&
يقول ساي جوو تشانغ إن المعرض الذي يشرف على اقامته حاليا في قطر يهدف الى تغيير الصورة التي يحملها الغرب (الولايات المتحدة واوروبا) عن الفن الصيني الذي يُعرض إما كفن يحقق اسعارا خيالية في المزادات او كفن مصدره بلد يعتمد نظام الحزب الواحد، ويشرح بالقول ان الغرب ينظر الى الفنان الصيني إما كظاهرة في السوق مثل الفنان المعروف زينج فانزي أو كمصدر إثارة للجدل مثل الفنان المتمرد آي ويوي ثم أكد ساي أن هذه النظرة الغربية هي التي يحاول تصحيحها من خلال معرض تستضيفه قاعة الرواق في قطر ويحمل عنوان "ماذا عن الفن؟ فن معاصر من الصين".
وساي جوو تشانغ هو قيم المعرض الذي سيضم اعمالا فردية ل 15 فنانا صينيا كما سيعرض اعمالا جماعية تتميز بتنوع المواد المستخدمة في انتاجها. وكان تشانغ قد اقام معرضه المنفرد في قطر في عام 2011 وعنوانه "ساي جوو تشانغ: سراب" ليعود هذا العام كمشرف على معرض يتميز بتنوع معروضاته ويستمر حتى السادس عشر من تموز (يوليو) المقبل ومن شأن زائره ان يكوّن فكرة اكثر شمولية عن الفن الصيني المعاصر. ويقول ساي "كنت اعتقد على الدوام ان ما تفتقده المعارض الخاصة بالفن الصيني المعاصر هو أنها لا تبرز ابداع الفنان الفردي وهذا هو بالتحديد ما حاولت ان اركز عليه في هذا المعرض".
وُلد الفنان ساي جوو تشانغ في عام 1957 في مدينة "شوان جو" بإقليم فوجيان في الصين وتلقى تعليمه في تصميم المسرح في أكاديمية المسرح في شنغهاي، ومنذ ذلك الحين، تضمن عمله مزيجا من الوسائط الفنية المختلفة، بما فيها الرسم والأعمال المركبة والفيديو والعروض الفنية. كما مُنح جائزة "الأسد الذهبي" في بينالي فينيسيا الثامن والأربعين في عام 1999 وجائزة هيروشيما الفنية في عام 2007 وجائزة فوكوكا العشرين للثقافة الآسيوية في عام 2009 وعمل كمدير للتأثيرات البصرية الخاصة بالحفلين الافتتاحي والختامي لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية بكين 2008. في عام 2008 وكان موضوعًا لمعرض استرجاعي عرض لمسيرته الفنية في متحف سولومون غيغنهايم بنيويوك. وفي خريف عام 2010، أنجز ساي العمل الإبداعي المسمى "أوديسة" (أو الملحمة) لمتحف الفنون الجميلة في هيوستن والتي يعرضها المتحف بصفة دائمة ضمن "مشروع البوابة" الجاري، حيث يعتبر أحد أضخم الرسومات المرسومة بمسحوق البارود حتى الآن. ويعيش تشونغ ويعمل حاليا في نيويورك وكان قد انتقل الى الولايات المتحدة في عام 1995.
ويتميز ساي بموهبة في مجال اقامة معارض فنية، هذا ما اكدته الكسندرا مونرو الخبيرة في الاشراف على الفن الاسيوي في غيغنهايم وهي ترى أن "سوق الفن" صادر بالفعل عالم الفن الصيني بطريقة جعلت من الصعب التمييز بين الفنانين او انتقادهم بشكل بناء، ومن هنا، وحسب قول مونرو، طرح ساي سؤاله "وماذا عن الفن؟" وهو سؤال يوجه دعوة الى التمييز بين الفنانين الصينين والنظر اليهم كأفراد لكل منهم ممارساته وسماته الخاصة وليس كممثلين لدولة لهم اسلوب واحد في الفن". يذكر ان مونرو تعمل حاليا على اقامة معرض استرجاعي ضخم عن الفن في الصين ابتداءا من 1989 ومن شأنه ان يفتتح في مؤسسة غنغهايم في عام 2017.
ساي يعرف الدوحة جيدا وقد امضى اشهرا عديدة في قطر بمناسبة معرضه الاول في المتحف العربي للفن المعاصر في عام 2011وطور خلال ذلك تشكيلة واسعة من البرامج العامة والتقى بفنانين محليين وعزز خلال ذلك صداقته مع الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، مسؤولة متاحف قطر لينتهي الامر الى المعرض الحالي الذي يأتي في اطار عام التبادل الثقافي بين قطر والصين وينظم تحت اشراف وزارتي الثقافة في البلدين. ولم يكن تنظيم هذا المعرض بالامر السهل إذ قال ساي الذي لديه ستوديو في بكين وآخر في نيويورك إنه اختار في البداية 200 فنانا صينيا وأجرى 40 زيارة لستوديوهات فنانين ثم اختار منهم 15 (ليس بينهم اي امرأة للاسف). وخلال قيامه بعملية الاختيار وجه الى كل هؤلاء الفنانين سؤالا واحدا وهو "ما هي مساهمتك في الفن المعاصر؟" ليحصل على اجوبة تبدأ بقصص عن سير مهنية ذاتية وتنتهي بشرح مضمون اعمال فنية واهميتها. وبعد كل هذا الجهد والزمن اختار ساي هذا العدد المحدود من الفنانين الصينيين الذين يعتقد أن في امكانهم ترك أثر لدى الجمهور القطري ولدى الفنانين في هذا البلد والذين يصفهم بالقول إن لهم تاريخا طويل وغنيا في مجال الفن ثم لاحظ أنهم يتعرضون لضغوط التأثيرات العالمية ولكنهم يحاولون رغم ذلك الحفاظ على هويتهم الخاصة، حسب قوله
&