واشنطن: اجتاز تعديل قانون الضرائب الاميركي مرحلة حاسمة الأربعاء بإقراره في مجلس الشيوخ ما دفع بالرئيس دونالد ترامب للاعلان عن انتصار "تاريخي للاميركيين" في حين سيصوت مجلس النواب على القانون مجددا لكن من دون اي تاثير. 

وقال ترامب في احتفال في البيت الأبيض ان إقرار مجلس الشيوخ القانون يشكل "انتصارا تاريخيا للأميركيين".

وأضاف أنه بإقرار "نص القانون هذا نكون قد ألغينا القسم الأكبر من أوباما كير"، النظام الصحي الذي أرساه سلفه الديموقراطي باراك أوباما ورفضه الجمهوريون.

ويعوّل ترامب على هذا التعديل الذي سيدخل حيّز التنفيذ اعتبارا من العام 2018، لدعم معسكره في الانتخابات التشريعية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وحتى الآن، يبدو أن الأميركيين يشككون في نتائج هذه الخطوة، فقد أظهر استطلاع للرأي أن ثلثيهم يرون أن هذا التعديل سيعود بالفائدة على الأغنياء أكثر من الطبقة الوسطى.

لكن رئيس مجلس النواب بول راين أبدى ثقته بأن "الناس سيغيّرون رأيهم" وأن الأمر سينعكس إيجابا على الرواتب.

وقال لشبكة "آي بي سي" الأربعاء "نحن مقتنعون بأن ذلك سيعزز النمو" الاقتصادي، مشيرا أيضا إلى رغبة الجمهوريين التطرّق للمساعدات الاجتماعية و"الانتقال بالناس من المساعدة إلى العمل".

وأقر مجلسا النواب والشيوخ الواحد تلو الآخر الثلاثاء المشروع، لكن مشكلة إجرائية أفسدت الخطوة الأخيرة للكونغرس. فقد تم في اللحظة الأخيرة تعديل ثلاث مواد لا تتطابق مع القواعد البرلمانية في مجلس الشيوخ ما يلزم مجلس النواب بالتصويت من جديد قرابة الساعة 16,00 ت غ.

وكتب ترامب في تغريدة على موقع تويتر "التخفيضات الضريبية كبيرة جدا ومتّسقة، لكن رغم ذلك سينشط جماعة +الأخبار الكاذبة+ ليحذوا حدو أصدقائهم الديموقراطيين المهزومين في تشويهه".

وأضاف "ستتحدث النتائج عن نفسها..فرص عمل، فرص عمل، فرص عمل!".

وهي المرة الأولى التي يتحقق فيها تعديل كبير في ولاية ترامب، الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، والتعديل الأول على الضرائب منذ ثلاثة عقود.

وخلافا لتعديل العام 1986، لم يؤيد أي ديموقراطي هذا المشروع. وتحملت الغالبية الجمهورية وحدها تنفيذ هذا الوعد الذي قطعته خلال حملة الانتخابات وبقيت موحدة رغم بعض الانتقادات والمساومات الشاقة. ولم يرفضه من الغالبية الجمهورية سوى 12 عضوا في من أصل 239 مقعدا يشغلونها في مجلس النواب.

وقال رئيس مجلس النواب "إنه النموذج المثالي لوعد قُطع ولوعد نُفذ". وأضاف "إننا نعيد إلى أهل هذا البلد أموالهم".

سيسمح القانون بخفض الضرائب الفدرالية على الشركات والدخل اعتبارا من 2018 ما يكلف المالية العامة 1500 مليار دولار في العقد المقبل. ويؤكد الجمهوريون أنها سترفع النمو بمقدار الضعف إلى أكثر من 3 بالمئة ما سيؤدي إلى عائدات ضريبية جديدة.

لكن محللين مستقلين يرون أن هذه العائدات ستعوض جزئيا فقط العجز الإضافي البالغ 1500 مليار.

وخفض الضرائب دائم للشركات لكنه لن يستمر سوى إلى 2025 للعائلات بسبب عدم التوصل إلى اتفاق على الامد الطويل. وجميع الأميركيين تقريبا سيدفعون مبالغ أقل من الضرائب في 2018 لكن نصفهم سيفقدون في العام 2027 القدرة الشرائية التي كسبوها، بحسب مركز سياسة الضرائب (تاكس بوليسي سنتر).

ويتضمن التعديل أيضا فتح أراض محمية في ألاسكا أمام عمليات الحفر النفطي.

ويرى الديموقراطيون أيضا ان الإصلاح الضريبي هو فعلا "هدية الميلاد"، لكن للشركات والأشخاص الأكثر ثراء فقط.

وقالت عضو مجلس الشيوخ إليزابيث وارن "إنه سطو.. سطو سيأخذ الملايين من الطبقة الوسطى لإعطائها إلى الأغنياء".