رأيت قيثارة سومرية في سوق الهرج

أي مفلس أهوج باعها في سوق الخردوات هذا؟

لم تكن تهيؤات، همست هي بأذني:

ـــ أحقا الطريق إلى أور صار طويلا؟

ـــ وأطول مما في الخرائط !

شف لي طيف جميل يتنهد تحت وجه الأوتار! عرفت انه حبيبها،

فلكل قيثارة حبيبها! ذلك قانون سومري سرى في العالم حتى اليوم!

لما رأى البائع لهفتي صار يزيد في السعر، أخيرا ضجر وحسم الأمر:

ـــ وعدت بها رجلا أجنبيا!

خرجت من السوق محزونا.

لم استطع النوم.

صرت أتسمع حفيف النسمات، حين يجن ليل بغداد سيخرج

الطيف من صدر القيثارة يدور في الشوارع والساحات، يطرق أبواب بعضهم فلا يفتحون، هم خائفون من كل خطو غريب!

يدور تحت النوافذ يفضي لها: هاكم أنغام قيثارة تتذكر مدينتكم حين كانت شوارعها أوتارا تغني تحت خطى العابرين!

قبلة للعاشقين.

جداول تفيض زهورا وفساتين!

أصخت السمع لشدو يذيب القلب

حتى انبلج الفجر!

قررت أن أبيع كل غال وبخس لدي وأسبق الرجل الأجنبي.

أقتسم معها هذه الأيام الجافة كخبز يبس ونخره الدود والعفن.

هل سأجدها؟هل أستطيع الفوز بها بين بائع همه المال، ومشترٍ همه لا يدرك كنهه أو مداه؟