أكد المشاركون في جلسات اليوم الأول في منتدى الطاقة العالمي المنعقد في أبوظبي أن النفط سيبقى، عقودًا، عنصرًا مهمًا في مزيج الطاقة في العالم، وربما يستمر حتى نهاية الألفية الحالية.

نهاد اسماعيل من أبو ظبي: برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت صباح الخميس فعاليات "منتدى الطاقة العالمي" بأبوظبي، ينظمه المجلس الأطلسي الأميركي للمرة الأولى في الخليج، بالتعاون مع وزارة الطاقة وأدنوك ومبادلة وآيبيك ومصدر وشبكة سي إن إن.

يشارك في أعمال هذا المنتدى نحو 350 مشاركًا من مؤسسات وجهات محلية وعربية وإقليمية، منهم أحد عشر وزيرًا وأكثر من 50 مسؤولًا وخبيراً عالمياً، يناقشون تحديات الطاقة في العالم في 15 جلسة عمل. وتضم قائمة المتحدثين البارزين في المنتدى 10 وزراء: سهيل بن فرج المزروعي وزير الطاقة الاماراتي، سلطان الجابر وزير دولة رئيس شركة مصدر الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية، وعصام المرزوق وزير النفط والمياه والكهرباء في الكويت، وخالد الفالح وزير الطاقة والصناعة السعودي، ونور الدين بوتفرا وزير الطاقة في الجزائر.

النفط مستمر

تناول المنتدى ملف اسواق النفط ومساراتها، والمجازفة والخسائر المحتملة للاستثمارات البعيدة المدى والتقنيات الحديثة، بمشاركة مجيد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال، وعصام المرزوق وزير النفط الكويتي، ومحمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، وخبير&شؤون الطاقة أموس هوتشستاين من وزارة الطاقة الأميركية.

يبدو أن ثمة اعتقادًا سائدًا وقناعة تامة في المؤتمر أن عصر النفط ربما يستمر عشرات السنوات، وربما إلى نهاية القرن الحالي، لكن من المهم النظر إلى المستقبل البعيد أي ما بعد مرحلة النفط. وهذا يحتاج إلى استثمارات مالية ضخمة وتطوير التقنيات والابتكار لتأمين مصادر طاقة آمنة ومن دون إيذاء البيئة.

وتحدث الفالح للمؤتمر فقال: "على العالم ان يواجه التحديات الكبيرة ، كالطلب المتزايد على الطاقة والتغيّر المناخي والاستفادة من الطاقة الشمسية والرياح. والطلب العالمي على الغاز والنفط سيستمر حتى عام 2050، وستلعب الطاقة المتجددة والمستدامة دورًا كبيرًا في المزيج، أي طاقة تقليدية وطاقة متجددة، لذا من المهم الاستثمار في قطاعات النفط والغاز في المستقبل المنظور" وأضاف: علينا الاستمرار في بناء اقتصاد مستدام للاجيال المقبلة".

الطلب سيرتفع

ثم تناول المؤتمر موضوع "من الثانوي الفرعي الى العام والسائد: عالم شجاع جديد للطاقة المتجددة"، وملف الاستثمار في مجالات الطاقة الشمسية والرياح في عصر تناقص التكلفة. ساهم في هذا النقاش بدر اللمكي، المدير التنفيذي لادارة الطاقة النفطية في "مصدر"، وعدنان أمين، مدير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وفاطمة الفورة الشمسي، الوكيل المساعد لشؤون الكهرباء والطاقة النظيفة وتحلية المياه في وزارة الطاقة في الامارات، وشيرمين الدجاني، رئيسة شركة المتوسط للطاقة المتجددة، ومايكل إيكهارت، خبير الطاقة في مجموعة سيتي غروب.

وقال سلطان الجابر، رئيس شركة مصدر والرئيس التنفيذي لشركة ابو ظبي للبترول ادنوك الاماراتية، إن التحدي الكبير هو تلبية الطلب المتزايد للطاقة، متوقعًا أن يرتفع الطلب 25 في المئة بحلول عام 2040.

وقال سهيل محمد فرج المزروعي، وزير الطاقة في الامارات، إن عنصري النفط والغاز سيبقيان جزءين كبيرين في مزيج الطاقة.

وتبع ذلك نقاش تحت عنوان "دقت الساعة لوضع استراتيجيات للتنويع الاقتصادي وحلول لمعضلات الاستثمار في عصر ما بعد النفط".

المطلوب استراتيجيات

الرسالة التي يوجهها هذا المنتدى واضحة: النفط لن يستمر إلى الأبد، ولا بد من وضع خطط واستراتيجيات للمستقبل البعيد لضمان مصادر نظيفة متجددة وبسعر معقول للطاقة كي تستمر عجلة النمو الاقتصادي في العالم.

وتناول هذا الموضوع الشائك الخطر خلدون خليفة المبارك، الرئيس التنفيذي لمجموعة "مبادلة" للتنمية. كما تم بحث مستقبل الطاقة النووية للأغراض السلمية. وشارك في هذا النقاش "تشو هوان آيك، رئيس الشركة الكورية للطاقة الكهربائية، ومحمد الحمادي، مدير الطاقة النووية في الامارات، وجان ملاديك، وزير التجارة والصناعة في الجمهورية التشيكية.

ترامب والصين

تم التطرق إلى موضوع عولمة أسواق الغاز والنتائج الجيوسياسية المترتبة على ذلك. وكان المتحدثون الرئيسيون وزير الطاقة الجزائري نور الدين بو طرفة، ومجيد جعفر رئيس شركة الهلال للنفط، ومصبح الكعبي الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة الاماراتية للبترول، وخبراء طاقة من الولايات المتحدة، وآن صوفي كوربيو، خبيرة البحوث في مركز الملك عبدالله لدراسات وبحوث النفط.

وجذبت الجلسة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأميركية وتأثيرها في الشرق الأوسط اهتمامًا مزيدًا، إذ تناول هذا الموضوع أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية، ونيل براون، مدير السياسة والبحوث في معهد كي كي آر، وابتسام الكتبي، رئيسة مركز الامارات للسياسات، وبريان كوتليس، الزميل في مركز اميركان بروغرس.

وقال مشارك أميركي لـ"إيلاف" إن هذا الانتخاب هو نظام تعديل داخلي، وقرأ في نتائج الانتخابات سقوط الولايات الصناعية التي تنتخب الديمقراطيين في يد المحافظين وترامب. ونصح بعدم التسرع في الحكم على ترامب، ومراقبة أول 100 يوم من عهده عن كثب، فهو في النهاية سيتخذ القرارات السليمة حفاظًا على مكانة الولايات المتحدة وأمنها، بحسب قوله.

وانتهت جلسات اليوم الأول بنقاش استراتيجية الصين الوطنية المعروفة، "الصين حزام واحد وطريق طاقة استراتيجي واحد سريع جدًا وعابر القارات والمحيطات"، وهذا عنوان ضخم عالجه جون هانتسمان، رئيس مجلس ادارة المجلس الأطلسي وحاكم ولاية يوتا الأسبق، بمشاركة قرقاش وخبراء يابانيين وصينيين.