رغم الحديث عن نشاط سياحي مميز ينتظره لبنان خلال فترة الأعياد، غير أن التجار في أسواق بيروت يشتكون من الحركة الخفيفة وعدم تحقيق الأرباح خلال الأعياد.

بيروت: يشتكي التجار في بيروت وضواحيها من الحركة الخفيفة في الأسواق، برغم الحديث عن حجوزات أكتملت في شركات الطيران والفنادق في لبنان من مغتربين وسياح، فلماذا تبقى حركة التجارة خفيفة في أسواق بيروت قبل عيدي الميلاد ورأس السنة؟

لا أرباح

يلفت رئيس تجار بلدة الحدث أنطوان عبود في حديثه لـ"إيلاف" إلى أنّ حركة الأسواق تبقى من دون تبضع المشترين فيها، ولا أرباح تذكر، رغم خفض الأسعار من أجل بيع كل البضائع قبل الأعياد، ووصلت التنزيلات إلى ما نسبته الـ 70% حتى قبل الأعياد، ويبقى السبب ما حصل إثر استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، والعودة عنها حركت الأسواق قليلاً، واللبنانيون لا يملكون سيولة اليوم مع ارتفاع الأقساط المدرسية والكلفة العامة في لبنان زادت.

ويضيف: ولا سياح عرب أو أجانب في الأسواق في بيروت، وكنا ننتظر مجىء السياح الخليجيين لنراهم في الأسواق لكن ذلك لم يحصل، رغم الحجوزات في الفنادق وشركات الطيران، ولا يتبضعون إلا قليلاً في الأسواق اللبنانية.

ومع رفع الفوائد في المصارف اللبنانية يرغب اللبنانيون أكثر اليوم في الحفاظ على تلك الأموال وعدم صرفها في الكماليات من ثياب وحاجيات أخرى بحسب عبود.

ويشير عبود إلى أن سوق الحدث قام بمهرجانات خلال الأعياد مع تزيين السوق من أجل جذب الناس الى السوق لكن الحركة لا تزال خفيفة قبل العيد.

والتاجر اللبناني يصادف خسائر كثيرة لا أحد يعوضها، مع ضرائب كثيرة يجب ان يدفعها وإيجارات ضخمة وموظفين يجب أن يدفع لهم أجورهم.

سوق مار الياس

بدوره يشير رئيس تجار سوق مار الياس عدنان فاكهاني في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن هناك حركة للزبائن في الأسواق من دون شراء بعد الازمة التي مر بها لبنان إثر استقالة الحريري، وبعد العودة عن الإستقالة ارتاحت الأسواق لكن بقي الشراء دون المستوى المطلوب، وكنا نأمل خلال فترة الأعياد أن نشهد حركة أكثر في الأسواق، لكن الوضع المادي لدى اللبنانيين يبقى صعبًا، مع عدم مجىء المغتربين والخليجيين للتبضع في أسواق بيروت، ويلفت فاكهاني إلى أن حجوزات الفنادق الكبيرة لا تنعكس على أسواق بيروت لأنها تبقى حجوزات لفترة قصيرة لا تتعدى ال 5 أيام، خلال الأعياد في لبنان، رغم الأمل والتفاؤل بأن تتحرك الأسواق أكثر في الأيام المقبلة.

ويشير فاكهاني إلى التخفيضات في الأسعار التي تشهدها الأسواق في لبنان من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، ولا حركة سياح تذكر في الأسواق وتبقى متواضعة جدًا.

ويؤكد فاكهاني على إقامة المهرجات وتزيين سوق مار الياس من أجل جذب السياح واللبنانيين الى السوق، ففي الأيام الصعبة خلال الحرب كان مار الياس يزين شارعه، مع عروضات وهدايا لكن الحركة تبقى خفيفة.

ويشير فاكهاني الى أن الوضع الأمني يبقى مستتبًا في لبنان، والوضع السياسي متجه أيضًا نحو الهدوء رغم ما شاهدناه سابقًا من تجاذبات سياسية ندفع ثمنه اليوم من انعكاس الأمر على عدم حركة تذكر في أسواق بيروت.

ويشير فاكهاني إلى أن هناك محال تجارية كثيرة تقفل أبوابها اليوم لأنها لم تعد تحتمل التكاليف الباهظة مع عدم وجود أرباح تذكر.

وتبقى ظروف البلد هي التي تعاكس التجار اليوم، وما يهمنا وجود سيولة لدى المواطنين للشراء، والسيولة خفيفة مع أولويات أقساط المدارس والجامعات والإيجارات.