قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن حجم ايرادات المملكة في الربع الأول من العام الجاري بلغ 144 مليار ريال، بارتفاع 72% عن العام الماضي، في حين بلغ الإنفاق الحكومي نحو 170 مليار ريال بالربع الأول، وهو ما يمثل 19% من إجمالي الإنفاق المجدول لهذا العام الحالي.

إيلاف من الرياض: أعلنت وزارة المالية السعودية اليوم عن تقرير الربع الأول لأداء الميزانية العامة للدولة بنهاية الربع الأول 2017، وأظهرت البيانات تسجيل عجز في ميزانية الربع الأول 2017 قدره 26 مليار ريال، حيث بلغت الإيرادات 144 مليار ريال والمصروفات 170 مليار ريال.

ويعد هذا الإعلان أول إعلان ربعي في تاريخ الموازنة السعودية، خلافاً لما جرت عليه العادة في الإعلان عن كافة تفاصيلها في نهاية كل عام مالي، وسيتم بشكل دوري من الآن فصاعداً، تحقيقاً لمبدأ الشفافية التي تتركز عليها رؤية المملكة 2030، علاوة على أن هذا الإعلان يستجيب لحاجات القطاع الخاص، الذي يتطلع إلى أرقام رسمية منتظمة يبني عليها قراراته الاستثمارية، وسينعكس هذا البيان إيجاباً على أداء الاقتصاد ككل، بعد ما كشف أن أداء الموازنة أفضل بكثير من التوقعات، وإن تم تجاوز المرحلة الأصعب والدخول في مرحلة الاستقرار والتصحيح في ما يتعلق بانخفاض العجز الربعي من نحو 50 ملياراً إلى نحو 26 مليار ريال.

انخفاض العجز والمصروفات 

وقالت وزارة المالية في بيانها إن العجز انخفض خلال الربع الأول 2017 بـ 71 % مقارنة بعجز الفترة المماثلة من العام السابق. كما انخفض العجز الفعلي في موازنة الربع الأول بنحو 50 % إلى نحو 26 مليار ريال مقارنة بالعجز المقدر عند إعداد الميزانية والبالغ 50 مليار ريال.

فيما بلغ إجمالي المصروفات للربع الأول 170.3 مليار ريال، منخفضة بنسبة 3 % مقارنةً بالربع المماثل من العام الماضي، استأثرت القطاعات الأساسية التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية والخدمات البلدية بنحو 46 % من المصروفات خلال الربع الأول، كان النصيب الأكبر لقطاع التعليم الذي استحوذ على نسبة 23 % من إجمالي الميزانية المقدرة.

ارتفاع كبير في الإيرادات 

فيما بلغ إجمالي الإيرادات للربع الأول 144.1 مليار ريال، مرتفعة بنسبة 72 % عن الربع المماثل من العام الماضي، حيث بلغت الإيرادات النفطية 112 مليار ريال بنسبة نمو بلغت 115 % مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، فيما بلغت الإيرادات غير النفطية 32 مليار ريال خلال الربع الاول، مسجلة بذلك ارتفاعاً بنسبة 1 % مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي.

تراجع حجم الدين العام 

كما أظهرت بيانات الميزانية للربع الاول التي تم الإعلان عنها اليوم تراجع حجم الدين العام مع نهاية الربع الأول إلى 307.9 مليارات ريال، وذلك مقارنة مع 316.5 مليار ريال بنهاية العام الماضي.

توقعات بتحقيق التوازن 

وأوضح وزير المالية محمد الجدعان أن العجز المعلن خلال الربع الاول 2017 مشجع إلى حد كبير، ويعكس بشكل واضح أهداف السعودية بالوصول إلى ميزانية متوازنة في العام 2020، لافتاً إلى أنه تم الاعتماد على تقديرات متحفظة للنفط مقابل الاسعار الفعلية للعام الحالي، وهو ما ساهم في زيادة حجم الايرادات، كما قامت الوزارة بتعزيز الكفاءة المالية من خلال كفاءة تحصيل الايرادات.

وقال في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمناسبة إعلان الميزانية العامة للدولة، أنه لا يتوقع أن يستمر الأداء خلال الربع الأول 2017 في الفترة المتبقية من العام الحالي، متوقعًا أن يتم تحقيق ميزانية موازية لما تم الإعلان عنه في بداية العام 2017، وأن السعودية تخطو بثبات على الطريق الصحيح نحو بناء اقتصاد متين؛ أكثر استقراراً وتنوعاً، وأقل تأثراً بتقلبات الأسواق العالمية، خاصةً في القطاع النفطي، لافتاً إلى مواصلة العمل على إصدار تقارير دورية للتعريف بالتقدّم الذي نحرزه، وتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتطبيق إجراءات وتدابير كفيلة بإحداث نقلة نوعية من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية.

 وأضاف في السياق ذاته أن حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي اعتمدتها الحكومة في برنامج التوازن المالي ساعدت على إيجاد إيرادات جديدة، وتنويع مصادر الدخل، مبينًا أن تلك السياسات كان لها دور مهم في تفعيل سياسات كفاءة الانفاق، وترتيب أولويات واحتياجات المواطنين والخدمات الأساسية المقدمة لهم.