& &بمشاركة اكثر من 100 لوحة فنية لـ 100 فنانة وفنانا يمثلون أجيال مختلفة، ،نظمت جمعية التشكيليين العراقيين في القاعة الكبرى بمقرها الكائن في حي المنصور ببغداد معرضا متخصصا يحمل عنوان (طبيعة عراقية)، احتفى بالطبيعة في العراق بمختلف تنوعها وجمالها ، ومن شمالها وحتى جنوبها، وتغنوا بجمالياتها المهددة بالانقراض ،ويستمر المعرض لغاية 14 / يوليو تموز 2018&

& & افضل تعبير عما حمله المعرض هو ما قاله رئيس جمعية الفنانين التشكيليين قاسم سبتي : قد يستغرب بعض التشكيليين ونقاد الفن، إصرارنا على إقامة معرض خاص للطبيعة، في زمن غادرت فيه الكثير من صالات العرض في العالم هذا النوع من الفنون، حيث صار الاهتمام بعرض تجارب الحداثة وما بعدها هو السائد ، ربما، نرى نحن من زاوية انهم محقين في ذلك، فالفنون في كثير من البلدان تطورت إلى الحد الذي بات فيه الفن لا تحده حدود، وان رسم الطبيعة أصبح من الماضي، أما نحن الذين دخل لنا الفن منذ قرابة قرن من الزمن ما زلنا لم نشبع رغباتنا من هذا النوع من الفنون حتى نغادر تجاربنا التقليدية في رسم الطبيعة.
&وأضاف : يعد المعرض أرشفة جمالية حقيقية لذاكرة مستقبلية لجمال طبيعة هذا البلد الغني بالاختلاف، خاصة أن كثيرا من هذا الجمال بات مهدداً بالانقراض أو الزوال لما يعانيه العراق من شح بالمياه.
& &واستعرض الفنانون التشكيليون على اختلاف اجيالهم، ابداعتهم الفنية من خلال لوحاتهم المفعمة بدلالاتها الجمالية والفكرية، المتميزة بتنوع الرؤى والتكنيك الاشتغالي،الذي يؤكد قدرة الفنان العراقي على ان يكون قادرا على التعبير عن قضايا بلده وصور الجمال فيه، لاسيما ان الكثير من مباهج الطبيعة العراقية يحيث يعد هذا المعرض من المعارض المهمة على الساحة الفنية وقد حرصت الجمعية على اقامته كل عام على قاعة الجمعية الكبرى .
&
مستقبل مطمئن&
& وافتتح المعرض من قبل التشكيلي سعد الطائي، رافقه عزف موسيقي للمايسترو كريم وصفي، بحضور نخبة من المثقفين والفنانين ومحبي الفن التشكيلي.&وقال الطائي : بدأنا نطمئن على مستقبل الفن التشكيلي في العراق من خلال اعمال شابة باتت تقدم بحرفية عالية ويجب أن نجزم أن لدينا فنانين شباباً قادرين على المنافسة.&&واضاف:& في مثل هذه المعارض المشتركة التي تضم مشاركة أكثر من 10 فنانين كما نرى هذا المعرض تجاوز 100 فنان وفنانة مشاركة، يكون التقييم على موضوعة المعرض ككل وليس على عمل واحد فقط.
&فيما رئيس جمعية الفنانين التشكيليين والمشرف على المعرض: أن الجمعية تقيم كل عام معرضاً خاصاً بالفنون الانطباعية التي تخص الطبيعة العراقية، وتستقبل أعمالاً مهمة ومميزة لعدد من الفنانين من كل محافظات العراق. واضاف: الاعمال التي تقدم لنا تؤكد أن الفن الانطباعي ليس بالفن السهل والعابر كما يشاع عنه او يظنه البعض، إنه فن صعب جداً لأنك يجب ان تنقل روح الطبيعة على اللوحة وأن تستخدم ألواناً مقاربة لتلك التي نراها في الواقع والطبيعة، وهنا تأتي قدرة الفنان بالتعامل مع اللون.
&
&فن رصين&
من جهته اكد الفنان التشكيلي زياد برجي ان اهمية المعرض تكمن في تأكيد القائمين عليه ان الفن العراقي رصين ، وقال : إنها عروض مميزة،وهذا المستوى تعودناه خلال معارض الجمعية التي لا تسمح أبداً بتقديم عروض كمية فقط دون مراعاة النوع. واضاف: جمعية الفنانين التشكيليين تحاول أن تثبت لنا بشكل دائم أن الفن التشكيلي العراقي فن رصين، وأن علينا أن نغض انتباهنا عن مسألة الكم وأن نراعي النوع فحسب.
&
احضان الطبيعة&
الى ذلك قال الكاتب والفنان علي الدليمي : يبدو أن العودة لأحضان الطبيعة ونسيم هوائها.. بالنسبة للفنانين التشكيليين.. هي عودة لغرض الإطمئنان النفسي الذي لا ندركه جيداً إلا بالرجوع للحياة البكر والطبيعة الصحيحة.. بعيداً عن ضوضاء وصخب حياة السياسة الفاشلة وحرب النجوم ومأساة العصر المتواصلة.
واضاف : قدم كل فنان مشارك لوحته وفق أسلوبه الفني الخاص، كل بتقنياته وضرباته اللونية في الزيت والاكرليك.. بواسطة الفراشاة أو السحب بالسكين، فكان المعرض بمثابة بانوراما (طبيعية) رائعة.. من زوايا فنية عديدة وجميلة.. فكانت جبال كردستان العراق وأشجارها المغطاة بالثلوج القطنية شتاءً.. وجمالية تفتح الأزهار والورد فيها في فصل الربيع.. والشوارع الترابية القروية المتعرجة في مناطق الوسط والتي تحيطها ويوازنها النخيل الباسق والأشجار المتدلية ذات الثمار الناضجة، وسواقي المياه الجارية بإنسيابية، ومشاهد البيوتات الطينية التي تتقافز خلفها الحيوانات الأليفة.. ومساحات المسطحات المائية الشاشعة والهادئة لأهوار جنوب العراق الخلابة ذات المشاحيف الطولية التي تطفوا على الماء بين أحضان القصب البردي والحشائش الخضراء التي تلتف حول سيقان القصب..