&

كتاب أنطولوجي جديد، صدر حديثاً عن دار الرافدين في بيروت، حمل عنوان "تلويحة لأحلام ناجية" (أنطولوجيا الجماعة التأسيسية ما بعد 2003)، من إعداد وتقديم: حسام السراي، في حين كانت لوحة الغلاف والتخطيطات الداخلية للفنان ضياء العزاوي، وهو كتاب يوثّق اشتغالات مجموعة من الشعراء العراقيين في قصيدة النثر من الذين ظهروا بعد نيسان 2003، وهم أحمد عزاوي، حسام السراي، زاهر موسى، صادق مجبل، صفاء خلف، علي محمود خضيّر، عمر الجفال، مؤيد الخفاجي، ميثم الحربي.
الكتاب الجديد يمثّل مجموعة أسماء دخلت المشهد الثقافي بعد العام 2003، في مرحلة صعبة ثقافياً وسياسياً واجتماعياً، شهدت فيها البلاد فوضى وعنف كبيرين، لتقدم هذه الأسماء قصائدها وتتحدى الأوضاع على أكثر من مستوى، على صعيد النتاج الأدبي والاستمرار بالحضور والاسهام في النشاط الثقافي، حيث جمعتها ملفات شعرية في صحف عراقية وعربية، مثل ملحق ورق في صحيفة المدى، وصحيفتي السفير والنهار اللبنانيتين، وشاركت أيضاً في أمسيات وأصبوحات مشتركة، مثل "الشعر توّاً" التي نظمها بيت الشعر العراقي على شاطئ دجلة 2009، و"أطوار" في مؤسسة برج بابل بشارع أبي نواس 2014، وفي عرض "في منزل الوزير النزيه" بشارع الرشيد 2017.
وكان خط عنوان الكتاب للمصمم الدكتور فلاح حسن الخطاط، أما تصميم الغلاف لكوكب السياب، والتصميم الداخلي لحسام فلاح الخطاط.
يحتوي الكتاب على شهادة لكلّ شاعر فيها رؤيته لمعنى أنْ يكون الفرد شاعراً في بلد مثل العراق، وفي فترة محتدمة بعد نيسان 2003، ومن ثمّ قصائد مختارة لكلّ اسم من الشعراء التسعة، فيما سعت مقدمة الكتاب لتوثيق شغل هذه الجماعة استناداً لظهورها ونشرها للقصائد خلال أعوام 2003 و 2004 و 2005 و 2006 وما تلاها من فعاليّات أسهموا فيها بدءاً منذ العام 2008 (حيث بدايات التواصل والتفاعل الحقيقي بين هذه الأسماء) وإلى يومنا، ومن ثمّ تناولت المقدمة جوانب فنيّة بإبراز ميزات هذا الشغل عن غيره حتّى بين شعراء الأنطولوجيا أنفسهم، من خلال نماذج من نصوصهم التي نشرت ما بين 2003 و 2018.
الفنّان الرائد ضياء العزاوي، رسم تخطيطات عَمِلها خصيصاً للمشروع؛ حيث هناك تخطيط لكلّ شاعر عن قصيدة له من ضمن التي اشترك فيها بالكتاب، فضلاً عن لوحة الغلاف التي تزيّن الاصدار بلمسات العزاوي.
ومما نقرأه على الغلاف الأخير: "هذا الكتاب، هو وثيقة تخلو من التصنّع والفذلكات، نتركها للتاريخ، قبل أن تضيع الحقائق ويعتّم وهج مواقع التواصل وما فيه من افتعال وادعاء على الشغل التأسيسي في مرحلة ما بعد نيسان 2003، أعني الأسماء التي تقدّمت إلى المشهد بقصائدها وتطلعها المُعبر عنه في أكثر من شكل، من الذين حلقوا من فوق خرائب كلّ هذه المراحل والمعالم الكارثيّة، الاجتياح الأميركي، والعنف الطائفي، وأصوات الانفجارات، والمدن المسوّرة بالكونكريت الخانق، وأحزاب الفتن والحصص".
ومن مقدمة الكتاب: "... سيسأل سائل، متّهماً الكتاب ضمناً بأنّه ذكوري؟! نحن نتحدّث عن رؤية التقى عند مدارها جمع من الشعراء، لم يكن بينهم شاعرة، هذا جوابنا ببساطة، ولو كانت هناك من تتفق والشغل الذي ظهر لهؤلاء، منشوراً في الصحافة أو في كتب، لكانت قد أخذت محلها في هذه الصفحات.
شغلٌ أخذ الشاعر إلى متاهة من التفكير وصناعة الاحتجاج الخاص، بتأملات لا تحتسب لرغبات عموم المعلقين في مواقع التواصل، من الباحثين عن السهولة في مقاطع النصّ الواحد الظاهر أمامهم.&
سيسأل آخر، لِمَ هذه الأسماء التسعة فقط؟ ألم تظهر معها أسماء ثانية، نقول إنّها قدّمت وتقدّم قصيدتها خالصة من دون تأثيرات أخرى، والتي نعني- أي التأثيرات- استثمار ما هو اجتماعي من دبج مديح مجاني وكسب ودّ عدد من النقّاد والأسماء المعروفة للبقاء في الساحة وتصدير الذات في كلّ حدث، وفق منطق تخادمي نوّهنا عنه أعلاه، وهذا ما وقع في فخّه بعض الشعراء وسيلة منهم لاثبات الاسم الذي تقدّم في الغالب على النصّ وقيمته.
فوق ذلك، هذه الأسماء لا تكتب "قصيدة اعلامية"، &صيغت لتراعي أذواق الجمهور أولاً، من الذين تلهمهم القفشة أو المفارقة المفرّغة من البناء في مساحة نفعية صرف ميدانها الفيسبوك تحديداً...".