حمل السينمائي اوليفر ستون بشدة على الحكومة الاميركية متهماً اياها بتضليل المواطنين بشأن مستوى المراقبة في الولايات المتحدة. وقال المخرج الفائز بالاوسكار ان الاميركيين لا يعرفون شيئاً على هذه المراقبة لأن حكومتهم "تكذب عليهم طول الوقت". وكان ستون يتحدث خلال مهرجان تورونتو السينمائي حيث عُرض فيلمه "سنودن" عن مسرّب وثائق الاستخبارات الاميركية والبريطانية.

ويقوم بدور البطولة جوزيف غوردن ليفيت في الفيلم الذي يروي كيف اكتشف سنودن، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية، ان وكالة الأمن القومي انشأت منظومة كاملة للتجسس على المواطنين واتصالات الانترنت في كل مكان. وقال ستون "ان ما يحدث مروع وان هذه القصة لا تتعامل مع التنصت فحسب بل مع تنصت بالجملة وطائرات من دون طيار وحرب الكترونية. وكما قال سنودن نفسه قبل ايام فان الأمر خرج عن نطاق السيطرة بل ان العالم خرج عن نطاق السيطرة".

أمل العودة

وكان ستون التقى سنودن في مكان اقامته غير المعلن في روسيا خلال تحضيراته لاخراج الفيلم. ويأمل سنودن الذي يبحث عن بلد آخر يلجأ اليه في العودة في نهاية المطاف الى الولايات المتحدة رغم ان احتمالات ذلك تبدو ضئيلة. وقال المخرج في مقابلة مع شبكة سي ان ان التلفزيونية "ان حكومة الولايات المتحدة انشأت منظومة عالمية هائلة للمراقبة دون موافقة ديمقراطية وكان هناك شخص واحد كشف عنه هو سنودن وفعل ذلك عن قناعة وحباً لوطنه". ومن المتوقع ان يعطي فيلم ستون دفعة للحملة المطالبة بإصدار عفو عن سنودن. 

وقال ستون "ان اوباما يستطيع ان يعفو عنه ونحن نأمل ذلك ولكن اوباما لاحق بشراسة ثمانية مبلغين عن نشاطات غير قانونية بموجب قانون مكافحة التجسس، وهذا رقم قياسي بين الرؤساء الاميركيين" واصفاً اوباما بأنه "واحد من اكفأ مدراء هذه المراقبة في العالم". واعتبر المخرج المعروف بأعمال سينمائية دراماتيكية مثل فيلمه عن نكسون وفيلمه عن اغتيال جون كندي، ان الوضع الحالي مشابه لما يصوره جورج اورويل في روايته 1984. وتضاربت آراء النقاد السينمائيين بالفيلم. إذ كتب اون غليبرمان في مجلة فرايتي ان فيلم سنودن من اخراج ستون "أهم دراما سياسية اخرجها سينمائي اميركي وأكثرها شدا منذ سنوات" ولكن الناقد ستيفن فاربر قال في مجلة هوليود ريبورتر انه "عمل باهت".