أبوظبي: من المتوقع أن تشهد الأعمال المتعلقة بالمجالات النفطية البحرية والملاحية نمواً خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2017، الذي ينعقد في الفترة بين 13 و16 نوفمبر المقبل في العاصمة أبوظبي، وذلك في ضوء توقعات المحللين بحصول زيادة متواضعة في الإنفاق على عمليات الصيانة والإنتاج في قطاع النفط، ومع توقعات بضخ استثمارات كبيرة في مشاريع بحرية جديدة للتنقيب عن الغاز الطبيعي واستخراجه في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

وكان تحليل أجرته حديثاً شركة "دوغلاس ويستوود" قد خلص إلى أن مشهد الصيانة والتعديلات والعمليات المرتبطة بهذين المجالين "تبدو أكثر إيجابية"، بالرغم من أن الاستثمار في الإنتاج البحري الجديد لا يزال منخفضاً مقارنة بمستويات ما قبل العام 2014. ويرجع جزء كبير من الانتعاش إلى تنشيط طلبيات عمل كان تمّ تأجيلها في السابق.

وشهد العام 2017 ضمن منطقة مجلس التعاون الخليجي إبرام أرامكو السعودية اتفاقيات مع شركة الإنشاءات البترولية الوطنية في أبوظبي لشراء أربعة منصات بحرية ومعدات مرتبطة بها، فضلاً عن صفقة منفصلة لتوريد 17 هيكلاً فولاذياً لدعم المنصات البحرية. 

أما على الصعيد العالمي، تتوقع "وود ماكنزي" الاستشارية تجديد أعمال الاستكشاف والإنتاج في مشاريع المياه العميقة، حيث أدت التحسينات في الكفاءة إلى خفض سعر التعادل بنسبة 20 بالمئة في السنوات الثلاث الماضية.

وقال علي خليفة الشامسي، الرئيس التنفيذي لشركة الياسات للعمليات البترولية المحدودة، رئيس معرض ومؤتمر أديبك 2017، إن قطاع النفط والغاز يشهد "تفاؤلاً متجدداً" بين الشركات العاملة في دعم الإنتاج البحري، موضحاً أن "ثمّة طلباً متزايداً مدعوماً من قطاع أصبح الآن أكثر كفاءة، ومن استقرار في الأسعار، وحاجة إلى تلبية الطلب المتزايد المرتقب"، وأضاف: "يدعم أديبك هذا النمو بوصفه أرضية يمكن للموردين التواصل عبرها مع صانعي القرار في مجال المشتريات وتطوير أعمال جديدة، كما أن برامجه للمؤتمرات الاستراتيجية والتخصصية الشاملة تمثل فرصة لا مثيل لها لتبادل المعرفة المتخصصة".

ويقام أديبك تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ويُعدّ أحد أبرز فعاليات النفط والغاز في العالم، والأكبر من نوعه في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط. وتستضيف الحدث شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وتنظمه شركة "دي إم جي للفعاليات".

ويشكل الغاز الطبيعي مصدراً مهما لتطوير مشهد إيجابي بالمجالات النفطية البحرية والملاحية مستقبلاً، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تشهد مصر استثمارات تبلغ قيمتها نحو 27.3 مليار دولار في حقول ظهر وشمال الإسكندرية ونورس للغاز، و76 امتيازاً جديداً للتنقيب بقيمة تبلغ قرابة 1.5 مليار دولار. كما توفر المياه الإقليمية اللبنانية والقبرصية فرصاً جديدة للتنقيب والإنتاج البحري في شرق البحر المتوسط.

ومن المنتظر أن يسهم تحرك الاستثمارات النفطية صوب المجال البحري في جعل المشاريع الجديدة تخلق فرصاً تجارية في المنطقة البحرية والملاحية الفريدة من نوعها التي تقام في أديبك، والتي تعود في الدورة المرتقبة من الحدث للعام الثالث على التوالي.