة الباب أمامي ورجلي خلفي محملاً بقلب جديد وحلم حديث الولادة تضعه أنثى مختلفة &قادرة على اللعب مع المراهق الذي بداخله .. الولادة إنها الرغبة التي دفعتني لأن اشعل النيران في صدر والدتي وأن أقوم بحرق ذلك الشيب الذي كسى رأس والدي ، لقد كانت رغبتي قوية بخلق ولادة جديدة &.. &أحظى بفرصة تنقلني من مجرد أنثى وحيدة وباردة إلى سيدة دافئة وأم جميلة ، كان كل ذلك بدافع النهوض من بين الأوراق التي تزدحم بها حجرتي الصغيرة تلك التي تضم في صدرها معادلات طويلة تدرس في الجامعات لكنها بعيدة تمام البعد عن هذا الواقع ، لذا عندما وقعت أسيرة اهتمام ذلك الزميل القادم من ثقافة منفتحة وأفكار لا تلف معصمها أسوار صدئة , لم اتمكن من فك قيودي بتلك المعادلات التي اشرحها بالساعات لطلبتي في الجامعة , فقد تمكن من تعرية الجزء الذي اخيفه .. الوجه المغطى بالجمود قد ذاب وانصهر وبرزت ملامح تتوق إلى الحياة & .
تلك الولادة &.. كانت ميتة &لعائلتي التي رفضت الاعتراف بزيجة خارجة عن إطار التقاليد خارجة عن حدود الوطن مكتفية بالدين ، لكنها بالوقت ذاته جاءت بولادة طفلين ليكمل كلن منهم حاجتي للأمومة ، لأن يكون هناك نبض جديد يدفع بي للحياة ، اكتفيت بالصورة التي وضعتها على جدار &حجرتي &للعائلة الصغيرة بعد أن أقنعت نفسي بأن هذا هو تاريخ ميلادي وتاريخ عائلتي الحقيقية التي انجبتها من قلبي ومن رحمي ، أما من اسقوني من رحمتهم فإما أن يسألوا هم أو أن أترك نفسي للنسيان , لكن بيني و بين نفسي كنت على يقين تام بأن لا أحد قادر على أن يخرج جنته من قلبه.
الآن إما أن أقبل بدور المربية و الزوجة الوفية &وأن استند على جدار الصمت .. أو أن أفتح الباب و أخرج للمجهول &.. حيث لا أحد ، لا أب ولا أخ ولا سند ، أقف أمام الباب و يقف خلفي من دون حبه &ومن دون الوعود التي وضعها بين كفي ذات ليلة ، يقف بجانب قائمة الشروط التي وضعتها حبيبته القادمة لتكون زوجة المستقبل الجديد ، نادى عليه طفله &.. &لكنه لم يجبه &.. بكى طفله لكنه لم يتحرك &ظل واقفاً في الوسط &كتحفة زائدة ، وبقيت بداخلي مشاعر المرأة تلف نفسها وتختبئ بها بعيداً عما سيحدث ، ثم تحركت مشاعر الأمومة راكضة نحو قطعتي الصغيرة التي وضعتها في هذه الدنيا ، ضممته إلى صدري وبكيت معه حتى نمنا &.&
&