يسلط كتاب الضوء على الوجه الآخر للمنشطات، ففي وقت يصورها الناس بداية نهاية الحياة وتقهقر بطيئ للوعي وفوضى الإدراك يشير مؤلفه إلى أن لديها فؤائد علاجية لا غنى عنها للمرضى المشرفين على الموت. 

إيلاف: حاول عالم الكيمياء السويسري ألبرت هوفمان في عام 1938 أن يقوم بتطوير عقار جديد لتحفيز الدورة الدموية، وبالفعل قادته الصدفة إلى تطوير عقار LSD. 

اختراق سر الكون
وبعد امتصاصه عن غير قصد كمية ضئيلة من العقار عبر بشرته، في وقت لاحق، وجد نفسه يتمايل في المنزل، ثم استلقى على أريكته، حيث دخل في حالة أشبه بالأحلام مع إغماضه عينيه، ومن ثم مشاهدته سلسلة متدفقة من الصور الرائعة والأشكال الاستثنائية ذات الألوان الكثيفة المتغيرة. 

حينها اقتنع هوفمان بأنه اخترق أحد أسرار الكون، وهو "التجربة الغامضة للواقع الأعمق والأشمل". وبعد مرور بضعة أيام على تصنيع عقار LSD، نجح العلماء في تقسيم أول ذرة يورانيوم. 

ورغم أهمية هذين الحدثين من الناحية العلمية والتقنية آنذاك، لكن بحلول منتصف ستينات القرن الماضي، توقفت عملية التمويل البحثية، وتم حظر عقار LSD إلى جانب مادة سيلوسيبين، وهي العنصر المخدر في الفطر السحري، والذي تم تقديمه إلى الغرب في عام 1955 على يد أحد المصرفيين المنفتحين في مانهاتن في الولايات المتحدة.

فوائد علاجية
أصدر في هذا الصدد الكاتب مايكل بولان كتابًا بعنوان "كيف تغير رأيك: علم المنشطات الجديد"، وسعى من خلاله إلى تقديم وقائع مثيرة عن تاريخ المنشطات، صعودها وخفوتها الحديث، نهضتها ومستقبلها المحتمل، حيث نُسِجَت كل هذه المحاور مع بعضها البعض من خلال رحلة استنكار ذاتي لمغامراته الحذرة ذات الطابع التحويلي كشاب مبتدئ في عالم المنشطات.

بمعنى آخر، يمكن القول إن ذلك الكتاب عبارة عن عمل تاريخي وعلمي جاد، وإن بات الكاتب فيه مقتنعًا بأنه كتب لنفسه شهادة ميلاد. من ضمن رسائل الكتاب المهمة التي ركز عليها بولان في سياق حديثه هي أن الفوائد العلاجية للمنشطات، بالنسبة إلى من يوشكون على الموت أو من يعانون من أمراض خطرة، لا يمكن فصلها عن نوعية التجارب الروحية التي تثيرها. 

تأثيرات وهمية!
ويوضح الكتاب أنه من غير المبتذل القول إنه قد تم حظر عقار LSD ومادة سيلوسيبين بسبب التهديدات التي يشكلانها على النظام الاجتماعي القائم. (ويؤكد بولان أن المخاطر الصحية الحقيقية لتلك العقاقير التي لا تبعث على الإدمان تعتبر صغيرة جدًا وفقًا لوجهة نظر معظم الأشخاص).

ركَّز بولان في أحد أجزاء الكتاب كذلك على استعراض ما يمكن أن تفعله المنشطات للدماغ، لكي تُحدِث مثل هذه التأثيرات، وعلاقة ذلك بعلم الأعصاب. وأوضح بولان أنه، ولمعرفة الطريقة التي يمكن أن تخلق بها الخلايا العصبية هذه الأوهام، يجب البدء من فرضية أنها أوهام.

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن صحيفة "الغارديان" البريطانية. المادة الأصل على الرابط أدناه
https://www.theguardian.com/books/2018/may/22/how-to-change-mind-new-science-psychedelics-michael-pollan-review