أصيلة: عن دار جداول في بيروت صدرت هذا الشهر للكاتب الموريتاني عبد الله ولد محمدي روايته (طيور النبع) التي تقود القارئ الى عدة أماكن جغرافية لها دلالاتها التأريخية والسياسية من مدرير الى نواكشوط عبر فلسطين وبغداد وعلى مقربة من نهر السينغال لتستقر في عمق أفريقيا جنوب الصحراء حيث تستنطق عوالم قبائل (النمادي) وخلوت مالي القصية ومعتزلات غينيا ثم تغوص في العمق الموريتاني تستجلي طقوس التصوف وسعي القبائل بحثا عن الكفاف في موسم القحط الطويل.
يلعب الكاتب في (طيورا لنبع) على ثنايئة الأصالة والحداثة بكل تجليتاهما وتداعياتهما عبر توظيف شخصياته لتعكس ما تموج به الصحراء الافريقية من نوادر في القصص والاساطير والموسيقى والمخيال والشعر تشكل الشخصية الأفريقية التي يمحورها الكاتب ولد محمدي في &نواكشوط التي يقدمها لنا الكاتب في ثوب الحداثة وازدواجية الهوية وتعدد الاثنيات والألوان.
لقد استفاد ولد محمدي من عمله الاعلامي كمراسل متنقل في دول الصحراء الافريقية ليقرب القاريء من مناخات الأمكنة والتي غاص في عمقها سنوات وعشق تفاصيلها التي يشارك القارئ بها في ورايته الجديدة التي قسم وعنون فصولها لتكون مكلمة لبعضها في سردها السيري والقصصي.
وكان صدر للكاتب عبد الله ولد محمدي (تمبكتو وأخواتها) 2015، و(يوميات صحافي في إفريقيا) 2013.&
الكتاب من القطع المتوسط في 156 صفحة الغلاف لأفنان الشيخلي.
من رواية (طيور النبع) اخترنا:
"لم يعرف أحد بالضبط من هو قائل القصيدة التي أصبحت موضوعاً اجتماعياً أكثر منها موضوعاً أدبياً، شغلت الجميع شيباً وشباباً، رجالاً ونساءً، وقد تحمس لها الشباب في حين أسخطت الشيوخ وأثارت غضبهم، واعتبروها فضيحة أخلاقية كبرى ، أما النساء فقد أشعلت القصيدة غيرتهن وكاد يتحول غضبهن الى هستيريا جماعية. وأصبح كل شعراء القرية - وعددهم ليس بالقليل- مذنبين الى أن يثبت العكس، وتحولت الحياة الزوجية للعديد منهم الى جحيم لا يطاق، ورفعت تسع سيدات دعاوى خلع أمام قاضي الحي تتهم كل واحدة منهن زوجها بالوقوف وراء القصيدة، وتطالب بالطلاق منه. ولم يعد للقاضي من شغل سوى تتبع تلك الدعاوى والبت فيها وقام باستدعاء أزواج تلك السيدات واحداً واحداً واحداً وواجههم بالتهمة الموجهة اليهم، وقد أقسم كل واحد منهم بأغلظ الأيمان أنه بريء من القصيدة براءة الذئب من دم يوسف". ص100.&
&