&صدر للكاتب العراقي الدكتور شفيق مهدي كتابه الذي يجمل عنوان (نداءات الباعة واصحاب الجرف) ، ويتناول توثيق مهم عبر سرد تاريخي وتراثي لكل ما كان يبيعه الباعة العراقيون وما يروجون له& من خلال نداءات باصواتهم عبر النغمات المختلفة التي يطلقونها سواء في تجوالهم في الشوارع او وقوفهم في الاسواق ، وقد جمع المؤلف هذه النداءات من ازمنة مختلفة .
&
& & يقع الكتاب في 796 صفحة من الحجم الكبيرة مزينة ببعض الصور ، وفيه اهداء (الى التراثي الشعبي الكبير كاظم سعد الدين، صاحب النفائس العديدة وأخص منها مؤلفه الثمين (معالم مضيئة من تراثنا الشعبي) الذي افدنا منه في مؤلفنا هذا) ، ويمكن القول ان الكتاب سياحة في عالم ظريف وطريف حيث يمكن سماع الايقاعات التي يبتكرها الباعة عن الفواكه والخضر والمواد الغذائية المختلفة بعبارات تتغنى بجودة وجمال ما لديهم ، فضلا عن حكايات الذين يجوبون المحلات والاحياء السكنية لتسويق اعمالهم المتمثلة في تصليح الاعطال في الاجهزة المختلفة .
& &تضمن الكتاب (تمهيد) كتبه المؤلف جاء فيه (الحنين والتوق والشوق الى تراثنا الشعبي الذي عشته او سمعت عنه او تداولته وتناقلته الصحف والمجلات والكتب، هو الذي دفعني للكتابة في هذا الجانب الادبي المحلي الاصيل والعريق، التراث الشعبي الذي ولد من رحم واقع معاش وخبرة حياتية وتجربة دقيقة) .
واضاف : انا اكتب عن مظهر من مظاهر حياتنا الشعبية ،هو الاكثر التصاقا وفاعلية وارتباطا بحياتنا هذه، انها نداءات الباعة ونداءات اصحاب المهن والحرف ، نداءات ما توال تون في اذني رنينا عذبا يدخل القلب بلا استئذان ويهفو له الفؤاد وترقص له الاحاسيس طربا ويتمايل له الوجدان نشوة ، نداءات ما تزال منقوشة في الذاكرة ومحفوظة في تلافيف الدماغ ، راسخة جذورها في غياهب الاعماق، انها تهز وتحرك وتخض كل شيء فيّ ،فـ (لا تنكروا طربي على كبر / فعليّ من زمن الصبا فرض) ، كما يقول الشاعر ، و(دين دنوفيه تالي العمر ) كما يقول (يوسف عمر) الذي غنى القصيدة من مقام النوى) .&
&
ويحتوي الكتاب على ثلاثة ابواب وكل باب يتضمن على عدة فصول وكل فصل يتوزع على عدة مباحث ، فالباب الاول بعنوان (الباعة) ويتناول فصله الاول (السوق) ومباحث (ما هي السوق، السوق العربية، سوق جنوبية، السوق البغدادية وانتشار الاسواق ) ، فيما الفص الثاني يحمل عنوان (النداءات) ويتناول فيه (النداء، الاختلافات، وجوه متعددة والناس والجماد) ، اما الفصل الثالث فكان عن (المدن والبلدان والنداء) فيما كان الفصل الرابع عن (نداءات العامة) للفواكه والخضر اما الخامس فهو عن (الاطعمة)، والسادس عن (الوجبات الرئيسية) .
وتناول الباب الثاني (الاطفال) فالفصل الاول عن (المأكولات العامة) فيما الثاني عن (اشهر المأكولات) والثالث (حلواء من السكر) والرابع عن (التسالي والالعاب) ، فيما تناول الباب الثالث (اصحاب الحرف) فجاء الفصل الاول عن (الحرف المنقرضة) ، والثاني عن (الحرف على حافة الانقراض) والثالث عن (الحرف الباقية) .
وفي الكتاب ملحق بـ (نداءات الحصار) الاقتصادي الذي عانى منه الشعب العراقي خلال عقد التسعينيات وتعرض المؤلف بالتفصيل الى الظواهر التي ظهرت في تلك المرحلة والنداءات التي كان يرددها الباعة في محاولاتهم للترويج عن بضائعهم التي اشتهرت فيها (المعادة) حيث الغش والاختراعات الغريبة .
في الكتاب هناك (خاتمة) تأتي بعد 790 صفحة حافلة بكل شيء ، لكن المؤلف في خاتمته يتحسر قائلا (ويا ليت هذا المؤلف لم يختم ولم ينته) حيث يؤكد (فوالله استمتعت به ايما استمتاع، ومتعت وانا اكتبه ايما امتاع، كنت اواصل الليل بالنهار بلا توقف ومن غير انقطاع) .
&
والدكتور شفيق مهدي من مواليد الكوت 1946، اختص بالكتابة للطفل منذ عام 1970& قبل ان يتم تعيينه في دار ثقافة الطفل،اكمل دراسته الاولية لغة انكليزية 1972 – 1973، وخرج& من دار ثقافة الاطفال عام 1988 مضطرا قبل ان يكمل الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه، كتب مسلسلات وبرامج للاذاعة العراقية، اصدر نحو 100 كتاب، منها رسالته للدكتوراه (مماليك مصر والشام) ومعظمها قصص للاطفال، فضلا عن انجازه كتاب (الف حكاية وحكاية) للاطفال،وكتاب المقاهي في العراق واصوات الحيوانات .
&