كشف علي النعيمي كيف أخفق في صوغ اتفاق لخفض الانتاج النفطي في اجتماعات أوبك في عام 2014، وتوقع أن يكون طريق أوبك صعبًا إن لم تتعاون معها دول نفطية ليست أعضاء فيها لخفض الانتاج.


الرياض: لزم علي النعيمي، وزير البترول والمعادن السعودي السابق الصمت، ستة أشهر، أي منذ غادر منصبه، لكنه تخلى عن صمته قليلًا، وكشف كيف عجز عن صوغ اتفاق لخفض الإنتاج النفطي في اجتماع أوبك في عام 2014، متذكرًا ملاحظته آنذاك حول صعوبة التوصل إلى اتفاق من هذا القبيل، بعد توافق أوبك النفطي في سبتمبر الماضي على خفض الانتاج بنسبة 2 في المئة، تاركًا تفصيلات ذلك من دون تحديد.

أخفقت

أكد النعيمي الذي كان يعدّ أحد أهم "المؤثرين" في أوبك وأهم مفاتيح صوغ سياساتها لجمع من الخبراء والصحافيين في شاتهام هاوس بمناسبة صدور مذكراته، أن أي من أعضاء هذا الكارتيل لم يكن مستعدًا لخفض إنتاجه في نوفمبر 2014، حين اجتمعت أوبك فيما كانت أسعاره تتراجع بشكل كبير بفعل تزايد العرض.

أضاف: "سألت وزراء النفط الأحد عشر في أوبك واحدًا واحدًا: هل ستخفض الإنتاج؟ وكانت جميع الردود (لا)، وكان الجواب المتوقع: أنتم السعوديين من يخفضون الانتاج. فأجبت: لن نفعلها ثانيةً".

بعد اجتماع 2014، انهارت أسعار النفط أكثر فأكثر، ولامست أدنى مستوياتها التاريخية أقل من 27 دولارًا للبرميل في يناير 2016. كان على سعر برميل النفط أن يعود إلى عتبة 100 دولار، وهو يكاد لا يصل إلى نصف هذا السعر، وهذا ما شكل صدمة في الصناعة النفطية، فتراجعت الأرباح في أكبر شركات النفط العالمية، واضطرت الى خفض إنفاقها مليارات من الدولارات، وتسريح مئات الآلاف من الموظفين.

أضاف النعيمي: "رفضت السعودية خفض الانتاج وحدها في 2014، ولا أندم على هذه السياسة، وأرى أن القرار كان صائبًا ولا يزال"، من دون أن يتحدث عن خروجه من الصورة النفطية بعد 20 عامًا من تسيير أوبك، وعن خليفته خالد الفالح الذي اعتمد مع أوبك سياسة هادئة، والذي ساهم في اتفاق خفض الانتاج في سبتمبر الماضي.

غير قادرة وحدها

أوبك مستمرة في الكفاح للتوصل الى خطة متينة، فإيران والعراق يطلبان إعفاءهما من خفض الانتاج: طهران تريد الاستمرار في الانتاج إلى أن تصل عتبة 4.2 ملايين برميل يوميًا، والعراق يقول إنه يحتاج إلى إنتاج نفطي مرتفع لتوليد إيرادات كفيلة بتغطية تكاليف حربه الشاملة على تنظيم الدولة الإسلامية.

لا يعتقد النعيمي أن أوبك قادرة وحدها على خفض الإنتاج، مشيرًا إلى أن الوضع تغير نوعًا ما في ظل محادثات بين المنظمة ومنتجين من خارجها، أبرزهم روسيا، لتنسيق اتفاق خفض الإنتاج. وأوضح النعيمي أن منتجين آخرين يدرسون التعاون مع أوبك، "وهذا أمر رائع، ولو تحقق هذا التعاون وتم تنفيذه، فهذا جيد".
أوبك تجتهد فعليًا لإقناع دول من خارجها، روسيا مثلًا، بالتزام القيود المحددة. وردت روسيا، التي تنتج اليوم انتاجًا قياسيًا، أنها لن تخفض إنتاجها ما لم تكشف أوبك أرقامًا تفصيلية عن خفض الانتاج الخاص بها.

أعدت "إيلاف" هذه المادة عن "وال ستريت جورنال" على الرابط الآتي:

http://www.wsj.com/articles/former-saudi-oil-minister-highlights-tough-road-ahead-for-opec-1478267519​