باريس: تسعى فرنسا التي تراهن على موقعها الجغرافي عند ملتقى القارتين الاوروبية والافريقية وعلى علاقاتها المميزة مع عدد كبير من الدول الافريقية، الى فرض نفسها كمنصة للشركات الاجنبية الكبرى في اتجاه إفريقيا.

وقال آلان بينتيجاك رئيس اللجنة الوطنية لمستشار التجارة الخارجية الفرنسية لوكالة فرانس برس "من المهم بالنسبة للعديد من المجموعات الدولية الكبرى، ان تشكل فرنسا والمنطقة الباريسية منصة لأنشطتها الافريقية".

وثمة عدد متزايد من الشركات الاجنبية الكبرى التي تختار فرنسا مركزا لقيادة عملياتها في افريقيا، وبينها فيديكس وتويوتا وريو تينتو وسواها.

ويتولى الفرع الباريسي من مجموعة "ميتسوبيشي هيفي إنداستريز" اليابانية العملاقة للطيران والطاقة منذ أيلول/سبتمبر 2015 تأمين الاستراتيجية والدعم التجاري لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.

وقال المتحدث باسم المجموعة كينغو تاتسوكاوا لوكالة فرانس برس "نرى على ضوء القوة التقليدية للشركات الفرنسية في إفريقيا، فرصا لعقد شراكات مع هذه الشركات من أجل مشاريعنا في إفريقيا"، القارة التي تنطوي على أكبر وعود بالنمو في العالم.

وفي إفريقيا جنوب الصحراء، فإن حصص السوق للقوة المستعمرة السابقة تراجعت بالطبع إلى النصف خلال عشر سنوات (4% عام 2015 مقابل أكثر من 7% في 2005)، لحساب الدول الناشئة الكبرى وخصوصا الصين التي ارتفعت حصتها من السوق خلال عقد من 8% إلى حوالى 22%.

ورغم كل ذلك، لا تزال الصادرات الفرنسية إلى القارة الإفريقية ترتفع وقد حققت زيادة بنسبة 4% خلال 2005.

كما لفت رئيس معهد إفريقيا-فرنسا، رئيس وزراء بنين السابق ليونيل زينسو إلى أن "الكثير من الشركات الفرنسية المتمركزة منذ زمن طويل في إفريقيا تزيد استثماراتها في القارة" مثل شركة دانون.

- معرفة الأسواق -

وأوضح أنه "خلافا لما يعتقد العديد من المراقبين، تعمل فرنسا الآن مع كامل إفريقيا، وليس فقط مع الاقتصادات الفرنكوفونية ودول إمبراطوريتها السابقة".

وتركز فرنسا قسما من جهودها في القوى الاقتصادية الكبرى في القارة أي نيجيريا وجنوب إفريقيا ومصر، في تطور لم تغفل عنه المجموعات الدولية الكبرى. وقال زينسو بهذا الصدد "قبل عشرين عاما، كان الوضع أكثر استقطابا بكثير".

وأوضحت موريال بينيكو المديرة العامة لوكالة "بيزنس فرنسا" العامة المكلفة الترويج لموقع فرنسا لدى المستثمرين الدوليين "من بين الدول الأوروبية، إننا البلد الذي يصدر أكبر قدر من البضائع إلى الدول الافريقية، ولدينا بالتالي معرفة بالأسواق" يمكن للشركات الاجنبية الاستفادة منها بانتقالها إلى فرنسا.

كما أن فرنسا تؤمن لهذه الشركات "بنى تحتية لوجستية جيدة جدا للتصدير" بحسب موريال بينيكو.

وفي أوروبا، باريس هي أيضا المنصة الجوية الرئيسية إلى القارة، وتنطلق منها رحلات مباشرة إلى 30 دولة افريقية، وهذا ما جعل شركة فيديكس للبريد السريع مثلا تختار مطار رواسي-شارل ديغول مركزا لكل نشاطاتها في منطقة أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.

ومن الأهداف الأخرى التي تسعى إليها وكالة "بيزنس فرنسا" البدء باجتذاب شركات افريقيا أيضا إلى فرنسا. وقالت بينيكو "هناك طبقات متوسطة إلى عليا كبيرة في إفريقيا، هناك مجموعات كبيرة وشركات عائلية كبيرة استثمرت بشكل أساسي في بلدانها، لكنها تبدأ أيضا بالنظر إلى ما وراء الحدود". وختمت "إن المعاملة بالمثل أمر مهم من أجل تطوير المبادلات".