يكسب مدراء الشركات الكبرى في بريطانيا بحلول ساعة الظهيرة أكثر مما يكسبه العامل البريطاني الاعتيادي في عام كامل، كما أظهرت دراسة كشفت الهوة في توزيع الدخل والثروة بين المدراء والقوى العاملة.

إيلاف: بمناسبة انطلاق حملة "أربعاء القطط السمان" حذر ناشطون من أن الغضب الشعبي على النخب سيتصاعد، ما لم يُتخذ إجراء للحدّ من الامتيازات الكبيرة التي يتمتع بها كبار المدراء، في وقت يزداد الضغط على ميزانية العائلة البريطانية. 

رسالة إلى ماي
توصلت الدراسة التي أجراها مركز "هاي باي" إلى أن مدير الشركة الاعتيادية المسجلة على مؤشر فايننشيال تايمز 100 يتقاضى أكثر من 1000 جنيه إسترليني في الساعة، يعني هذا أن راتبه يتجاوز متوسط الدخل في بريطانيا، البالغ 28 ألف جنيه سنويًا بحلول ساعة الظهيرة يوم الأربعاء الذي أُطلق عليه "أربعاء القطط السمان"، للفت الانتباه إلى تزايد اللا مساواة في المجتمع البريطاني. 

وقال مركز "هاي باي"، وهو مؤسسة أبحاث بريطانية مستقلة، إن المدراء الكبار، بعد الزيادات الكبيرة التي شهدتها رواتبهم في السنوات الأخيرة، يتقاضون الآن رواتب تزيد 129 مرة على رواتب موظفيهم.

وأعرب المركز عن الأمل في أن تشكل نتائج الدراسة حافزًا يدفع رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى التحرك لتنفيذ وعدها ببناء اقتصاد يعمل من أجل الجميع. وكانت ماي استثمرت استياء الناخبين بسبب اللامساواة خلال التداعيات السياسية التي أوصلتها إلى رئاسة الحكومة بعد بريكسيت، وتعهدت وقتذاك إصلاح الرأسمالية.

تذكير باللا عدل
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن ستيفان ستيرن رئيس مركز "هاي باي" قوله إن إجبار الشركات على نشر نسب الأجور فيها سيكون بداية مناسبة لتنفيذ ما وعدت به ماي. أضاف أن حملة "أربعاء القطط السمان" تذكير مهم باستمرار بمشكلة الفجوة غير العادلة في الأجور في بريطانيا.

وأعرب ستيرن عن الأمل في أن تدرك الحكومة ضرورة تقليص الفوارق الكبير في الدخل إذا أُريد تضييق هذه الفجوة. وقال إن إعطاء العمال كلمة لدى تحديد الأجور والرواتب من شأنه أن يساعد على خفض المكافآت المالية الكبيرة التي تُمنح إلى المدراء.

يتعارض ارتفاع رواتب مدراء الشركات الكبيرة مع حظوظ العمال الاعتياديين، الذين شهدوا ركود مستوى معيشتهم، نتيجة تباطؤ نمو الأجور منذ الأزمة المالية في عام 2008.

لتقاسم الأرباح
ودعت السكرتيرة العامة لاتحاد النقابات البريطانية فرانسيس أوغريدي رئيسة الوزراء إلى تنفيذ التزامها بإشرك العمال في مجالس إدارة الشركات. وقالت في معرض التعليق على نتائج الدراسة الجديدة "إن الشغيلة يستحقون حصة عادلة من الثروة التي يساهمون في خلقها، ولكن في حين أن رواتب كبار المدراء ترتفع بوتائر صاروخية، فإن متوسط الأجر الأسبوعي ما زال أقل مما كان قبل تسع سنوات".

تبيّن أرقام مركز "هاي باي" لسنة 2015 أن متوسط الدخل السنوي لمدير شركة مسجلة على مؤشر فايننشيال تايمز 100 كان 5.48 ملايين جنيه إسترليني أو 401 أضعاف دخل العامل الذي يتقاضى الحد الأدنى للأجور، ويزيد 172 ضعفًا على راتب الممرضة، و145 مرة على راتب المعلم. 

وقال بين ويلموت رئيس قسم السياسة العامة في معهد تشارترد للأفراد والتنمية، وهو المنظمة المهنية للعاملين في قطاع الموارد البشرية، إن الوضع سيزداد ترديًا، قبل أن يبدأ بالتحسن، مشيرًا إلى أن ارتفاع معدل التضخم في 2017 يعني هبوط قيمة أجور العمال، في وقت تزيد رواتب المدراء 129 مرة على رواتب موظفيهم.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط الآتي:

https://www.theguardian.com/money/2017/jan/04/uk-bosses-will-make-more-by-midday-than-workers-will-earn-all-year-fat-cat-wednesday