&

صدر للفنان والناقد التشكيلي علي ابراهيم الدليمي كتابه الذي يحمل عنوان (شاكر حسن آل سعيد .. وخطابه الجمالي في الفن التشكيلي) الجزء الاول ، والكتاب جهد شخصي ،استثنائي ،من دون أي دعم رسمي أو من جهة أخرى. بل على نفقة المؤلف الخاصة، تعزيزا لمشروعه الثقافي في ثوثيق كل ما يخص رموز الفن التشكيلي في العراق والمحافظة على تراثه .
& & يقع الكتاب في 404 صفحة من الحجم المتوسط ،معزز بملحق ملون ما تبقى من لوحات الراحل المتحفية وبعض من لوحاته الفنية الآخرى.. فضلاً عن صور شخصية، حيث استطاع المؤلف في هذا الجزء الأول، ان يجمع بعضا من مقالات الفنان الراحل التي توزعت ما بين النقد في تجارب المعارض الشخصية والجماعية والمتابعة والتعقيب والأراء.. ، ولان المؤلف اراد ان يكون مخلصا للراحل وجامعا لكل اثاره فقد ارتأى ان يكون هناك جزء ثاني وربما جزء ثالث اذا اقتضى الامر لاعتبارات مثل ان الراحل كان غزير النتاج في الكتابة الذي بدأها مع بدايته الفنية حتى اخر ايام حياته ،وقد خلا الكتاب من اللقاءات الصحفية التي أجريت معه،فقد اجلها المؤلف الى الجزء الثاني .
&والمؤلف علي الدليمي هو مدير المتحف الوطني للفن الحديث، وله العديد من المؤلفات في الفن التشكيلي .
&
&سيرة شخصية دقيقة
& & والكتاب في حقيقته سيرة شخصية دقيقة بمسيرته الفنية ومعارضه الفردية ومشاركاته العديدة داخل العراق وخارجه، وكتبه الذي أصدرها، وجوائزه الكثيرة، وتضمن الكتاب مقدمة مختصرة ومترجمة للغة الانكليزية، كما ضم موضوعات متنوعة كتبها الفنان آل سعيد، ما بين النقد والمتابعة والدراسة والتعقيب والرأي .. إلخ، عن فضلاً عن جدول لمقالاته المنشورة الأخرى، لكي تسهل للباحث والمهتم الرجوع إليها عند الحاجة.
& كما تضمن الكتاب مقالات عن بعض تجارب الفنانين العراقيين،وهم: (ملف) عن النحات جواد سليم، إسماعيل الشيخلي، عبد الكريم محمود، الحاج محمد سليم، زيد محمد صالح، حافظ الدروبي، عطا صبري، مديحة عمر، خالد الجادر، حياة جميل حافظ، خالد الرحال، نوري الراوي، رافع الناصري، محمد مهر الدين، إبراهيم رشيد، رؤيا رؤوف، إيمان عبد الله، سعد الطائي، سلمان البصري، سالم الدباغ، سعدي عباس، عامر العبيدي، صادق كويش، علاء بشير، علي طالب، عبد الجبار البناء، محمد عارف، منعم فرات، محمد علي شاكر، هناء مال الله، وفنانة أردنية هي (سهى شومان).
&
آل سعيد.. المتصوف
افتتح المؤلف كتابه بمقدمة طويلة بعنوان (المتصوِّف الذي (صلـى) للجمال ... و مضى) ، جاء فيها (آثرت على أن (نبتدئ) من حيث (رحيل) فقيدنا التشكيلي الرائد شاكر حسن آل سعيد، لجعلها ذكرى إسترجاعية لقراءة ما تيسَّر من بعض سطور صفحات مسيرته الفنية الطويلة، المتقدّة (تجارب/ دروس) متجددة في الإبداع المتواصل (المادي/ الفكري) الذي شيّد منها صرح (مؤسسة خطابه الجمالي) الواسعة، المرتكزة على تفعيل تجاربه وممارسته للرسم مبتدءاً بالتأثيرية التعبيرية (البيئة/ الفلكلور) مروراً بإستلهامه شكلية وأبعاد الحرف العربي وتكويناته، ومن ثم خلوته وتأمله الفكري التصوفي.. ليستقر بعد ذلك عند إقتفائه وتتبعه وتفكيكه (للأثر الإنساني) العميق الذي أشتغل عليه أكثر تجاربه وإهتماماته الفكرية اللاحقة ... حتى نهاية مسيرته – حياته.
