الرباط: منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الإعلامي والشاعر المغربي ياسين عدنان من دخول الأراضي الفلسطينية، بهدف المشاركة في فعاليات ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية.

وقال ياسين عدنان في اتصال مع"إيلاف المغرب" إن منعه من طرف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدخول فلسطين قرار أعمى واعتباطي، كونها لا تمتلك معايير واضحة للسماح للأفراد بالوجوداخل الأراضي الفلسطينية.

وأكد عدنان "حينما لا تعطي سلطات الاحتلال الإسرائيلي تصريحا بالدخول لدولة فلسطين، فهي لا تبرر منعها، ولا تقول للشخص المعني أنت مرفوض لهذا السبب أو ذاك".

واعتبر عدنان أن قرار المنع لا يقصد به شخص الكاتب أو الشاعر، بقدر ما تهدف من خلاله سلطات الاحتلال تبيان أن الفلسطينيين أعجز من أن يقوموا بدعوة أحد لبلادهم.

وأضاف"هو قرار يرسخ لشريعة المحتل باعتباره الوحيد الذي بإمكانه أن يكون الآمر والناهي، وبالتالي هناك ضرب لشرعية ومصداقية السلطة الفلسطينية.

وأوضح الشاعر والإعلامي المغربي "لديهم رغبة ممنهجة في عزل الفلسطينيين عن محيطهم العربي، فكلما حاولوا تنظيم فعاليات ثقافية وفكرية ذات بعد عربي إلا وتقوم إسرائيل بالتشويش عليها بهذه السياسة الممنهجة، عن طريق رفض التصريح بدخول بعض ضيوفهم، وتبخيس الأنشطة وحمل المثقفين العرب على الضجر من هذه الممارسات والسلوكات، وبالتالي العزوف عن المشاركة في مختلف التظاهرات المقامة على أرض فلسطين.

وأكد أنه سبق أن دخل إلى رام الله، العام الماضي، للمشاركة في معرض الكتاب الفلسطيني، حيث حصل على تصريح بذلك، فيما منع مثقفون آخرون من دول عربية مختلفة.

وخلص إلى القول انه لو كانت الدعوة من داخل إسرائيل من طرف عرب 48 فلسطينيي الداخل، لاستقبلت السلطات الإسرائيلية المشاركين بالأحضان، لأن الأمر في هذه الحالة سيصبح ممارسة للتطبيع مع إسرائيل.

ونشر عدنان في حسابه الشخصي في فيسيوك &الدعوة، التي وجهتها إليه وزارة الثقافة الفلسطينية للمشاركة في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية.

وجاء في التدوينة "ليس من عادتي نشر الدعوات، التي أتلقّاها لحضور مؤتمر هنا، أو ندوة هناك، لكن هذه المرة سأنشر دعوة فلسطين، دعوة لم أتمكن من تلبيتها، لأن ورما سرطانيا أوصد مسرب الأخوة، واحتل برهة المحبة بين الداعي والمدعو. ورم اسمه (إسرائيل). فالكيان الصهيوني لم يعطني تصريح الدخول إلى رام الله للمشاركة في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية، الذي تلتئم فعالياته حاليا. لستُ وحدي من عُرْقِلَتْ زيارتي، أدباء آخرون من مختلف البلاد العربية لم يصرَّح لهم بدخول أرض فلسطين".

وقال "هو مثالٌ آخر إذن قد يساعدنا على فهمٍ أوضحَ لمعنى الاحتلال، فالاحتلال أيضًا هو أن تمنع قوةٌ غاشمةٌ مُضيفًا من استقبال ضيوفه في بيته. هكذا اعتباطًا، وبعمى صفيقٍ، تسمح لهذا وتمنع ذاك.. فالمحتل جائرٌ بطبيعته، جائرٌ وأعمى".