إيلاف من​ دبي:​ أصدر مشروع "كلمة" للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الترجمة العربية لكتاب "الماء: طبيعةً وثقافةً" Water: Nature and Culture للأكاديمية والباحثة البريطانية فيرونيكا سترانغ، ونقلته إلى العربية المترجمة الأردنية هيفاء أبو النادي.

في هذا الكتاب، تحاول سترانغ توثيقَ سجلٍّ فريد لتاريخ الماء، من خللال تقديم نظرة ثقافية شاملة لعلاقات البشر به، واستكشاف أهم قضاياه الثقافية والمادية والتاريخية والبيئية والسياسية.

لا مادةَ أهم
تؤكد سترانغ أن لا مادةَ أهم من الماء أو أكثر حيوية منه. تعاينه بوصفه مصدرًا للطاقة المتجددة، وأداة حملَتْهُ عبر الزمان والمكان. 

المياه.. سر كل حياة

وتشدد على الدور المهم الذي أداه وما زال يؤديه لضمان صحة الإنسان وسلامته، ابتداءً من الآبار العلاجية في مجتمعات ما قبل التاريخ، وانتهاءً باحتياجاتنا المعاصرة لمصادر الماء والصرف الصحي.

سترانغ هي المدير التنفيذي لمعهد الدراسات المتقدمة وأستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة دورهام الإنكليزية. تتركز بحوثها على العلاقات الإنسانية - البيئية، وتفاعلات البشر مع الأرض، والماء بصورة خاصة. نالت جائزة المياه الدولية في عام 2007 كواحدة من رواد المياه التنويريين. وهي تهتم بعلم الأنثروبولوجيا البيئية والمادية والماء. لها مؤلَّفاتٌ عديدة، منها "تشجير العالَم"، و"ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون؟".

في فصول كتابها الثمانية، تعرض سترانغ بشيء من التفصيل كيف يتدفق الماء في حياة الإنسان كلها، مرطِّبًا أجسادَنا، ومُحافظًا على النظام البيئي الذي نعيش فيه، ومُحقِّقًا مشروعاتنا التنموية في الزراعة والتقنية. كما تتناول بالبحث والدراسة خصائص الماء الفيزيائية وآثاره المتعددة في أنشطتنا المادية وعواطفنا وخيالنا.

مواقف متغيرة
ترصد سترانغ دور الماء وأهميته في تسيير عجلة الثورة الصناعية، وتشير أيضًا إلى أن اعتبار الماءِ "قيمة اقتصادية" شجَّع على خصخصته؛ الأمر الذي أدى إلى صراعاتٍ كبرى على المُلكية والسلطة. وترى أيضًا أن الضغط المتزايد على الموارد المائية – على مرِّ التاريخ- أنتج ولا يزالُ ينتج مشكلاتٍ بيئية مدمرة، تهدد حياة البشر والكائنات الأخرى.

تقول سترانغ إن مواقفنا من المياه وغيرها من الأشياء التي نعتمد عليها تغيرت بشكل كبير بمرور الوقت، فما كان مصدرًا باطنيًا لقوى التجدد أدى أدوارًا مختلفة مع تطور رؤيتنا للنظافة والصحة والمرض، وأصبحت هذه الرؤية مفيدة لصناعتنا، تمامًا كما أصبحت الزراعة أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، لأننا تعلمنا كسب المال منها. اليوم، قضية الماء من أكبر القضايا التي يواجهها مجتمعنا، إذ تؤثر في كل شيء، من رفاهية الناس الذين يعيشون على الأرض إلى حيوية موائلها الطبيعية.

أما المترجمة هيفاء أبو النادي فهي قاصة وأكاديمية، لها في السرد القصصي "على أهبة الحلم"، و"مراودات"، وفي الترجمة "المسرح في العالم"، و"من خوابي نبيذي: حالاتُ امرأة في عشرين قصيدة، غابرييلا مِسترال".