قفصة: أعلنت "شركة فسفاط قفصة" الحكومية الخميس استئناف الإنتاج بأكبر منجم فوسفات في "الحوض المنجمي" بولاية قفصة وسط تونس، وذلك بعد أيام على توقيف محتجّين عطلوا العمل في المنجم منذ نهاية شهر سبتمبر الماضي.

وقال علي الهوشاتي المسؤول الإعلامي في هذه الشركة المملوكة للدولة لفرانس برس "استؤنف في ساعة متأخرة من مساء الاربعاءإنتاج ونقل الفوسفات في منجم مدينة المتلوي، أكبر مناجم الحوض المنجمي".

ويتكون "الحوض المنجمي" من أربع مدن هي المتلوي والمظيلة والرديّف وأم العرائس.

وأضاف الهوشاتي "جميع مقاطع الانتاج بمدن الحوض المنجمي بدأت في العمل، واستؤنف نقل الفوسفات عبر قطارات الشحن والشاحنات الثقيلة باستثناء مدينة الرديف حيث يتواصل الانتاج بشكل عادي ولكن نقله متوقف لأن السكان يطالبون بنقله بواسطة القطارات فقط".

وكان الانتاج توقف في منجم المتلوي منذ 30 سبتمبر الماضي بعدما منع عشرات العاطلين عمال المنجم من الوصول إليه.

ويطالب هؤلاء بتوظيفهم في شركة فوسفات قفصة.

وهذه الشركة هي المشغّل الرئيسي في ولاية قفصة حيث تشمل البطالة ربع السكان ممن هم في سن العمل.

والثلاثاء الماضي، أوقف القضاء سبعة محتجين في المتلوي ووجّه إليهم تهم تعطيل سير عمل شركة فوسفات قفصة ومنع عمال منجم المتلوي من الوصول الى مقرات عملهم، بحسب ما افادت عائلات بعض الموقوفين مراسل فرانس برس.

ومنذ الاطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، تعيش منطقة الحوض المنجمي على وقع اعتصامات واحتجاجات لسكان يعطلون نشاط شركة فوسفات قفصة للمطالبة بتوظيفهم.

وكانت شهدت في 2008 انتفاضة اعتبرت من ارهاصات ثورة 2011.

وفي كل مرة يتكرر السيناريو نفسه إذ ترفض الحكومة بادئ الامر مطالب المحتجين ثم توظفهم فيرتفع الانتاج ببطء، قبل ان يأتي حراك جديد يشل الإنتاج الى حين حصول وعود بانتدابات جديدة.

والفوسفات قطاع استراتيجي للاقتصاد التونسي.

وسنة 2010، كانت العائدات المالية لتصدير الفوسفات تمثل 10 بالمائة من اجمالي ايرادات صادرات تونس.

وقد انتجت البلاد في العام نفسه أكثر من 8 ملايين طن من الفوسفات.

وخلال السنوات الخمس الماضية، تراجع انتاج الفوسفات في تونس بنسبة 60 بالمائة ما كبد البلاد خسائر مالية بلغت 5 مليارات دينار (ملياريْ يورو)، وفق أرقام حكومية.

وفي 26 آب/أغسطس الماضي، انتقد يوسف الشاهد رئيس حكومة "الوحدة الوطنية" في خطاب نيل الثقة امام البرلمان تحول "الحرية" التي أتت بها ثورة 2011 الى "فوضى" للاعتصامات والاضرابات العمالية.

وقال الشاهد يومها "سنكون حازمين في التصدي لكل الاعتصامات غير القانونية وغير المشروعة مع التزامنا بضمان حق الاضراب المنصوص عليه في الدستور".

وفي الثالث من سبتمبر/ايلول الماضي، حذر الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) في بيان اصدره مكتبه في قفصة من ان شركة فوسفات قفصة اصبحت مهددة بـ"انهيار تام" في حال تواصل تعطيل الانتاج.

وطالب الاتحاد "المحتجين والمعتصمين المعطلين لانتاج ونقل الفوسفات، بالكف عن كل تحرك يشل نشاط شركة فوسفات قفصة وكل المرافق الاقتصادية الاخرى بالجهة حتى تشرع الحكومة في مباشرة تحقيق الانجازت التنموية الموعودة والبدء في فض المشاكل الاجتماعية المزمنة بالجهة".