الرباط: أبرمت مجموعة بي .واي .دي الصينية اليوم مذكرة تفاهم مع الحكومة المغربية بشأن إنشاء مركب صناعي مندمج للسيارات والقطارات الكهربائية ب"مدينة محمد السادس طنجة تك" في شمال المغرب.

ويقع المشروع الذي قدم للعاهل المغربي اليوم بالقصر الملكي بالدار البيضاء من طرف وانغ شوانفو، رئيس المجموعة الصينية "بي. واي. دي أوطو إنداستري"، على مساحة 50 هكتارًا، ويشمل أربعة مصانع، الأول مخصص لإنتاج البطاريات، والثاني للسيارات الكهربائية، والثالث للحافلات والشاحنات الكهربائية، والرابع للقطارات الكهربائية المعلقة دات سكة حديدية واحدة.

حفيظ العلمي محاطا بأبرز مساعديه وأعضاء الوفد الصيني

وقال مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة المغربي، إن الشراكة الصناعية الجديدة للمغرب مع مجموعة بيوايدي ستضع بلاده على عتبة تكنولوجيا مستقبلية، سواء في مجال الطاقات المتجددة، من خلال صناعات بطاريات التخزين، أوعلى مستوى وسائل النقل الكهربائية.

ولم يعطِ العلمي، الذي عقد مؤتمرًا صحافيًا عقب الإستقبال الملكي للمسؤول الصيني، أي أرقام حول المشروع. وقال: " مازلنا بصدد تدقيق الأرقام، لكن المهم أننا تمكننا من استقطاب رائد عالمي كبير في مجال يعتبر في قمة التكنولوجيا".

وأوضح العلمي أن المشروع سينجز تدريجيًا وبسرعة متفاوتة، مشيرًا إلى أن الجانب المتعلق بالبطاريات والطاقات المتجددة سيسير بسرعة كبيرة في حين أن الجانب المتعلق بالسيارات الكهربائية سيتطور حسب الطلب. وقال: "بالنسبة للسيارة الكهربائية لا يمكن أن ندعي إنتاجًا كبيرًا في الوقت الحالي، لكننا نضع أسس قطاع مستقبلي سيعرف توسعاً كبيراً في المستقبل".

حفيظ العلمي خلال المؤتمر الصحافي 

وأشار العلمي إلى أن العديد من العواصم العالمية تتجه إلى تشجيع السيارة الكهربائية، وأن بعضها قرر منع استعمال السيارات ذات المحركات الحرارية خلال السنوات المقبلة.

وأضاف العلمي أن الدراسات الاستشرافية تشير إلى أن 20 في المائة من الطلب على السيارات الجديدة في أوروبا سيتجه إلى السيارات الكهربائية، ومن ثم الموقع المتميز لمدينة محمد السادس طنجة تك على بعد 14 كيلومترا من أوروبا، إضافة إلى كون المغرب يرتبط مع الإتحاد الأوروبي باتفاقية للتجارة الحرة.

وأضاف العلمي أن القطارات المعلقة وحيدة السكة تمثل فرصة بالنسبة للمدن الكبرى في المغرب لتطوير منظومات نقل رفيقة بالبيئة وعلى درجة عالية من التكيّف مع المجال الحضري. وقال "بالنسبة لهذه النوعية من القطارات لا نحتاج إلى إزالة عمارات وبناء طرق أرضية. 
فيكفي وضع أعمدة في وسط الشوارع الكبرى، والتي ستحمل السكة الوحيدة المعلقة التي سيسير عليها القطار". 

وأضاف أن الدار البيضاء وحدها ستحتاج خلال السنوات المقبلة إلى 12 الف حافلة للنقل الحضري، ويمكن لمصنع الحافلات الكهربائية الذي ستشيده بيوايدي في طنجة أن يستجيب لهذه الحاجيات عبر حافلات كهربائية أو قطارات معلقة.

وأضاف العلمي أن مصانع بيوايدي الأربعة في طنجة تك ستوجه لاستيفاء حاجيات السوق المغربية وأيضا للتصدير، سواء بالنسبة للسيارات الكهربائية أو الحافلات أو الشاحنات أو البطاريات.

وقال: "لدينا قطاع متطور لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والذي تمكن، كما يتضح من الصفقات الأخيرة، من الوصول إلى إنتاج الكهرباء بتكلفة أقل من المحطات التي تعمل بمصادر الطاقة الأحفورية. والإشكالية الكبيرة التي تصادفها الطاقات المتجددة اليوم عندنا وعبر العالم هي إشكالية التخزين. وهذا بالضبط ما وجدناه عند بيوايدي، الحل التكنولوجي لهذه الإشكالية من خلال صناعة البطاريات".

وأوضح العلمي أن بيوايدي تعتبر رمزًا للتكنولوجيا والإبتكار في الصين في مجال الطاقات المتجددة، وتستحوذ على حصة 30 في المائة من سوق السيارات الكهربائية في الصين، وحصة 13 في المائة من سوق السيارات الكهربائية في العالم.

وتصل قيمة مبيعاتها السنوية إلى 17 مليار دولار، وتشغل 220 ألف شخص عبر العالم.