&في سابقة خطيرة لم يشهد الواقع الثقافي العراقي مثلها من قبل ، سحبت أدارة مهرجان المربد الدعوة التي وجهتها للشاعر عبد الرزاق الربيعي لحضور مهرجان المربد الشعري بدورته الـ 32& الذي سيقام في البصرة قريبا بحجة حصوله على الجنسية العمانية !!.
& & وقد اثارت القضية حالة من الصدمة والاستياء في الوسط الثقافي العراقي العام،لاسيما في طريقة التعامل مع الشاعر عبدالرزاق الربيعي الذي تربطه علاقات مميزة مع الادباء العراقيين كونه واحدا منهم حتى ان البعض استنكر ما حدث مشيرا الى ان التعامل مع الادباء العراقيين الذين غادروا العراق بسبب ظروفه السيئة جدا يعد خطيئة باعتبار الاوراق لا يمكنها ان تغير الانتماءات ولا تقتلع الجذور .
& & وكشف الشاعر الربيعي أنه تلقى رسالة قصيرة من الشاعر عبد السادة البصري عضو اللجنة المنظمة لمهرجان المربد الشعري بدورته الثانية والثلاثين تفيد بسحب دعوته التي تلقاها قبل أسبوعين بسبب إسقاطه الجنسية العراقية وحمله الجنسية العمانية بمرسوم سلطاني صدر في يوليو ٢٠١٦م.
& &وقال الربيعي : لقد صُدمت بالخبر، مثلما صُدم الوسط الثقافي في العراق وعمان، خصوصا أنني هيّأت نفسي للمشاركة بعد وصول الدعوة قبل أكثر من أسبوعين، واقتطعت تذكرة للسفر، وحصلت على التأشيرة للزيارة، وقدّمت على إجازة من العمل، تمت الموافقة عليها، وبدأت أجهز حقيبتي، ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي سفن القصيدة، شكرا لكل من علق، وشاركني الصدمة.
واضاف : أقول لأدباء العراق: أتمنى أن يستمر المربد، وأن لا يعكّر ما جرى لي صفو الشعر، فمن قرر إقصائي لا يمثّل سوى نفسه، ويبقى العراق أكبر من كل هذه التفاصيل، وسأواصل طريقي للعراق، وسألتقي أحبائي في شارع المتنبي إن شاء الله
وتابع : أنني لست مزدوج الجنسية،فالقانون العماني لا يسمح بذلك، وكان وجه اعتراضي على سحب دعوتي من (المربد) كون الشعر فضاء إنسانيا، لا علاقة له بالوثائق، والجغرافيا، وانا فخور بالجنسية العمانية، وقد جاءت تتويجا لسنوات طويلة أمضيتها بسلطنة عمان، مندمجا في الحياة الثقافية والاجتماعية العمانية، ولا أسمح لأحد المزايدة على علاقتي الوجدانية بالعراق، الذي نشأت به، ودرجت على ترابه، ودرست، وتشكلت ثقافيا، وأصدرت عدة دواوين به قبل مغادرتي له خلال سنوات الحصار عام١٩٩٤ م.
وأوضح: اما مشاركتي بالمهرجان فهي لا تعني شيئا سوى تأكيد الحضور الشعري، واللقاء بالأصدقاء، والمثقفين، وما جرى إساءة بالغة من اللجنة المنظمة مطالبا إياها بالاعتذار، وقال ايضا : الغريب بالأمر أن ( قيادة الاتحاد) دعتني، وهي تعلم أنني أحمل الجواز العماني، وعادت لتسحب الدعوة لأنها اكتشفتني متلبسا بـ(الجرم المشهود) علما بأن نصف الحكومة العراقية يحملون جوازات سفر أجنبية!!.
&
وكانت اللجنة المنظمة للمهرجان الذي سيقام في البصرة للفترة من ٧ – ١٠ فبراير ( شباط) المقبل، قد وجهت دعوات لعدد من الشعراء العمانيين إلى جانب الربيعي، وهم: سعيد الصقلاوي، وجمال الملا، وهشام الصقري إلى جانب الشاعر حسن المطروشي الذي اعتذر بسبب ارتباط مسبق مع فعالية يتزامن موعد إقامتها مع المهرجان.
