«إيلاف» من الرياض: تحت سقف قاعة أفراح أو إستراحة مناسبات أو ساحة مدرسية، معنىّ مختلف لظاهرة إقتصادية نسائية بدأت تتنامى بالسعودية وتحقق يوما بعد يوم المزيد من الانتشار، وقد اصطلح على تسميتها بالـ "البازارات "في إشارة إلى سوق الطاولات المؤقت، والمعتمد على بيع الصناعات المنزلية والحرف اليدوية و المأكولات والحلويات بأنواعها، إضافة إلى الخلطات والكريمات والعطور.

ورغم اختلاف الفكرة، مازلن السعوديات يستخدمن مصطلح "بازار" التركي الأصل، لتوصيف أسواقهن النسائية، والتي باتت تغطي تقريباً أغلب المدن والأحياء، حيث امتلأت التجمعات النسائية بدعوات ذات تصميم بدائي، لحضور معارض صغيرة ، تعرض فيها السيدات منتجاتهن، بعد دفع مبالغ تترواح ما بين 150 و 300 ريال، لحجز الطاولة مدة يوم واحد.

ويبدأ البازار عادة، بالإعلان عن استئجار قاعة آو استراحة من قبل جمعية خيرية أو مركز حي معتمد، ومن ثم تبدأ التاجرات الراغبات في المشاركة بالتسجيل، واللواتي غالبا ما يعشن في الأماكن القريبة من المكان، حيث يتم صرف طاولات لهن بمقابل مادي يختلف سعره حسب حجم القاعة، ومن ثم تقوم الجهة المنظمة بإعداد التجهيزات والطاولات، كما تقوم بالتسويق للبازار عبر التجمعات النسائية ومواقع التواصل الاجتماعي.

البازار سوق يعتمد على بيع الصناعات المنزلية

 

تسويق المنتجات العائلية

تقول فاطمة أمير، إنها تحرّص دائما على المشاركة في البازارات الخاصة بالمناسبات، والتي تعتبر فرصة لها لتسويق منتجاتها، مشيره في حديثها لـ«إيلاف» إنها تقوم ببيع مجموعة من الإكسسوارات والحليّ التي تحصل عليها من محلات الجملة،حيث تقوم بعرضها في البازار بأسعار مناسبة، مبينة إن مشاركتها في البازار غيّرت من حياتها و حولتها إلى ربة منزل منتجة حيث ساهمت في زيادة دخل أسرتها.

وأوضحت أم كمال التي خصصت طاولتها لبيع خلطات الكريمات التي تقوم بتصنيعها في المنزل، أن العديد من الأسر المنتجة تستفيد من هذه البازارت في تحسين وضعها الاقتصادي وخاصة المطلقات والأرامل اللاتي يقمن بإعالة أسرهن، موضحة في حديثها لـ"ايلاف" أن هناك الكثير من النساء، ومنهن جامعيات تمكّن من خلق فرص عمل من خلال الأعمال اليدوية التي يشاركن فيها بالبازارات بشكل دائم.

الخلطات والكريمات بصائع رئيسية في اي بازار

 

متنفس اقتصادي وعائلي

الخبير الاقتصادي، عبدالله الشهري، أوضح إن البازارات باتت متنفس اقتصادي وعائلي للكثير من السعوديات سواء بائعات أو مشتريات ، و الذين وجدوا ضالتهم في البازارات من مختلف الاحتياجات، مشيرا في حديثه لـ"ايلاف" انه بالرغم من انتشار المولات التجارية، إلا إن البازارات لا زالت صامدة ومتنامية بسبب تنوع بضاعتها تحت سقف واحد وانخفاض أسعارها وهو ما يستقطب محدودي الدخل ، مؤكدا إن البازرات توفر فرصةً كبيرةً للأسر المنتجة حيث يستفيدون من الإعفاءات الضريبة مما يمكنهم من تقديم أسعار مخفضة للزباين.

وقال الشهري ، انه بالرغم من التطور النوعي للبازارات في نوعية المنتجات المعروضة، والتي باتت تنافس المحال التجارية، لكن هناك أيضا سببا أخر لتنامي الظاهرة، وهو أن الكثير من السعوديات باتوا يجدون فيها شيئاً أكثر من كونها أماكن للبيع والشراء، حيث إن الأجواء النسائية الخالصة، وتواجد وسائل ترفيه للأطفال، جعلت البازار مقصداً للسعوديات الهاربات من صخب المولات التجارية ، مبينا إن الكثير من النساء لاسيما الأمهات وكبار السن لا يفوتن حضور البازارت حيث يجدن فيه فرصة للقاء والتواصل مع الصديقات والمعارف.

تجدر الإشارة، إن إقامة البازارات تقوم بتصريح من محافظات المدن، والتي تشترط لإقامته عدة ضوابط و شروط معينة ، منها ان يكون البازار تحت مظلة جهة مرخصة و أن لا تزيد مدة المعرض عن خمسة أيام كحد أقصى و أن لا يتم عرض مواد غذائية سريعة التلف أو غير صالحة للاستعمال و أن يكون الدخول للمعرض فقط للعائلات فقط، بالإضافة الى أن تكون المعروضات هي منتجات ضمن الصناعات المنزلية والحرف اليدوية او المأكولات وغيرها.

الماكولات المنزلية احد ابرز البضائع المعروضة في البازار