&في جلبة الظهيرة

في جلبة الظهيرة ، سأضع حدّاً لهذا السلوك الرديء (دون أن أنسى بالطبع قانون التقاليد ومحظورات الشرف) ينبغي أن تكون حذرا، فاللغة غير آمنة في النهار، ولم تعد تتجوّل وحيدة في الشوارع الخلفية. على حافة الخراب، تكمن في معجمها، من أجل صفقة رابحة، لم تعد قادرة على اليقظة بساقين مستقيمين، غير متأكدة من براءة نهديها، من سرعة قبلاتها برهافة متناهية، ورفْع ظلها عاليا كنجمة.
سأفكّر في نهاية لهذه الكلمات، الكلمات المفتوحة على مصراعيها،
الكلمات الطويلة ألأجل، الكلمات التي تبدو غير قابلة للتعايش،
الواقفة تحت جنح الظلمة ، عند ناصية الشارع، محمومة بالقصص&
الضارية، وتتظاهر بفعل الزنا.
نهاية الكلمات، ليست مجرد قرار يتخذه العاشق، ثم يقف كزجاجة كولا، عند أطراف أظافره، ولا مجرّد رأي يكتب بلغة جنسية، لغة تخلو من الشطب والاسترسال، لغة فقيرة أمام جمهور متهالك.
عليك من ألآن أن تتوقع الأسوأ، حتى تظهر بشكل طبيعي، وتغطّي الضجر المتهلل من وجهك، لولا أن قميصك كان خاليا من التعبير أمام ضحيته، وملامحك أشدّ هشاشة مما مضى.

&الوحيد

أنت الوحيد الذي لم يسفك دماً في السرّ, الوحيد الذي لا يترك رائحة&
على الإطناب, ولم يبجّل فجور الإيقاع. لا تأسف، لأنك جئت&
كحبة رمل, كصلصالٍ مموّه بالشوك, كنذْرٍ حبلتْ به الأسطورة
لست بحاجة لسماع الصدى في الطرقات الخالية من المارّة.
أنت الوحيد الذي كتبتَ عن امرأة مريميّة, امرأة لم تتركْ أثراً أسفل&
فراشك, امرأة بالكاد خرجَتْ كالقدر من مشكاة صدرك, امرأة لم&
تشهدْ مرح الآتين من مجدٍ منحنٍ. بيد أن ذلك لم يدم طويلاً&
كلّ ما عليك أن تظلّ مستيقظاً,
أو ترمي الليل في سلّة المحذوفات.

&الظهيرة

أوتِ الظهيرة إلى الظل. ما من شك في أنها كانت ترتجف،
متشبثة بميراثها الغائب، بما تناثر من نيرانها المرهقة
وحدها كانت تبصر المسافة، بينك وبين شراسة الانتظار
فيما تستر عورتها بأصابعها المنسيّة، بالأبواب المفتوحة للرذيلة.
كانت تمضي جهة الحنين، بخطوات مرتبكة. لم يكلّف أحدٌ&
نفسه عناء الكلام، حين احتكمتْ إلى اللهفة
وأسرّتْ حديثا أشبه بالفحيح، حديثا كان يحشد حمرته،
حديثا يفيض بالفاقة والأجنحة الرخوة، حديثا مهدور&
الدم، مذْ كانت الشمس تحزم أمتعتها وتستعدّ للسفر.

&كمائن

في البدء.. أفكّر جدّياً في نجمة تلهث محمومة في الظلام, أشعر أن&
الكتابة تتدحرج تحت السرير, والليل يحفل بمراثٍ لم تتسمّ بعد، أرى شهوداً يجلسون تحت شمس مكسورة, يصطادون الأجنحة في الخفاء.
قبل أن أمدّ يدي، خرجوا في خفّة, صوب كمائن لا هويّة لها،
يتسكعون في الشوارع، حيث حارس الموت
واقفاً في انتظارهم.

&طرق

يبحث عن طرق لا تؤدي إلى الأصدقاء,
طرق ليس لها شئونٌ فضفاضة,
طرق لا تدلّ عليك، حين يخطئك شبح الكتابة,
طرق تشرب الحدّ الأدنى من الظلّ,
طرق في عماء مبين.
غير أني أتوجّس&
من هذه الصفة الشاقة.