«إيلاف» من القاهرة: واصلت أزمة الدولار في مصر تفاقمها، وارتفع سعر العملة الأميركية إلى مستوى غير مسبوق أمام الجنيه المصري في بداية التعاملات اليوم الأربعاء، واقترب من العشرين جنيهًا، وبلغ سعر صرف الدولار الواحد، 19.1343 جنيها للشراء و19.5171 جنيها للبيع، وسجل اليورو الأوروبي 19.7231 جنيها للشراء و19.8276 للبيع.

ووفقًا لمتوسط أسعار البنك المركزي المصري، سجل الجنيه الإسترليني 23.6136 جنيها للشراء و24.0900 جنيها للبيع، وسجل الفرنك السويسري 18.5572 جنيها للشراء و18.9303 جنيها للبيع، وبلغ الين الياباني "100 ين" 16.2018 جنيها للشراء و16.5315 جنيها للبيع، وسجل سعر صرف اليوان الصيني 2.7492 جنيه للشراء و2.8065 جنيه للبيع.

وارتفعت كذلك العملات العربية مقابل الجنيه، وبلغ سعر صرف الريال السعودي 5.1011 جنيهات للشراء و5.2035 جنيهات للبيع، وسجل الدينار الكويتي 62.3998 جنيها للشراء و63.7899 جنيها للبيع، وسجل الدرهم الإماراتي 5.2090 جنيهات للشراء و5.3147 جنيهات للبيع.

وتسيطر حالة من الغضب المكتوم على المصريين، لاسيما الفقراء وأبناء الطبقة المتوسطة، بسبب الارتفاع الفاحش في أسعار السلع الغذائية والضرورية، في حين وصل معدل التضخم في شهر نوفمبر الماضي 20.2%، حسب التقرير الشهري الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة واﻹحصاء.

ارتفاع أسعار السلع الغذائية

وبجولة في الأسواق الشعبية، لا تسمع سوى حالة من الغضب والضجر من ارتفاع أسعار السلع الغذائية الضرورية، وقالت مريم حسني، وهي ربة منزل في سوق في مدينة الجيزة، إن أسعار كافة السلع ارتفعت، مشيرة إلى أن كيلو البصل بـ8 جنيهات، بينما كان في السابق لا يزيد عن 2 أو 3 جنيهات، وارتفع سعر كيلو الطماطم إلى سبعة جنيهات، في حين أنه لم يكن تجاوز الثلاثة جنيهات أيضًا، ووصل سعر كيلو العدس إلى 29 جنيهًا، بينما كان العام الماضي لا يزيد عن 12 جنيهًا.

وأضافت لـ"إيلاف" أن الناس في مصر يعانون معاناة شديدة ولا أحد يشعر بهم، منوهة بأن الرواتب لم ترتفع جنيها واحدًا، بل انخفضت بمعدل النصف بسبب تعويم الجنيه وانخفاض قيمته.

وأشارت إلى أن غالبية المصريين صاروا يشترون السلع الغذائية ذات الجودة الأقل، سواء في الخضروات أو البقوليات أو اللحوم وفي الملابس.

بينما قال أحمد هلال، محامٍ أثناء وجود في السوق، إن تحرير سعر الجنيه ورفع أسعار المحروقات ساهمت في رفع أسعار السلع الغذائية بنسبة تزيد عن 100%، مشيرًا إلى أن الأسعار ارتفعت مرتين هذا العام الأولى في شهر مارس الماضي، عندما أصدر البنك المركزي قرارًا بتحرير سعر الجنيه جزئيًا، والأخرى عندما حرره كليًا في شهر نوفمبر الماضي.

وأوضح أن سعر كيلو اللحوم الحمراء ارتفع في هذه الفترة من 60 إلى 120 جنيًها حاليًا، ولفت إلى أن أسعار الدواء ارتفعت في شهر مايو الماضي بنسبة 30%، وسوف يتم رفعها مرة أخرى حاليًا بنسبة 20%، وأشار إلى أن هذه الارتفاعات في الأسعار طحنت الفقراء، ونزلت بالطبقة المتوسطة إلى مستوى الطبقة الفقيرة.

وقال الخبير الاقتصادي وائل النحاس، لـ"إيلاف" إن قرار تعويم الجنيه لم يكن مدروسًا، وساهم في ارتفاع نسبة التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن القرار أسفر عن موجة ارتفاع في أسعار جميع السلع الغذائية والضرورية، بما يفوق قدرة المصريين، لاسيما الفقراء أو الطبقة المتوسطة.

ويتوقع نبيل سليمان، مدير بنك في القاهرة، استمرار ارتفاع الدولار في مصر، واستمرار الأزمة، وقال لـ"إيلاف" إن الدولار لن ينخفض سعره أمام الجنيه في المرحلة الراهنة، مشيرًا إلى أن الدولار سوف يستمر في الارتفاع، ثم الانخفاض قليلاً، لكنه لن يتراجع بصورة كبيرة.

