&
رفضت زوجة تي. أس. اليوت ان تقر بفشل زواجهما مبررة خروجه من حياتها بأعذار وهمية ، كما تكشف يومياتها. وكانت فيفيان هيغ وود انهارت حين انتهت علاقتها مع واحد من أهم شعراء القرن العشرين بالانفصال في عام 1933. وتبين يومياتها في عامي 1934 و1935 انها اقنعت نفسها بأن اليوت خُطف ويجب انقاذه من خاطفيه ، أو انها التقت نصاباً انتحل شخصيته في مكتب محاماة لبحث انفصالهما. &وكتبت في يومياتها "أحسب انه يريد العودة الي ، وهو يرسف في القيود". بعد أشهر ورغم محاولات اليوت الابتعاد عن فيفيان ظلت تنتظر عودته اليها. &وكتبت ان الشيء الوحيد الذي تتلهف عليه وينزف له قلبها هو "يوم يدير توم المفتاح بهدوء في الباب الأمامي ويمشي داخلا على مهله ويجد مفتاح باب الغرفة حيث يجول بنظره حولها ويبتسم بقناعة تامة ، ويأخذ نفساً عميقاً ثم يذهب بهدوء الى كتبه الحبيبة والى فراشه. &وإذا استطاع ان يقول بارك الله زوجتي الويلزية الصغيرة فيفيان فانه سيقول ذلك بكل تأكيد". ستُدرج مقاطع كهذه من يوميات فيفيان بعد فك شفرة كتابتها الناعمة ضمن الطبعة الجديدة لمراسلات اليوت التي من المقرر ان تنشرها في 950 صفحة دار فيبر اند فيبر في 22 يونيو/حزيران. &وهي الجزء السابع من 20 جزء تخطط الدار لنشرها عن حياة توماس ستيرنز اليوت الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 1948. تزوَّج صاحب "الأرض اليباب" من فيفيان عام 1915 ولكن صحتها العقلية القت بظلالها على علاقتهما وكانت اعراضها تشير الى اصابتها بالشيزوفرينيا. &وتوفيت فيفيان عام 1947 عن 58 عاماً بعد ان أُدخلت احد المصحات في عام 1938. &ويكشف الجزء السابق من مراسلات اليوت الذي يغطي عامي 1932 و1933 حصراً عن محاولات اليوت اليائسة للهروب من زواجهما الذي سماه "مهزلة بشعة". يركز الجزء السابع من "رسائل تي. أس. اليوت" على عامي 1934 و1935 ويتوسع في الحديث عن تردي صحة فيفيان العقلية ورفضها التسليم بأن اليوت لم يعد يطيق الحياة معها. وقال البروفيسور جون هافندن محرر الجزء السابع والباحث في جامعة لندن لصحيفة الغارديان ان المادة تعطي "احساساً غريباً بدخول دوامة عقلها حين يزداد اضطرابها أكثر فأكثر. &وهذا كله فظيع ورهيب ويبين حالتها العقلية ـ معذَّبة وتعذب نفسها". في النهاية ارسل اليوت بشعور من المرارة والسخط وكلاء في اواخر 1934 ليأخذوا كتبه واوراقه من بيتها. &وبعد اسابيع كتب الى شقيقه ان ضغط الالتزام بكتابة مسرحية في غضون ثلاثة اشهر يزداد وطأة عليه بسبب المتاعب والمصاريف القانونية الناجمة عن طلاقه.&
في عام 1957 تزوج اليوت من سكرتيرته فاليري التي توفيت عام 2012 بعد ان قررت وضع مراسلات زوجها في متناول الجمهور. &وقال البروفيسور هافندن ان فاليري شعرت "ان من الانصاف ان يطلع قراء رسائل اليوت الاطلاع على افكار فيفيان وان يفهموا اضطراباتها العقلية الفظيعة". &ورأى البروفيسور هافندن ان مادة الجزء السابع تجعل القارئ يتعاطف مع جميع اطراف هذه العلاقة المأساوية.
&