إفتتح في مدينة بويبلا المكسيكية ، بمناسبة مرور الذكرى المئوية لمؤلف "بيدرو بارامو"، معرض "خوان رولفو، مصوراً" إبتدءاً من 7 أبريل/ نيسان الحالي، وحتى 22 أيار/ مايو المقبل.
يرى النقاد، منذ فترة طويلة، وجود علاقة متينة بين أعمال التصوير الفوتوغرافي للكاتب المكسيكي خوان رولفو ومؤلفاته الأدبية. حيث كان قد إستثمر المناظر الريفية في المكسيك كمصدر أساسي للوصف الجغرافي في رواياته.&
وبمناسبة الذكرى المئوية لخوان رولفو (1917 – 1986)، توصلت مجموعة من الباحثين في أعمال الكاتب الأدبية إلى إتفاق جديد. حيث يبدو فيكتور خيمينيث، مدير (مؤسسة خوان رولفو) حاسماً جداً "لقد قال بنفسه أنه من خلال إلتقاط الصور كان يجسّد الواقع، بينما عند الكتابة كان يصوّر الخيال. إذا كان هناك أي شك، فقد تمّت تسويته. هناك رولفو الراوي، ورولفو المصور الفوتوغرافي". &
يعدّ هذا الرأي عن صاحب رواية "السهل يحترق" بمثابة التمهيد لمعرض "خوان رولفو، مصوراً"، الذي تم إفتتاحه يوم الخميس الفائت في متحف "أمبارو" بمدينة بويبلا المكسيكية، وأيضاً بداية لإنطلاق فعاليات الإحتفال بذكراه المئوية. ويحتوي المعرض الذي يعتبر أول نشاطٍ إستعادي كبير والأكثر شمولاً وتنظيماً، على 150 صورة فوتوغرافية، وعلى المجلات التي نشرت فيها أغلب الصور، وعلى كاتالوجات المعارض الأخرى، ومساهماته في السينما، وقصاصات تمثل صور المشاهير في هذا المجال، الذين كان معجباً بهم، مثل المصور الفوتوغرافي الأمريكي ألفريد ستيغليتز، أو المصور الفوتوغرافي والمخرج السينمائي بول ستراند.&
ويوضح الأكاديمي خورخي سبيدا قائلاً "يوجد هناك فرق زمني أيضاً. فقد بدأ رولفو إلتقاط الصور الفوتوغرافية في أعوام الثلاثينات. بينما أول قصة له نشرت في عام 1945". وأعمال رولفو المعروفة ولكن غير المنتظمة بدأت مع "الحياة ليست جدية للغاية مع أشياءها"، وهي عبارة عن قصة غير شائعة لم تدرج ضمن مختارات "السهل يحترق"، لكن تم نشرها مؤخراً ضمن مبادرة طبع الأعمال الكاملة للكاتب، بمناسبة الذكرى المئوية على ولادته، برعاية دار "أر إم" للنشر. &والصور الأولى التي إلتقطها رولفو بكاميرته "روليفليكس"، تمثلت في المناظر الطبيعية الخاصة بمكان ولادته في ولاية خاليسكو، والتي ظهرت في عام 1938 تحت تواقيع مختلفة: بيريث فيزكاينو، وخوان بيريث فيزكاينو، وخوان بيريث رولفو.&
وخوان رولفو، إبن عائلة كانت تملك أراضٍ، كانت قد قدمت بعد الثورة، وإسمه الكامل هو : خوان نيبوموسينو كارلوس بيريث رولفو فيزكاينو. ويضيف مدير المؤسسة قائلاً "بعيداً عن خاليسكو، بلغ الأمر به أن يكتب في الرسائل التي كان يبعثها لصديقته أنه يريد أن يعتاش من التصوير الفوتغرافي". لم يكن رولفو قد تجاوز العشرين من عمره عندما سافر إلى مدينة مكسيكو. وبعدها، عمل لدى شركة للسفريات، حيث طاف أغلب مدن المكسيك وعلى مدى ثلاث سنوات. وتشكل المناظر الطبيعية والمعمار والحياة الريفية جُلّ أعماله الفوتوغرافية. وقد تمّ تقسيم عمله الفني إلى مرحلتين: الأولى في غوادالاخارا في 1960، والثانية في معرض تكريمي لمسيرته في "قصر الفنون الجميلة"، إحدى أبرز القاعات الثقافية في المكسيك، وذلك في عام 1980.&
ويؤكد البريطاني أندرو ديمبسي، المشرف على المعرض والمتخصص في أعمال خوان رولفو على أهمية أعماله، إلى جانب قيمتها في التوثيق "صوره الفوتوغرافية تتجدد في كل يوم. أنها طموحة للغاية، وتحمل سمات فنية واضحة". وللتأكيد على كلامه يقتبس ما قالته سوزان سونتاج عنه "خوان رولفو هو أفضل مصور فوتوغرافي عرفته في أمريكا اللاتينية". & &