افتتاح المصانع المغلقة

وأوضح أن الحل الوحيد لتحسين أوضاع الجنيه، هو افتتاح المصانع المغلقة، ودعم الصادرات، والعمل على تنشيط السياحة، لافتًا إلى أن تحويلات المصريين في الخارج عبر البنوك عادت لطبيعتها مرة أخرى بعد "تعويم الجنيه"، وارتفعت بنحو 95% في شهر أكتوبر ونوفمبر الماضيين، مقارنة بشهر أغسطس الماضي، متوقعًا أن تصل إلى نحو 15 مليار دولار خلال العام المقبل 2017.

وقال الجهاز في تقريره الشهري، إن أسعار اللحوم والدواجن ارتفعت بنسبة 4,2% لتساهـم بمقدار 0,58 في معدل التغير الشهري بسبب ارتفاع أسعار مجموعة اللحوم الطازجة والمجمدة بنسبة (5,0%) واللحوم المعلبة بنسبة 12,9% وذلك بالنسبة إلى التغير الشهري "شهـــر نوفمبر 2016 مقــارنة بشهــر أكتوبر 2016"، فيما سجـل قسـم الطعـام والمشروبات ارتفاعًا قدره (5,1%) ليساهم بمقدار (2,70) في معدل التغير الشهري.

وأضاف أن مجموعة الحبوب والخبز ارتفعت بنسبة (6,7%) لتساهم بمقدار (0,53) في معدل التغير الشهري بسبب ارتفاع أسعار مجموعة الأرز بنسبة (5,4%) والخبز بنسبة (2,5%) والمكرونة بنسبة (8,9%) والدقيق بنسبة (13,4%)، في حين ارتفعت مجموعـة الخضروات بنسبة (3,3%) لتسـاهم بمـقدار (0,42) في معـدل التغيـر الشهـري بسـبب ارتفاع أسعـار البصل بنسبة (10,3%) والبطاطس بنسبة (11,7%) والخضروات الجافة بنسبة (11,7%)، وكذلك ارتفاع مجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة (6,6%) لتساهم بمقدار (0,40) في معـدل التغيـر الشهـري بسـبب ارتفـاع أسـعار مجموعة لبن حليب كامل الدسم بنسبة (6,3%) والجبن بنسبة (10,1%) والبيض بنسبة (2,2%).

ارتفاع أسعار الزيوت والدهون

وأشار الجهاز إلى أن أسعار مجموعة الزيوت والدهون ارتفعت بنسبة (8,5%) لتساهم بمقدار (0,31) في معدل التغير الشهري بسبب ارتفاع أسعار مجموعة الزبد المستوردة بنسبة (13,8%) ومجموعة زيت الطعام بنسبة (12,7%) وارتفاع مجموعة السكر والأغذية السكرية بنسبة (14,5%) لتساهم بمقدار (0,26) فى معدل التغير الشهري بسبب ارتفاع أسعار السكر بنسبة (17,3%) والفاكهة المعلبة بنسبة (29,8%)، إضافة إلى ارتفاع مجموعة البن والشاي والكاكاو بنسبة (11,7%) لتساهم بمقدار (0,10) في معدل التغير الشهري بسبب ارتفاع أسعار الشاي بنسبة (12,3%) والبن بنسبة (5,6%). وكذلك ارتفعت أسعار الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة (2,2%) الطازجة، بينما ارتفعت أسعار الأسماك البحرية المحفوظة والمجهزة بنسبة (11,1%).

ولفت التقرير إلى أن أسعار الملابس والأحذية ارتفعت بنسبة (11,0%)، وسجل قسم المسكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود ارتفاعًا قدره (1,8%)، زادت أسعار اسطوانة البوتوجاز بنسبة (10,6%)، وكذلك سجل قسم الآثاث والتجهيزات والمعدات المنزلية والصيانة ارتفاعًا قدره (7,9%)، وارتفعت أسعار الأجهزة المنزلية بنسبة (12,8%) ومجموعة السلع والخدمات الاعتيادية لصيانة المنازل بنسبة (5,5%)، في حين سجل قسم الرعاية الصحية ارتفاعًا قدره (5,5%)، في حين ارتفعت أسعار المنتجات الطبية بنسبة (11,3%).

وكان البنك المركزي حرّر سعر صرف الجنيه في 3 نوفمبر الماضي، وأدى القرار إلى ارتفاع سعر الدولار الواحد من 8.88 جنيهات إلى 14 جنيهًا في اليوم نفسه، واستمرار في الارتفاع إلى أن بلغ السعر اليوم الأربعاء 19.13 جنيهًا.