&
"عناقيد شعر" مجموعة شعريّة بالمحكيّة للشاعر المهجري الأسترالي اللبناني الأصل روميو عويس من قرية "رشعين" التي منها هاجر في سنة 1969 إلى سيدني بالجسد، فيما روحُه بالخيال المجنّح ظلّت تحلّق فوق الربوع الأولى والحبّ الأوّل.& &
خمسة عقود انقضت. صار أستراليّاً كثيراً باحترام الذات، وظلّ أيضاً لبنانيّاً كثيراً بالشِعر والنخوة. أنشأ في هجرته جريدة "صدى لبنان" ليلاحق بها أخبار الذين ودّعهم، وما يؤولون إليه نجاحاً قليلاً خصوصاً في بناء الدولة التي يعمل سياسيّون فاسدون على تمزيق دولة لبنان كي لا تكون دولة دولة للبنان يوماً.&&
ولكن ما يعتمل في صدر الشاعر روميو عويس لا حول لغير الشعر على احتوائه لاتّساعه، لعمقه وشموله. الشِعر هو سفير الروح والعقل والقلب، وهو دمعة الفرح والحزن في آن معاً. يقول الشاعر عويس في الصفحة11 من المجموعة: "يِمْكِنْ لأنّو الخمرْ متْلِ الشِعرْ \ سمّيتكنْ يا قْصايدي عْناقيد". والغلاف جعله رائقاً بريشة الفنّانة نورا عويس،& والصفحات بلغت 175 صفحة تستلقي فيها عشرات القصائد في مواضيع كثيرة أوحاها الحال العاشق أو الحال الثائر أو الحال المشتعل بالحنين أو الممتلئ بالعقل والحكمة.&
فاضحاً أهل السلطة يقول في قصيدة "بيقولوا رْجاع" ص27 إنّهم: "ولا مرّه بيعملوا للشعبْ قيمهْ". وأمعنوا فيه تمزيقاً حتى قلْ: "وْصارتْ كلْ مِلّه ألف مِلِّهْ". ويقول في قصيدة "زعما الوطن" ص43: "عا مرقدِ الْعنزه تْناطحنا". ويقول في قصيدة "مجنون ضيعتنا" ص59: "بْليره بيبيعوا الشعبْ والأوطانْ \ حبّ المناصبْ والزعامهْ جنون".&
أمّا مفردات الشاعر فهي كثيراً قرويّة، لا بل يتقصّدها تأكيداً لانتماءٍ أوّل أو رحِمٍ أوّل مثل "الموقد" و"التنّور" و"الجرن" و"المورج".. إلخ. وأمّا محور أغلب القصائد فهو محور قصصيّ تأكيداً إنّ القصائد حقيقيّة لا افتراضيّة أو واقعيّة لا خياليّة، أي إنّها ـ القصائد ـ انعكاسٌ لواقع لا يجوز التعالي عليه كما يلتزم الشِعر الشعبيّ من دون أيّ مساومة، وهي لسان حال المكافحين من أجل لقمة عيش كريمة يقولون: "إلاّ غَنِي الأخلاقْ لا تعدّو غني \ وإلاّ فقيرِ الْعقلْ لا تعدّو فقيرْ" ص20. وأيضاً: "كونْ متل الْنملْ أيّام الحصيد \ ومتل النحلْ لمّا الحْقولْ بيزهّروا" ص81.&
الكلمة التي شاءها الشاعر روميو عويس قالها. ولأنّ الشخص يفنى جعل كلمته في كتاب يبقى.. وهي حقّاً كلمة حبّ وتفاني وذكرى كريمة.&
& & & & & & &&
&