تتطلع بريطانيا لتعويض ما قد تتعرض له من عواقب اقتصادية جراء خروجها من الاتحاد الأوروبي عبر توطيد علاقاتها مع رابطة الشعوب البريطانية المعروفة بدول "الكومنولث".

لندن: ذكرت صحيفة الغارديان أن بريطانيا ستعكف خلال الفترة المقبلة على تنسيق النظم والقوانين مع مستعمراتها السابقة، بعيداً عن الاتحاد الأوروبي، وفق مقترحات جديدة تهدف لتحقيق تكامل تجاري، وصفه منتقدون بـ "إمبراطورية 2.0".

وخلال اجتماع أقيم في لندن، وافق وزراء تجارة دول الكومنولث على تعميق الروابط الاقتصادية انطلاقاً من نفس المعايير التي سبق أن أحبطت منتقدي الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ونقلت الغارديان في هذا السياق عن باتريسيا سكوتلاند، الأمين العام للكومنولث في ختام القمة التي استمرت على مدار يومين، قولها: "تحصلنا على ميزة بأمر الواقع نظراً لوجود عدة أشياء مشتركة بيننا، مثل القانون، اللغة، المؤسسات والكيانات البرلمانية. وهي الميزة التي نسعى بكل عزم لاستغلالها وتطويرها، وقد سنحت لنا فرصة شاملة في ذلك الاجتماع للنظر في الطرق التي يمكن أن نعتمد عليها من أجل الوصول إلى الهدف الذي نبتغيه في الأخير".

قواعد ناظمة

وبينما ما يزال الطريق طويلاً أمام إصدار القوانين الشاملة الخاصة بالسوق الأوروبية الموحدة، فإن قادة الكومنولث البريطانيين يرون أن هناك دوراً رسمياً متنامياً للرابطة في مجال المواءمة الاقتصادية. ومضت الصحيفة لتنقل عن جوناثان مارلاند، رئيس مجلس الكومنولث للمشاريع والاستثمار والمبعوث التجاري السابق لديفيد كاميرون، قوله: "أتمنى أن نتمكن في الاثني عشر شهراً المقبلة من تطوير معيار للقواعد– يكون بمثابة اتفاق لرابطة الكومنولث – ويمكنه تحديد الممارسات التجارية المشتركة في بلدان الكومنولث ويمكن للبلدان الاشتراك فيه".

وقال لورد مارلاند إن ذلك سيعطي قدراً أكبر من اليقين للمصدرين، لا سيما المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج كل الدعم للحد من أجواء الشك التي تنتابها عند دخول أسواق جديدة". وأعلن العديد من كبار المحافظين، بقيادة وزير التجارة ليام فوكس، عن إمكانية عقد اتفاقيات تجارية جديدة مع دول الكومنولث كوسيلة لتحل محل الأسواق الأوروبية المفقودة عندما تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي.

حيطة وحذر 

وبينما أعلن لورد مارلاند عن ترحيبه بفتح آفاق التعاون على الصعيد التجاري بين المملكة المتحدة ودول الكومنولث، إلا أنه طالب الحكومة البريطانية في نفس الوقت بضرورة أن تتعامل بحيطة وحذر وأن تأخذ بعين الاعتبار أن بلدان الكومنولث الأخرى سوف ترحب تلقائياً بتلك المصلحة الجديدة، خصوصاً بعد خروج عدد كبير منها من أسواق المملكة المتحدة بعد انضمام الأخيرة إلى السوق الأوروبية المشتركة.

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلاً عن «ذا غاردين». المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/global-development/2017/mar/10/drive-to-replace-eu-trade-links-with-closer-ties-to-commonwealth-economies