&
السبب اسقاط الجنسية
& & فيما ذكرت مصادر مقربة من ادارة مهرجان المربد ان الدعوة سحبت من الشاعر العراقي البصري عبد الرزاق الربيعي لا لان لديه جنسية عمانية بل لانه اسقط الجنسية العراقية ، وارسل صورة جوازه العماني ليدخل بفيزا الى العراق ، وحين طلب منه ارسال صورة جوازه العراقي لحجز التذكرة تبين انه اسقط الجواز والجنسية العراقية .
واضاف: لذلك تساءلت الادارة& :كيف ندعو شخصا عراقيا هو تخلى عن عراقيته ؟
على هذا رد الشاعر الربيعي قائلا : هذا الكلام ليس دقيقا، لم يطلب مني أحد ارسال جوازي العراقي الساقط، والتذكرة حجزتها على حسابي الخاص، اما التأشيرة فقد حصلت عليها خلال نصف ساعة من السفارة العراقية بمسقط، بناء على أصولي العراقية، ولم أكن بحاجة إلى رسالة من اللجنة المنظمة ، ويبدو أن عقليات العاملين بالسفارة العراقية بمسقط أوسع من عقليات تتعاطى الكتابة، والثقافة، والجمال.
واضاف :كثيرون أسقطت جنسياتهم، من الفنانين، والادباء، ولا داعي لذكر الأسماء ، عندما اكتسبوا جنسيات دول لا تسمح قوانينها بازدواجية الجنسية، ومع ذلك يدعون لفعاليات تقام في العراق، ولم ينطلقوا من عقليات ضيّقة تتعامل مع الإنسان كوثيقة رسمية، لا ككيان، ووجدان.&&
&
اتحاد الادباء .. يتحفظ&
من جهته اوضح امين& الشؤون العربية في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الشاعر عارف الساعدي قائلا : شكلت دعوة الشاعر عبدالرزاق الربيعي ومن ثم سحبها لغطا ورأيا عاما في الوسط الثقافي ، وبودي أن أبين وجهة نظر في الموضوع بوصفي عضوا في المكتب التنفيذي لاتحاد الادباء والكتاب في العراق وبصفتي الشخصية ايضا.
&واضاف: بعد التداول مع الزملاء في المكتب التنفيذي وجدت ان سحب الدعوة نابع من حرصهم الشديد على عبدالرزاق الربيعي بوصفه شاعرا عراقيا يكنون له الاحترام والمحبة وانهم صدموا لما حصل معه حول التنازل عن الجنسية العراقية ، ولا شأن للجنسية العمانية ــ التي نحترمها جميعا ــ بالموضوع انما الموضوع يتعلق بالجنسية العراقية.
وتابع : عبد الرزاق الربيعي احد الاسماء المهمة والمبدعة واحد فرسان الجيل الثمانيني في العراق، واختلف شخصيا مع اي دعوة لتخوينه او التشكيك بوطنيته ، علما انه من اوائل الشعراء الذين اصدروا ديوانا حول مجزرة سبايكر ولا شأن بالجنسية التي يكتسبها بهمه الوطني الذي يرافقه .
واضاف ايضا :اشهد ان عبدالرزاق الربيعي احد الذين اسهموا بخدمة الثقافة العربية والعراقية على وجه التحديد وان بيته في مسقط عبارة عن ملحقية او سفارة عراقية بل انشط من السفارة العراقية هناك وذلك لحرصه الشديد في متابعة العراقيين والسهر على خدمتهم ، وأشهد أن الأصدقاء في بغداد والبصرة حريصون ايضا على المشهد الثقافي الذي يعملون جاهدين لإظهاره باجمل ما يكون
واكد : اتحفظ بوصفي امينا للشؤون العربية في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق على ما صدر من زملائنا بشأن سحب الدعوة ، علما اننا لم نستشر بهذا الموضوع ،وانه متعلق باللجنة التحضيرية لمهرجان المربد على الرغم من وجود زملاء لنا من المكتب التنفيذي أعضاء مع اصدقائنا في اللجنة التحضيرية للمهرجان إلا أنني اتحفظ على القرار وأنه لا يمثل كل قيادة. الاتحاد
وختم بالقول: اقدر حرص الربيعي على البصرة وعلى محبته المعتادة كما واقدر حجم الاستفزاز الذي حصل له مؤخرا ، ولكن الردود المتشنجة حول الثقافة العراقية وحول اسماء المثقفين العراقيين كانت في غير محلها للاسف وإن سيل الشتائم الذي صدر بحق زملائنا لا يليق بأي مثقف عراقي او عربي
&