&

&
يهتفُ عالياً بحياة الوطن
ذلك النائمُ على الرصيف ..
قرب حاوية النفايات&
كلما غَـذّتْـه المُكبّات من جديد مقذوفاتها&
يشبعُ مليّاً ميمماً وجهه نحو أولياء الله&
ليقدّم تعاويذ الثناء والشكر على النعماء
وهي تتلطخ بالمِنّ ومفاسد الفضلات&
يلقمونه شعاراتٍ يرددها بعماءٍ
مثل عقربٍ ترمي سمومها بطيشٍ هنا وهناك&
الضبابُ المظلّل يسري في دمهِ وعقلهِ
يتخمونه من سخام& قدورٍ وموائدَ ..
مسروقةٍ من كنوز أرضهِ
يخاف الليلَ وجهمتَـه
ليس سوى التراتيل تعويذته&
ينادي الأدعية النجيبة ان تكون ضجيعَـتهُ&
في فراش الرصيف غير الوثير&
هو ذا يلتصق في الأرض كالسحالي&
لن يكون شبيهَ أفعى يعبدُها بدائيو أفريقيا&
لتماسِّها الدائم بأديمِها&
أنت المشبَعُ بالفضلاتِ منزوعٌ من الطيران
مثل بطريقٍ يخاف ضباع الصحراء
خوفا من خناقهِ&
أين تهربُ والعرباتُ الساحقة كثيرة ؟
لا تجيدُ العوم في الماء
تعضّ لسانَك ندَمَاً وعجزاً
أنت المسمّى طيرا مثل دجاجةٍ بدينة&
لا تقوى على التحليق&
ملأت حوصلَتها من مزابلِ تُسمن وَرَماً
أيها الراقص غير المهذب في هرولته&
حتّام تتعثرُ كالضلالةِ&
تسقط مغشيا عليك
طريدةٌ أنت ، ولقمةٌ ليست سائغة&
أينما تحلّ وحيثما تأزف&
فـلْـتُخرس هتافَـك أيها الزاحف كالنملة&
تنبش في حبّة ًقمحٍ أثقل منك شأْواً
إنْ لم تقدر استحياءً
فاغضضْ من صوتك&
وكن فحيح أفعى منزوعا من اللّـدغ
أنت لا تُجيدُ سوى تطييرِ أجنحة الفضيحة&
&
&