لكي تعيش الاختلاف عن مجايليك فلابد أن تبذل جهوداً مضاعفة، وتنبش في ذاكرة التفرد لتبصم بخصوصيتك في عالم أصبحت الخصوصية فيه عبئاً على أصحابها ؟!.
"سيرمون شابي" مصور فوتوغرافي عراقي حمل معه من بغداد شهادته الجامعية بالاعلام وخبرة متراكمة بالعمل الصحفي المكتوب والمسموع والمرئي، ويمم شطر الغربة الى السويد، فاستفزته الطبيعة الجميلة ليغرف من ذاكرة الطفولة شغفاً زرعه فيه والده : "طفلاً كنتُ في الثامنة من عمري عندما أهداني والدي كاميرا بمناسبة الاعياد، ما أذكره حينها أن والدي كان يملك عدة كاميرات لكنه لم يكن يزاول مهنة التصوير، كانت أول كاميرا حقيقية أُمسكها بيدي فبدأن بتصوير كل شيء أجده أمامي & &حتى كبرت و استطعت شراء كاميرا كانت مطورة كثيرا عن الاولى ... دخلت الجامعة و درست مادة التصوير الصحفي و طورت نفسي من خلال العمل كصحفي متدرب قبل التخرج، &حتى تخرجت و بدأت العمل كمعد برامج و منتج تلفزيوني في قناة العراقية الفضائية. تركت العراق و هاجرت الى السويد و قررت امارس هوايتي. اليوم استخدم كاميرات رقمية حديثة لأتمكن من تصوير مواضيع عدة و في اوقات مختلفة و احصل على صور عالية الجودة استخدمها في عملي و اقامة المعارض".
"سيرمون " أقام عدم معارض للتصوير الضوئي في السويد يحدثنا عنها قائلاً : "اول معارضي الشخصية اقمتها في السويد، وكان أولها معرض مشترك مع مصورين سويديين بعنوان انعكاس في نيسان ( ابريل ) ٢٠١٦ عرضت فيه ٥ لوحات تتناول الانعكاس الداخلي لشخصية المصور و انعكاسات ظاهرة الشفق القطبي النادر الحدوث في منطقة وسط السويد، &كان هناك اقبال كبير للمعرض لما يتظمنه من لوحات متنوعة من جميع المشاركين، ثم اقمت معرضي الشخصي الاول في ايار ( مايو ) ٢٠١٦ وشاركت ب١٢ صورة قياس ٩٠X٦٠ و اخترت فيه ظاهرة الشفق القطبي النادرة و كذلك ظواهر طبيعية اخرى كتزامن اكتمال القمر مع عيد رأس السنة فهذه الظاهرة لاتتكرر الا ٣٣ سنة، &غطى على المعرض طابع &التصوير الليلي لإختياري ١٠ صور صورت ليلا ولمواضيع عديدة كتصوير النجوم و امطار الشهب و درب التبانة، ومعرضي الثالث المشترك الذي اقمته في شهر حزيران ٢٠١٦ مع زميلي و صديقي السويدي mikael sjösten وكان الشفق القطبي في مدينتنا Eskilstuna موضوعا اساسيا".
الشفق القطبي هذه الظاهرة النادرة كان محط "سيرمون" فأبدع في القبض عليه بعدسته ونال اهتماماً لافتاً من الاعلام السويدي: "الاهتمام بظاهرة الشفق القطبي كان له سببين الاول اني كنت اتمنى رؤيته بالعين المجردة عندما كنت اقرأ عنه او اتصفح مجلة تحتوي صور الظاهرة الرائعة. اما السبب الثاني جاء بمحض الصدفة عند تصويري في منتصف الليل لسماء صافية في شتاء ٢٠١٥ هنا في السويد و لاحظت وجود لون اخضر في الافق، &سألت اصدقائي السويديين عن اذا ما كانت تلك الالوان هي الشفق القطبي فحصلت على اجابات بالنفي، &فإعتقادهم ان لايمكن رؤية الشفق القطبي في مناطق وسط السويد كالعاصمة و ضواحيها بل حصراً في اقصى شمال القارة العجوز. لم اكتفي بالاجابة فقررت البحث و الدراسة بأكثر من موقع الكتروني و متابعة الاخبار و المقالات التي تتناول الظاهرة و اوقات حدوثها و المواقع الجغرافية التي يمكن رؤيتها.
علمت من وكالة ناسا و على صفحتها في يوم ١٧ اذار ٢٠١٥ بأن هناك عاصفة شمسية متجهة الى كوكب الارض و بمجرد احتكاك الموجة الشمسية مجال الارض الجوي في الليل تتشكل تلك الالوان و الامواج الخلابة، لأخرج بكامل معداتي بوقت مبكر لاجد موقعا مناسبا للتصوير وبعد غروب الشمس بدأت التقط صوراً &للسماء وتمكنت من التقاط اكثر من ٦٠٠ صورة للشفق لتكن اول مرة لي في حياتي ارى الظاهرة و اصورها، &نشرت الصور وكان الصدى واسعا محليا لتنتشر الصور و الخبر في اكثر من موقع و صفحات الكترونية سويدية كصحيفة Eskilstuna kuriren المحلية و التلفزيون السويدي SVT و القناة الرابعة Tv4 ، وشركة كانون اسكندنافيا نشرت صور الظاهرة في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها مؤكدة بأنها الصور الاولى التي يمكن من خلالها مشاهدة الشفق القطبي في مناطق وسط السويد".
وماذا بعد الشفق القطبي بالنسبة لـ"سيرمون" &:" طموحي و احلامي في مجال التصوير هو ان استمر في مزاولة هوايتي اولا فهذا يمنحني السعادة و ان اقيم معارض جديدة محلية و عالمية".&
&