&

&
سلكتُ الطريقَ الى " سوق الغزل "&
هَـتْـكاً لوقتي الفائضِ عن حاجتي&
استطلاعاً وتسكّعاً وهدرَ مللٍ يلازمني&
لا أحد يمسكُ بتلابيبي من صغاري
ولا امرأة تُقعدني في بيتي عنوةً
أشارت إليّ بغيبغاء : ان تعالَ وخذني
دنوتُ رأفةً بها وقالت :
&تعلمتُ الكلامَ الناعمَ قبل أن تقذفني الغابة العذراء
وترميني في شِباك صيّاد يتقن قنصَ الكلمات&
لازلت افهمُ ما أحكي وأعني ما أقول&
لست ممن يمضغُ الحروفَ ويبزّها&
مثل بقية رفيقاتي المُلَـقَّـنات
بارعةٌ في لقف الكلمات&
تفوقُ براعة نشّالي نابولي&
تومئ لي فآتيك مع حشود كلماتي وأسابق البرق&
طفتُ الغاباتِ والبراريَ والبيوت
طليقةً ومحاصرةً معاً في أقفاص البيوت&&
صرت طائراً عاقّاً حبيسا&
نسيتُ جناحي لكني أطلقتُ حروفي في الفضاء
بعيدا عن ظلال الغابات&
اسمع حفيف الشجر وزقزقات العصافير في مخيلتي
يرافقني هدير الماء وسكون الليل وضجيج النهار&
لكني لم أسمع شتماً وقذْعاً&
كالذي أسمعه الآن عندكم&
خذني إلى صمتك أشبعْهُ صخباً
عهدٌ مني سأروي حديقـتَـك الجرداء شدْواً
سأغرق ملاذك الساكن ثرثراتٍ تعبئ رأسك
سأكون مُلْك يمينك تُغمرني بالقبلات&
&أرهقك بالغمز واللمز والوخز
لا أريد تلقيني أيها المعلّم العجوز&
أتقنتُ غَـزْلَ الكلام وبَرْمَـه خيطاً يغازل أذنيك
جعلتُ الفصاحةَ تحت جناحي الأيمن&
وضممتُ البلاغة في جناحي الأيسر&
ولأنك وحيد تلزم بيتك
تتعثرُ بالفراغ ، تتحرش بالصمت&
تصطدم بجدران الذكريات&
سأفرشُ لك بساطاً من الهرج والمرج&
لتودّع السكينة والدِعَة والهدأة&&
كلانا ترمّلنا ؛ أنتَ بغادتِـك&
وأنا بشجَري وورودي وغابتي الملوّنة&
فلنصنع معا زهورا سودا&
نغازلها ونأنس بها&
ليحيا " سوق الغزل " الذي جمعني بك&
بَصمتُ موافقاً بأصابعي العشرة&
ما أن وصلتُ عتَـبةَ بيتي&
جاءني هاجسٌ ضاغطٌ من مخيلتي
أن اطلقْ سراحَها&
فتحت منفذ القفص لتحريرها&
لكنها بقيتْ تدندن&
وتقول لي لا أبرحك&
لا أريد لِعَلَـمِك أن ينتكسَ حزناً وحِداداً&
&
&
سوق الغزل : من الأسواق الشهيرة ببغداد للمساومة ببيع الطيور بأنواعها والحيوانات الغريبة والأليفة&
&