& &واضاف: كان .. لإنبثاق (جماعة بغداد للفن الحديث) الأثر الريادي البارز في وضع اللبنات الأولى عام 1951، كل من الفنانين: جواد سليم وشاكر حسن آل سعيد.. وآخرون..، إذ كان لهم دوراً حاسماً لتغيير بنية الحركة التشكيلية المعاصرة، فيما بعد، وكانت بمثابة النواة التي تم زرعها& حتى أنبعثت ثمارها لتأكل منها الأجيال لحد الآن..
&وتابع : الآن.. ونحن نجمع بعض ما كتبه، في جزء أول، من كتابنا هذا (شاكر حسن آل سعيد.. وخطابه الجمالي في الفن التشكيلي) لإننا أولاً وأخيراً هو وفاء واحياء له ولذكره الخالد، وثم لتوثيق زوايا مضيئة ومهمة من تأريخ مسيرتنا التشكيلية في العراق وبعض من تجارب الفنانين العراقيين، والآراء والتعقيبات التي رصدها وقدمها، آل سعيد، بصورة قلمية رائعة في النقد والتوثيق والإشارة والتنويه.. للحفاظ عليها من النسيان والفقدان.. ولنتواصل معاً لإكمال رصد النتاجات الجديدة في مشهدنا التشكيلي والثقافي، وهو بالتأكيد إلتزام أخلاقي و وطني لا بدّ الحرص عليه بكل الوسائل المتاحة لدينا، على أن لا نفرط في أي زاوية وركن وجدار من هذا الصرح الشامخ الذي بناه أوائلنا وروادنا ومن جاء بعدهم.. إلى ما نحن عليه اليوم من سمق و مكانة عالمية مشهودة.
وختم مقدمته بالقول : وأبقى شهيد على ما أقوله بحق الفنان والناقد الأستاذ شاكر حسن آل سعيد (رحمه الله)، انه مثلما تعلمنا منه كيفية أن نقرأ (النص) بصورة عصرية صحيحة، فقد تعلمنا منه أيضاً أن نكتب (النص) العصري الصحيح..
&
آل سعيد رسام وناقد
& & يذكر ان الفنان شاكر حسن آل سعيد ولد في مدينة السماوة عام 1344هـ/ 1925م، وسكن ناحية قلعة سكر في محافظة ذي قار خلال فترة طفولته وشبابهِ، ثم انتقل إلى العاصمة بغداد، وسكن فيها وكانت دراسته في مدرسة الاعدادية المركزية، واهتم بالرسم التشكيلي ولهُ الكثير من الأعمال واللوحات الفنية، ولقد تاثر في أواخر حياته بالنزعة والحركة الصوفية واثرت في رسوماته.
كان بداية عملهُ في مديرية المساحة في بغداد عام 1946م، ولقد حاز على شهادة البكالوريوس في علوم الاجتماع عام 1948م من دار المعلمين العالية، وساهم وشـارك في تأسيس جماعة بغداد للفن الحديث مع جواد سليم ومحمد الحسني في عام 1951، تخرج من معهد الفنون الجميلة في عام 1954م، وكان لهُ المعرض الشخصي الأول في قاعة المعهد ببغداد، وسافر بعدها إلى فرنسا للفترة من عام 1955 وحتى عام 1959م وكان طالبا في معاهد فرنسا ثم أمتهن بعد تخرجه التدريس فيها، وفي عام 1962م أقام معرضاً مشتركاً مع الفنان محمد غني حكمت في مدينة بعقوبة، امتهن تدريس الرسم في السعودية عامي 1968 و1969، وظهرت عندهُ فكرة البعد الواحد، وبعدها في عام 1970م أسس تجمع أو (جماعة البعد الواحد) مع مجموعة من الفنانين ومنهم الفنان جميل حمودي.
توفي الفنان شاكر حسن في بغداد، في شهر محرم من عام 1425هـ، الموافق شهر آذار من عام 2004م.
&