&
(كومبرادور)&&
طافحةٌ بأعقابِ السجائرِ&
كانت المنافضُ&&
قطارُ الكلمات&
يسيرُ بالنيكوتين& &
الدخانُ يخرجُ خِرقاً من أفواهِنا&&
على خشباتِ الهزل& &&
قطارُ الكلمات يجترُّ خططَ السلمِ والحرب&
لعصابةِ الكومبرادور& &
يمضي آخرَ الليلِ مبحوحاً&
إلى نهدي "جوان كولينز"&&
اليافطةُ: "لا شرقيّة ولا غربيّة"!&
&
يتعطّلُ القطارُ&
إذا استيقظتْ أمّي ونبّهتْني بعينيها.&
(رمال متحرِّكة)&
المكانُ يُغلقُ&&
النوافذُ تتساقط&
من جدرانٍ دائريّة&
&&
الصدى& &
رجْعُ صدى&&
المستغيثٌ&&
يرفع رأسَه&&
يتصدّع بالمجهول&
ومَن هو على سَفَر&&
لا مدى لعينيه&
في العالمِ الغريق&&
&
مائدتي&
أيّها الصديق&
فوقَ رمال متحرّكة.&
&
&
(كلمات)&
1 ـ&
مفتكراً&
إنّه لا ينظر&
إلى ساعةِ يدِه&
يرى الناسَ&
أشجارَ غابةٍ& &
تعبرُ أعيادٌ&
ولا حتى يسمع بها&
يدُه دخان، عيناه نسيان&
لا يعرف بعدُ كيف يبتسم.&
2 ـ&
نتصفّحُ وجوهنا&
كأنّنا نعزّي بعضنا&
نفترق&
لنعودَ إلى سيرتِنا& &
في اليومِ التالي&
&&
قافلةُ جِمالٍ تترنّح&
حصانٌ يتوسّلُ رصاصةَ رحمة&&
الناسُ يتابعون أعمالَهم كالمعتاد&
الخزانةُ المفتوحة مرعِبة في هذا الليل&
على الطاولةِ كتابٌ&
عن الجنازةِ المقيمةِ أبداً.&
3 ـ&
العالم بلا رصيف&
الشاحناتُ تجتاحُ المدنَ كعاصفة&
يقولُ المتفاجىءُ بالحديد:&
الإسفلتُ يرتفعُ إلى الرقبة!.&&
4 ـ&
الشارعُ يغرق في العتمة&&
أوراقُ الشجر تغطّي الرصيف&&
مقعدٌ ينتظرُ باصاُ مضى&&
امرأةٌ في وسط الشارع&
&
قريباً من حائط تنبعثُ منه عطونة&
ينامُ عجوزٌ وجدوا هيكلاً& يشبهُه&
عمره أكثر من 40 ألف سنة&&
أشقياء يعبرون أيضاً&&
تنهار واجهةٌ زجاجيّة&&
وبين أوراقِ الشجرِ سكران&
بسترةٍ باليةٍ وبنطال من دون سحّاب.&
5 ـ&
أتساءل عندما لا يبقى لقلبي&
غير ذكرى طفل في الطابق الثاني يبكي&
وسؤال عمّا يفعل البحر حين تختفي النوارس&
وتنطفئ فجأةً سفينةُ الليل المضيئة&&
وليس في هذه الناحية على الشاطئ&
غير قناديل ميّتة&
أتساءل ماذا يبقى لعينَيّ&&
إذا طالَ الشوقُ والإنتظار؟.&
6 ـ&
لو أنّكِ معي&
لأرمي حطبَ السنين&
عالمُنا غريب&
الفتى مقذوف&
إلى آخِرِ العالم&
في أذنيه طنين&
لو تبتسمي&
لأرمي علبةَ السجائر&
يكفي أن تخطري&
عيناي زهرتا ميالِ شمس لعينيكِ&
وفمي أوبرا غناء.&
7 ـ&
أنتِ في الذاكرة&
مثل موجِ البحر&
بعيدة في قفرِ المسافة&&
يحلمُ بعينيكِ الواسعتين& &
بالجدائل من سماء تتدلّى& &
فاجأه الليلُ&&
رايةُ آخِر قلعة&
في بياضِ قلبِه&
تهوي& &&
وإبرةُ الزمن&&
تخيّطُ تجاعيدَ وجهه.&
8 ـ&
لا لم تكن هناك&
قالوا في حديقةٍ وردٌ أزرق&
وبركةٌ مثل وردة مائيّة كبيرة&&
النسيمُ لم يداعب صفحةَ وجهه&
المتنقِّلِ بين المقاعد وبين الظلال&
كان أناسٌ يتنزّهون&
الشجرُ صامتٌ&&
كان يريد أن يقول لكِ&
أنتِ بعيدة&
وتأتين من وراءِ البحر&
أنت بعيدة&
وتأتين من عينِ نجمة&
وحين أسندَ ظهرَه إلى شجرة&
انهمرتْ الدموع من عينيه&
قبل أن ينهمرَ المطرُ ويظلَّ وحيداً.&
9 ـ&
على وجهها ابتسامة ناعمة وذكيّة&
في غرفةِ الإستقبال&
نسائم من بحرِ بيروت&
خيالات لتزاحمِ الناس&
خيالات لعتّالي السلّ&
وسيّارتُ مرسيدس 180 تعبر&
هل هذا ممكن؟&
هل هذا معقول؟&
أخيراً التقينا&
لا أعتذر ولا تعتذري&
أنا أنظر في عينيك&
انظري في عيني.&
(كتبت هذه النصوص في أواخر ثمانينات القرن الفائت ولم تنشر في صحيفة).&
&&
التعليقات