&

&
غيّب الموت المخرج العراقي عمانوئيل رسّام الذي اشتهر باسمه المختصر بالحروف الثلاثة ( ع ن ر( عن 76 عاما في دار غربته في كندا.
نعت الاوساط الثقافية والفنية العراقية المخرج العراقي الكبير عمانوئيل رسام الذي فارق الحياة في احد مستشفيات كندا التي يعيش فيها غربته الاضطرارية مثل الكثير من العراقيين الذين تركهم الوطن في مهب الريح ،ويعد الراحل من الشخصيات التي خدمت الدراما العراقية بشكل ملفت واستطاع ان يعبر بها الى الناس لتكون قريبة منهم،كما انه يتمتع بعلاقات طيبة جدا مع الجميع .
والراحل من مواليد مدينة ام الربيعين (الموصل) يوم 7 / 7 /1940،عاش وسط عائلة روحية كان من بين افرادها الاب الخوري افرام رسام رحمه الله الذي عمل مدرسا لمادة الدين في مدرسة المنذرية الابتدائية ،والتحق عمو بمعهد الفنون الجميلة عام 1957، وعند تخرجه في 1961صدر قرارا بتعيينه معلماً في الموصل، لكنه رفض الوظيفة رغبةً منه في العمل في مجال الفن ولأجل تحقيق حلمه التحقَ بأكاديمية الفنون الجميلة وتخرج فيها عام 1964،وفور تخرجه تم استدعائه للخدمة العسكرية الالزامية كضابط احتياط برتبة ملازم ثاني، وقضى خدمته العسكرية في اذاعة القوات المسلحة (التوجيه المعنوي)، و تسرح من الخدمة عام 1966
اخرج الفنان عمانوئيل رسام الذي عرف باسمه المختصر بالحروف الثلاثة ( ع ن ر ) الكثير من الاعمال الفنية واشهرها مساهمته في اخراج مسلسل (تحت موس الحلاق )،ومن المناصب التي شغلها عما نوئيل رسام رئيس قسم الدراما في التلفزيون 1979 كما انه احد مؤسسي شركة بابل للانتاج السينمائي والتلفزيوني، وكذلك شركة عشتار، وشغل منصبَ المدير المفوض لشركة بابل للإنتاج التلفزيوني ( قطاع مختلط ) وأسس شركة عشتار للإنتاج التلفزيوني ، كان الراحل ذي خُلق عال وتواضع ،بعدها هاجر الى كندا ليعيش بقية حياته هناك
من اعماله التي لها بصمات في الذاكرة : فتاة في العشرين،تحت موس الحلاق، حرب البسوس،حكايات الايام العصيبة،تمثيلية البوم الذكريات، قام ببطولتها و كان مايزال طالباً في المعهد، و هي تدور حول حياته الشخصية.تمثيلية ليطة، بطولة يوسف العاني.تمثيلية لو،التي لم تعرض لأسباب سياسية
&
اصوات نعته
ونعاه العديد من الفنانين منهم الفنان مقداد عبد الرضا بقوله : الفجر الباسل ينتصر دائما ،الفجر الباسل يذبح الاسئلة ،وداعا ابا عبير ،وداعا عمانؤيل رسام ،ليس الرب من ابعدك ،هي البلاد العصية , البلاد الجفاف ،لترقد بسلام , لاهلك الصبر ولروحك السلام والطمأنينة
ونعاه الملحن الكبير كوكب حمزة بقوله: عمانؤيل فناننا و مبدعنا الجميل لروحك السلام وستبقى مثلا للخلق الرفيع و الطيبة و التواضع و العطاء المميز. وداعا ايها الرائع,وداعا ايها النبيل.
كما نعته الفنانة الكبرة سيتا هاكوبيان بقولها :حين دخلت ستوديو التلفزيون لأول مرة لأقدم اغنية "الوهم" مع الفرقة البصرية من ألحان الفنان حميد البصري وشعر كبيرتنا نازك الملائكة في برنامج (الوجوه الجديدة)، كان المخرج هو (ع. ن. ر.)، ثم تابعني حين سجلتها للأذاعة وأخرجها تلفزيونيا فكان اول مخرج في حياتي الفنية، احتضنني كأب وأصبح ابي الروحي منذ ذلك الوقت، ثم تتالت الاعمال حتى عام ١٩٨٤ حين عملت معه كمخرجة مساعدة في مسلسل (الأيام العصيبة)، وأخرجت الكثير من الاعمال لشركته ( عشتار).
واضافت :عمانوئيل رسّام الفنان الكبيرالذي ترك بصمة كبيرة في الأخراج التلفزيوني سواء للدراما او المنوعات في تلفزيون بغداد، العمل الأهم والذي لن ينساه العراقيون هو مسلسل (تحت موس الحلاق).
وتابعت :خَر لقاء بيننا كان في الأسبوع الماضي في المهرجان العراقي الكندي حيث كنّا ضيوف شرف في هذا المحفل العراقي الجميل.وداعا ( عمو عمو) أيها الفنان القدير صاحب القلب الكبير الذي لا يكّن للناس الا المحبة.
من جهته قال عنه المخرج الدكتور صالح الصحن:رحل المخرج العراقي الكبير عمانوئيل رسام.(ع.ن.ر)....ليكتب الله له الجنة والرحمة وفي عليين..والى الرب الكريم..كان الراحل الفقيد مثالا كبيرا وراقيا لحرفة الاخراج واشتراطاتها المعرفية والجمالية فضلا عن الروح الفذة التي يتمتع بها وبخلق رفيع ..كان عمو رحمه الله سلطانا بحق تليق به كل سمات القوة والادارة وحسن ورقي التعامل مع الاخرين ...والوسط الفني المعروف بتعدد اجياله يعرفه جيدا رمزا فنيا عاليا...الى امانة الله وعالم اخر من الرحمة الابدية..وانا لله وانا اليه راجعون...
اما الفنانة الشابة نوفا عماد بهجت فقالت عنه: وداعا عمو عمو،منذ اللحظة التي سمعت فيها خبر وفاة الاستاذ الكبير ، المخرج "عمانوئيل رسام" ، وشريط الذكريات لا يتوقف في راسي. عرفه الناس ب "ع. ن. ر" ، او استاذ عمو (تصغيرا لاسم عمانوئيل) ، لكني عرفته كـ (عمو عمو) ، هذا الرجل العظيم الذي لا تفارق البسمة محياه ، الذي كان يجلس معي واختي وابنته رنا التي كانت زميلتي في الدراسة في غرفة التخطيط في شركة عشتار ويسألنا عن يومنا المدرسي الذي غالبا ما ينتهي ونحن نؤدي الواجبات المدرسية في مكتبه. كبرنا ، وتغربنا وجمعتنا الاقدار في كندا ، وكبرت طموحاتنا ولم يتوقف "عمو عمو" عن السؤال عني انا واختي وتشجيعنا في كل خطوة، حتى الاسبوع الماضي حين التقينا في المهرجان العراقي الكندي ليسألني ويهنأني عن رحلتي لبغداد. لا ازال غير مستوعبة لخبر وفاته ، رحل "عمو
عمو" لكن ذكراه ستبقى مخلدة في ذاكرة التلفزيون العراقي ، وسيبقى شمعة خالدة في قلوب كل من عرفه على الصعيد الشخصي،لروحه النور والسلام.