لاس فيغاس: قد توجه مجزرة لاس فيغاس ضربة الى قطاع السياحة في مدينة اللهو والقمار الواقعة في قلب الصحراء غربي الولايات المتحدة، الا ان الخبراء يؤكدون ان هذه المدينة لن تكون سوى بحاجة لاشهر قليلة لاستعادة الالق الذي طالما ميزها.

وعلى طول الشارع الرئيسي للاس فيغاس الذي يضم عددا كبيرا من الفنادق الفخمة والكازينوهات، كانت الاجراءات الامنية لا تزال ظاهرة الاربعاء وحركة السير خجولة لتذكر بمأساة الأحد. وعُلقت على بعض الواجهات لافتات كتب عليها "فيغاس سترونغ" أي فيغاس قوية.

ورأى أستاذ الإقتصاد المعاون في جامعة رينو في نيفادا في جنوب غرب البلاد أن اعتداء الأحد "سيلقي بثقله بشدة على السياحة في المدى القريب، طالما الاعتداء لا يزال حيا في النفوس".

وتقول أستاذة ادارة الفنادق في جامعة "كال بولي بومونا" في كاليفورنيا نيها سينغ "ليس لدينا أدنى شك بأن حدثا مثل هذا الاعتداء سيؤثر على قطاع السياحة، خصوصا على المدى القصير".

وتجسد لاس فيغاس المعروفة بشعار "ما يحصل في فيغاس يبقى في فيغاس"، المتعة من المشروبات الروحية والمال والثراء الى نوع من الفلتان والخروج على التقاليد.

وقد يقرر عدد من بين ال43 مليون شخص الذين يزورون عاصمة الكازينوهات العالمية سنويا، ألتوجه الى مكان اخر وتجنب الاستمتاع في المكان الذي قتل فيه عدد كبير من الأشخاص. وتصل الايرادات السنوية للمدينة الى 60 مليار دولار.

- ثغرات أمنية -

وكشف منفذ اعتداء لاس فيغاس الثغرات الأمنية في الفنادق، بعد أن تمكن من ادخال كمية كبيرة من الأسلحة الى غرفته في الطابق ال32 من فندق "ماندالاي باي" من دون رصده. وستضطر الفنادق الى ايجاد توازن معين بين تعزيز تدابير المراقبة لطمأنة الزوار وعدم التسبب بالحد من جو الاسترخاء الذي يميز المدينة.

ويشير خبراء القطاع الى أن الرحلات المخصصة لتمضية العطل هي الرحلات المعرضة للانخفاض اكثر من غيرها، لأن التجمعات والندوات الممبرمجة مسبقا والتي يبلغ عددها 22 ألفا سنويا، تحجز قبل نحو عام كامل ومن المستبعد ان تلغى، رغم أن الحجوزات الجديدة قد تعطي الأولوية لوجهات أخرى.

ويتوقع الأستاذ في قسم السياحة في جامعة نيويورك بيورن هانسن انخفاضا في النشاط بنسبة "1% لمدة شهرين أو ثلاثة". فيما يقول أستاذ ادارة الفنادق في جامعة ولاية ميشيغن مايكل ماكول أن عدد الأشهر التي ستسجل تراجعا يمكن ان يتراوح بين 6 و12 شهرا.

ويذكر أستاذ الإقتصاد في جامعة رينو توم كارغيل أن لاس فيغاس شهدت مرارا احداثا القت بثقلها على النشاط (الاقتصادي) في حينه، لكنها لم تمنع توسع السياحة على المدى البعيد. ومن هذه الاحداث حريق "ام جي ام غراند" في عام 1980 وأزمة العقارات في 2008-2009...

- ظاهرة عادية -

كما أصبحت الاعتداءات وأعمال العنف التي تنتشر في جميع أنحاء العالم ظاهرة عادية، فيما تتحول اهتمامات الإعلام من كارثة الى أخرى في العالم.

وبات سياح كثر يعتبرون الاعتداءات الجماعية جزءا من الحياة العادية.

وسجلت منطقة أورلاندو في فلوريدا التي شهدت على اطلاق نار دموي العام الماضي في مقهى ليلي، عددا كبيرا من السياح عام 2016، وفي باريس التي شهدت سلسلة اعتداءات منذ 2015، سجلت نسبة حجوزات الفنادق أرقاما قياسية عام 2017 بعد انخفاض بلغ 5% في عام 2016.

وجلس بول وورزر وزوجته صونيا في احدى ساحات الشارع الرئيسي للمدينة الثلاثاء مقابل فندق "ماندالاي باي"، ولاحظا ان الحياة طبيعية.

ويروي بول أنهما عندما شاهدا أخبار الاعتداء على التلفزيون مساء الإثنين، تساءلا "هل ستُلغى الرحلات؟ هل لا نزال نريد الذهاب الى هناك؟"

وأضاف "بعدها فكرنا أنه ربما الآن هو الوقت الأكثر أمانا للذهاب بسبب الانتشار الأمني الكبير".

وقالت صونيا "في نهاية المطاف جئنا الى هنا للاسترخاء" والمأساة "لم تغير مخططاتنا".

ويعتبر أحد وكلاء حجز الرحلات السياحية لدى "ادفنتشر انترناشونال" ايريك فولبس أن النشاط "لم يتباطأ الى حدّ كبير".

ويوضح "الناس لا تزال تأتي للقيام بزيارات وللتسلية واللهو (...) ما حدث مأساوي لكن (الناس) يواصلون عطلهم. فيغاس لا تتوقف على الإطلاق".