الرباط: ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس ماكي سال، اليوم الاثنين بالقصر الرئاسي بدكار، حفل إطلاق شراكة لمواكبة الفلاحة الصغرى والوسط القروي بالسنغال.

وألقى وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش كلمة أمام قائدي البلدين، أبرز من خلالها الخطوط العريضة لهذا البرنامج، وذلك من أجل تمكين السنغال من الخبرة التي اكتسبها المغرب في مجال تطوير الفلاحة الصغرى، لاسيما في إطار مخطط المغرب الأخضر.

وأكد أخنوش أن هذه الشراكة تندرج في إطار تعاون فلاحي جد نشط بين المغرب والسنغال، مسجلا أن الخبرة التي تم اكتسابها في هذا الإطار ومجموع المبادلات القائمة بين البلدين، إن في مجال التكوين، وتبادل التكنولوجيات أو في ما يتعلق بالدعم المالي، ستتيح نجاح هذه الشراكة الطموحة. 

وأوضح أخنوش أن الشراكة المتعلقة بمواكبة الفلاحة الصغرى والوسط القروي بالسنغال تقوم على مقاربة مشتركة بين أربعة فاعلين أساسيين، هم مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب، ومجموعة البنك الشعبي المركزي، ووزارة الفلاحة والصيد البحري.

وأوضح الوزير المغربي أن "مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة التي ستقدم خبرتها في مجال التنمية الاجتماعية والتضامنية، إلى جانب دعم مالي قيمته مليون يورو عبارة عن هبة من أجل إحداث صندوق للضمان بدعم من وزارة الاقتصاد والمالية والتخطيط بجمهورية السنغال، والمخصص للقروض التي ستمنح من طرف أتلانتيك ميكرو فايننس فور أفريكا "أميفا"، فرع مجموعة البنك الشعبي المركزي للاستغلاليات الفلاحية الصغرى".

وستضع مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، يقول أخنوش، رهن إشارة السنغال خبرتها في مجال هندسة التمويل، مع منح مساهمة مالية مباشرة في هذه الآلية تصل إلى 1,5 مليون يورو ، مشيرا إلى أن مجموعة البنك الشعبي المركزي من خلال "أميفا" المتمركزة بالسنغال، ستمنح مساهمة مالية إضافية قدرها 1,5 مليون يورو، إلى جانب الولوج إلى شبكاتها والاستعانة بشركتها الأم.

وأضاف أن "وزارة الفلاحة والصيد البحري ستقدم خبرتها المستمدة من مخطط المغرب الأخضر، وذلك في مجال تسيير المشاريع والتأطير الاستراتيجي"، مشيرا إلى أن 3 ملايين يورو التي رصدت لهذه المنظومة مدعومة بصندوق للضمان ممول من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، سيكون لها أثر الرافعة مع توفير 10 ملايين يورو من القروض التي سيتم توزيعها.

وحسب أخنوش "سيمكن هذا الأمر من استهداف 7000 فلاح صغير بشكل مباشر ونحو 70 ألف ستتم مراكمتها في أفق 5 سنوات".

إثر ذلك، ترأس الملك محمد السادس والرئيس السنغالي حفل التوقيع على اتفاقيتين تتعلقان بتنفيذ برنامج الشراكة الفلاحية المغربية- السنغالية.

وتتعلق الوثيقة الأولى باتفاقية شراكة تهم إحداث منظومة للتمويل من أجل مواكبة الفلاحة الصغرى والوسط القروي.

ووقع هذه الاتفاقية، عن الجانب السنغالي، وزير الاقتصاد والمالية والتخطيط أمادو با، ووزير الفلاحة والتجهيز القروي بيبا عبدولاي سيك، وعن الجانب المغربي عزيز أخنوش، والرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة مصطفى التراب، ورئيس مجلس إدارة البنك المركزي الشعبي محمد بنشعبون، ورئيس مجلس إدارة القرض الفلاحي للمغرب طارق السجلماسي.

وتتعلق الاتفاقية الثانية بمذكرة تفاهم تهم تنفيذ مخطط لتهيئة صيد الأخطبوط بين حكومة المملكة المغربية وحكومة جمهورية السنغال.

