إيلاف من الرياض: قال الدكتور محمد سالم &الصبان، الخبير النفطي المستشار السابق لوزير البترول السعودي، إن طهران تحاول أن تسوّق إعلاميًا بأنها الرابح الأكبر من اتفاق المنتجين عبر الإدعاء أن مستويات إنتاجها ارتفع إلى &أكثر مما كان عليه في فترة ما قبل العقوبات، &مشيرًا إلى أن ابرز التحديات التي قد تواجه الاتفاق هو عدم التزام الأطراف ببنوده، ومشددًا على ضرورة متابعة الإنتاج الإيراني، وإعادته إلى حظيرة اتفاق أوبك، متى ما وصل إلى مستويات ما قبل العقوبات.

محمد سالم &الصبان

توصلت الدول المنتجة للنفط الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة أوبك أمس السبت إلى اتفاق نص على خفض جماعي للإنتاج، من أجل التخفيف من تخمة عالمية في الأسواق، أضعفت الأسعار العالمية للنفط لأكثر من سنتين، وهو الأمر الذي ضغط على ميزانيات دول معتمدة على النفط، من بينها دول الخليج وفنزويلا وروسيا.

تضمن الاتفاق خفض الإنتاج بنحو 558 ألف برميل يوميًا، تتحمل روسيا العبء الأكبر منه بنحو 300 ألف برميل يوميًا، فيما تتوزع 285 ألف برميل يوميًا على عدد من الدول المنتجة خارج أوبك، لتكتمل بذلك منظومة الخفض، الذي بدأ في 30 نوفمبر الماضي من قبل الدول الأعضاء في أوبك، والذين توصلوا إلى خفض إنتاجهم بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا، تتحمل العبء الأكبر منها السعودية بنحو 486 ألف برميل.

تضخيم إيراني
الصبان أوضح أن إيران تريد أن تسوق لنفسها بأنها الرابح الأكبر من هذه الاتفاق، عبر الإدعاء أن مستويات إنتاجها ارتفعت إلى &أكثر مما كانت عليه في فترة ما قبل العقوبات.&

وأكد في حديثه لـ"إيلاف" أن هذا الكلام غير دقيق، "فإيران سُمح لها بالعودة إلى مستويات إنتاجها في فترة ما قبل العقوبات، وهي في حدود 4 ملايين برميل يوميًا، أي أمامها زيادة 90 ألف برميل يوميًا فقط، وهي هامشية جدًا، بعدما كانت مصرّة على حصة أكبر، وعلى أن تعود إلى حصة 13% من مجمل إنتاج المنظمة.

وأوضح الدكتور الصبان أن إيران أوعزت للعراق أن يصرّ على زيادة إنتاجه، بحجة الحرب التي يخوضها ضد تنظيم داعش،&وأوشك أن يفشل الاتفاق، لولا التدخلات التي جرت من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتفاهم مع القيادة السعودية متمثلة في ولي ولي العهد السعودي، حيث تم الضغط على إيران، لقبول ما تم عرضه عليهم، والذي راعى ظروف إيران، بينما وافق العراق على تخفيض إنتاجه بـ 200 ألف برميل يوميًا، الأمر الذي أدى إلى التوصل إلى اتفاق أوبك في اللحظات الأخيرة.&

يناسب الجميع
وقال الصبان إنه ليس هنالك خاسر من الاتفاق، بل الكل رابح، فإحلال التعاون بين المنتجين محل التنافس يحقق مكاسب للجميع،&&وعدم الالتزام به سيفجّر أزمة بين المنتجين، ويجعلهم يتسابقون في تعطيل العمل بالاتفاق، وهو ما سيؤدي إلى إفشاله، وبالتالي التحدي الأكبر يكمن في متابعة أوبك لمدى صلاحية الاتفاق، والحاجة إلى مراجعته ومراقبته أولًا بأول، حتى لا يصبح بدون تأثير، إذ إنه قد تكون هنالك ضرورة لإجراء تخفيض إنتاجي إضافي لكسر مقاومة الفائض النفطي الموجود في الأسواق.

كما أكد الصبان أن الاتفاق بين المنتجين هو اتفاق طوعي وغير ملزم، إلا من الناحية الأدبية فقط، وليست هنالك عقوبات على الدول التي لن تلتزم.&

وقال إن "ما يدفع الدول إلى الالتزام هو مصلحتها الاقتصادية الخاصة، ولولا هذه المصلحة لما التزم أحد بأي اتفاق"، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن تصل أسعار النفط بعد الاتفاق إلى أكثر من 60 دولارًا للبرميل، وذلك بسبب تأثيرات النفط الصخري ونفط بحر الشمال، وهو سعر إن كان أقل من السابق، لكنه أفضل بكثير من الأسعار التي بلغت مستويات مؤلمة، ووصلت إلى العظم.


&