حذر رجل الأعمال الشهير جورج سوروس من "عواقب وخيمة" على فرص العمل والشؤون المالية البريطانية في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال سوروس في مقال كتبه بصحيفة "الغارديان" البريطانية إن الجنيه الاسترليني سوف "ينخفض بشكل حاد" إذا فاز معسكر الخروج في استفتاء الخميس.

وفي الوقت نفسه، حذر رؤساء سابقون لأكبر سلاسل متاجر بيع بالتجزئة في المملكة المتحدة من أن أسعار المواد الضرورية مثل الغذاء والكساء سترتفع في حال خروج بريطانيا.

لكن حملة (صوتوا للخروج) قالت إن المملكة المتحدة ستكون أكثر ازدهارا خارج الاتحاد الأوروبي.

وقال ماثيو إليوت، المدير التنفيذي للحملة، الذي اتهم سوروس بمحاولة منح بروكسل مزيدا من القوة: "الاتحاد الأوروبي مكلف وبيروقراطي ويغض الطرف عن الأثر الذي تركه على أجور الناس وارتفاع فواتير الطاقة."

وحقق سوروس ثروة طائلة عندما راهن ضد الجنيه الاسترليني يوم الأربعاء الأسود عام 1992، عندما انسحبت بريطانيا من آلية أسعار الصرف الأوروبية (ERM) ، وقال إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيحدث اضطرابات أكبر.

وقال سوروس في مقاله إن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني بما لا يقل عن 15 في المئة، وربما أكثر من 20 في المئة، إلى أقل من 1.15 دولار مقارنة بسعره الحالي الذي يصل إلى 1.46 دولار.

وأضاف: "قيمة الجنيه الاسترليني سوف تنخفض بشكل حاد. وسيكون لهذا أيضا تأثير فوري وكبير على الأسواق المالية والاستثمار والأسعار والوظائف."

وأردف: "أتوقع أن يكون الانخفاض أكبر وأكثر تدميرا من انخفاض قيمة العملة بنسبة 15 في المئة في سبتمبر/أيلول 1992 عندما حالفني الحظ لتحقيق ربح كبير لمستثمري صندوق التحوط الذي كنت أديره.

وقال سوروس: "الناخبون البريطانيون يقللون الآن من شأن تكاليف الخروج من الاتحاد الأوروبي. يعتقد كثيرون أن التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي لن يكون له تأثير على وضعهم المالي الخاص، وهذه مجرد أمنيات في حقيقة الأمر."

وقال وزير العدل وأحد قادة معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مايكل غوف، إن سوروس مؤيد قوي منذ فترة طويلة لتعميق التكامل الاقتصادي وكان مخطئا فيما يتعلق باليورو، الذي يرى غوف أنه سيكون "مرساة الاستقرار" لأوروبا.

وأضاف لبي بي سي: "الحقيقة أن المتنبئين بالوضع الاقتصادي من أمثال جورج سوروس أخطأوا في أشياء في الماضي، فهم الذين قالوا إنه يجب الانضمام للعملة الموحدة، التي جلبت البؤس للقارة."

هذا الانخفاض المتوقع في قيمة الجنيه، إلى جانب تعطل سلسلة التوريد، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الطعام والشراب والملابس، وفقا للرؤساء التنفيذيين السابقين لأكبر محلات السوبر ماركت في المملكة المتحدة، بما في ذلك تيسكو، وسينسبري، وأسدا، وموريسونز ويتروز، وكذلك "إم آند إس" و"بي آند كيو".

وحذر سوروس من أن قدرة البنك المركزي البريطاني على التعامل مع الركود أو انخفاض أسعار المنازل ستكون محدودة، إذ تستخدم العديد من الأدوات النقدية بالفعل لتوجيه المملكة المتحدة للخروج من الأزمة المالية العالمية.

وأضاف: "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيجعل البعض أغنياء جدا - لكن معظم الناخبين سيصبحون أشد فقرا بكثير."