مذ فتحت عيناها على الحياة, ابصرت اللوحات معلقة على جدران المنزل, ومنذ طفولتها المبكرة استحال حبها للرسم لهاجس يعيش معها في كل لحظة, وصار الرسم عندها اشبه بطقس يومي تزاوله بعشق ومحبة متعالية .
الزهراء صلاح, فنانة مع سبق الاصرار فقد انهمكت بالرسم المائي وبشكل يومي, وبلا انقطاع, وبطريقة متحدية,لااقول هذا الكلام ولا اعطي هذه الاوصاف لانها ابنتي وتنتسب لي, بل ولانها حققت الحلم القديم الذي كان يراودني ويقض عليَ مضجعي ويؤرقني, فهي الان فنانة مكتملة النمو واستطاعت ان تحفر اسمها في ذاكرة التلقي الفني, يجيئ هذا من خلال مشاركاتها الكثيرة في المعارض الوطنية في داخل العراق وخارجه وقد تميز اسمها بلياقة وجمالية على الكثير من المواقع الالكترونية وكتب عن تجربتها الكثير من نقاد الفن العراقيين والعرب
وهذا المعرض الشخصي لم يكن الاول (كما مؤشر في دليل المعرض) بل انها سبق وان قدمت معرضا شخصيا كبيرا ضم اكثر من خمسين لوحة في كلية الفنون الجميله في بابل ولكن الفنانة تعده الاول لانها قدمته في قاعة اوج ببغداد ولان تجربتها الفنيه ترسخت اكثر فاكثر حتى توصلت لهذه الخلاصات المعبرة عن جماليات البيئة والمحيط والطبيعة العراقيه فالمفردات التي وظفتها في لوحاتها مثل بيت الطين والنخلة والساقيه وبعض ملامح مدننا العراقيه القديمة كلها تشف عن رؤية فنيه وموقف جمالي وتصور فلسفي يعطي الانطباع بثقافيه الفنانة ومستواها المؤهل للخوض في معترك الفن واستظهار جماليات الحياة اذا كانت منصرمة او حاضرة فانها بالمحصلة تقدم نقاء الالوان المائية وجمال البلاد بكل مدنه وقصباته وانهاره ونخيله السامق ان الفنانة الزهراء صلاح تعمل على اذابة روحها المتشففة مع الالوان وتشتغل في منطقة الرسم الواقعي الانتقائي, وترتكز في الية الرسم على تحقيق اعلى قدر من المشابهة في رسم المفردات والوحدات الصورية ومنحها منظورا بصريا يوحي بالبعيد والقريب وكذلك استثمارها للطاقه الرائعة التي تكسبها مساقط الضياء وانكسارات الظلال وكل ذلك يجري وفق منظور يتاسس على منهج علمي وذلك بترشيق المشهد من زوائده وتهذيبه بحيث يكون المنظر الماثل امامها غير مطابق للاصل, ان اجراءات التهذيب والتعديل والاضافه والحذف منحت الفنانة رؤية متطلعة للغد, وهنا تكمن نظرتها المتواشجة مع احساسها المرهف والمتوافقة مع موقفها الفلسفي الابعد .