ووقع هذه المذكرة الوزير السنغالي للصيد والاقتصاد البحري عمر غايي، و عزيز أخنوش.

وتنسجم هذه الاتفاقيات، التي تأتي لتعزيز الاتفاقيات المائة الأخرى الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات ولإغناء الإطار القانوني المكثف للتعاون المغربي- السنغالي، تمام الانسجام، مع التوجه الملكي الرامي إلى تعزيز الشراكة جنوب- جنوب.

وتعكس الاتفاقيتان، لا محالة، الالتزام الراسخ للعاهل المغربي بتدعيم أسس تعاون جنوب- جنوب متضامن وفعال، وكذا الإرادة المشتركة لقائدي البلدين من اجل المضي قدما على درب تعزيز العلاقات القائمة بين المغرب والسنغال.

وفي ختام هذا الحفل، تلت الوزيرة السينغالية للسياحة والنقل الجوي ميمونة ندوي سيك بيانا لوزارتي خارجية المملكة المغربية وجمهورية السنغال، حول تسريع المباحثات بهدف إرساء شراكة بين الخطوط الملكية المغربية و" اير سنغال اس أ" لفائدة الشركتين.

اطلاق مخطط هنيئة مصائد الأخطبوط 

وأشرف الملك محمد السادس،والرئيس ماكي سال، اليوم الاثنين بدكار ايضا، على إطلاق مخطط تهيئة مصايد الأخطبوط لفائدة السنغال. 

وسيتم إنجاز هذا المخطط الذي تم توقيع مذكرة تفاهم من أجل تفعيله اليوم تحت رئاسة قائدي البلدين، على خمس مراحل.

ويتوخى المخطط أساسا، الحفاظ وتثمين فصيلة الأخطبوط، وتجديد مخزون هذا المورد، وكذا الحفاظ على الوقع السوسيو-اقتصادي لهذه الفصيلة.

وتهم المرحلة الأولى إحداث فريق عمل منهجي سيتكفل بتحديد المخطط ومنطقة الاستكشاف العلمي، ووضع استراتيجية لأخذ العينات، والتخطيط للحملة.

وسينعقد اجتماعان ثنائيان سنويا في هذا الإطار بين الخبراء المغاربة والسنغاليين.

وتتمحور المرحلة الثانية، التي تهم الحملة العلمية، حول عمليات مسح الأعماق والصيد بشباك الجر، وإنجاز جرد للفصائل وأخذ العينات البيولوجية، وانتقاء العينات ودراسة إعدادت المحيطات.

وفي هذا الصدد، سيتم تنظيم حملتين في السنة خلال الفصل البارد والفصل الحار.

أما المرحلة الثالثة، فتتوخى المعالجة الإحصائية والجيو-إحصائية، وإحداث خريطة لعمليات التوزيع، وبنيات ديمغرافية للاعدادات البيولوجية، واعدادات الوفرة والكتلة الحيوية.

ومن المرتقب في هذا الإطار، عقد اجتماع لفريق العمل المشترك في نهاية المهمة (المغرب –السنغال).

وتتعلق المرحلة الرابعة من جهتها، بتقييم ونمذجة المؤهلات القابلة للاستغلال عبر تقييم مؤهلات الصيد الأمثل، وتقييم سيناريوهات الاستغلال ومجهود الصيد البحري. وستفضي هذه المرحلة إلى إحداث فريق لتقييم الموارد.

وتهم المرحلة الخامسة والأخيرة إحداث مخطط تهيئة يتعلق بالمناطق والفترات الحساسة (الراحة البيولوجية، والمناطق الواجب حمايتها)، والكتلة الحيوية والمؤهلات القابلة للاستغلال (حصة الصيد)، علاوة على دينامية واستراتيجية الصيد (وحدة التهيئة).

وسيتم في هذا الصدد إحداث لجنة للتقييم العلمي تجتمع كل ثلاث سنوات.

واشرف العاهل المغربي على تسليم السلطات السينغالية، هبة من المملكة المغربية على شكل 12 قاربا مطاطيا (زودياك)، من أجل عمليات الإنقاذ في عرض البحر ومراقبة أنشطة الصيد.

وتندرج هذه الهبة في إطار التعاون الذي يجمع المغرب والسنغال في مجال الصيد البحري.