إيلاف: بات المسافرون على متن رحلات "الاتحاد للطيران" أن يحددوا السعر الذي يبدون استعدادهم لدفعه مقابل حجز ما لا يزيد على ثلاثة مقاعد لإبقائها شاغرة بما يتيح لهم مجالًا أوسع لمطّ أجسامهم.

يعرف كل مسافر يعاني بانتظام من ضيق المجال في مقاعدة الدرجة السياحية الإحساس اللطيف الذي ينتابه عندما يكتشف أن الطائرة نصف فارغة، ولا يحتاج الجلوس محشورًا في المقعد، بحيث يكاد وجهه يلامس وجه جاره.

مرارة المنتظرين
ويستطيع كثير من المسافرين أن يتذكروا بغبطة يوم وجدوا على الطائرة صفًا كاملًا من المقاعد الشاغرة تحت تصرفهم، حيث يستطيعون رفع مساند الذراع، والنوم ملء جفونهم، بوضع أُفقي طيلة الرحلة. وهذه بكل تأكيد هي المرة الوحيدة التي يكون فيها من المفضل حجز تذكرة في صف المقاعد الأوسط.

لكن بن شلابنغ الذي يسافر كثيرًا بالطائرة يسجل في مدونته ملاحظتين بشأن مبادرة شركة الاتحاد للطيران. أولًا، ما قد يشعر به مسافرون آخرون من مرارة حين يعلمون أنهم لا يستطيعون الانتقال إلى هذه المقاعد رغم أنها شاغرة. وهذا صحيح مع أن شركات طيران كثيرة تتبع سياسة مماثلة بمنع الانتقال إلى مقاعد شاغرة في الدرجة السياحية. 

معادلة عكسية
لكن الاحتجاج على مثل هذا المنع يبدو حتميًا في بعض الأحيان. وثانيًا، يلاحظ شلابنغ في مدونته أن المسافرين الذين يزايدون على حجز مقاعد شاغرة، ثم يجدون أن الطائرة نصف فارغة، قد يعترضون على دفع ثمن عن استخدام مقاعد كان بمقدورهم استخدامها مجانًا لكونها شاغرة أصلًا، بسبب قلة الحجوزات على رحلتهم.

هنا تكمن المعضلة. فكلما قل عدد المسافرين على الطائرة زادت فرصة الفوز بمقاعد شاغرة في المزايدة. في المقابل حين تكون الطائرة ممتلئة بنسبة 99 في المئة، ويكون المقعد الشاغر عزيزًا، فان فرص النجاح في المزايدة عليه تكون أقل. الحل هو مراقبة الإقبال المحتمل على الرحلة بتدقيق استمارة الطلب التي تتيح للمسافرين اختيار مقاعدهم. وقد يكون من الأفضل حجز مقعد في الدرجة السياسية المتميزة أو العليا.

لكن مراقبين رأوا أن مبادرة شركة الاتحاد للطيران معقولة، رغم هذه السلبيات البسيطة. وهم يعتبرون أن المزايدة على حجز مقاعد شاغرة لراحة المسافر هي الحل الأفضل لكثير من المشاكل الاقتصادية، رغم أن الأمل بتوافر صف من المقاعد الشاغرة في رحلة طويلة هو ما يعين المسافر على تحمل مثل هذه الرحلات المتعبة.

خطة إنعاش
في نهاية المطاف لا أحد يستطيع أن يلوم شركة الاتحاد للطيران لمحاولتها تحسين أوضاعها المالية، لا سيما أن الشركة تواجه أوقاتًا صعبة في مواجهة منع الكومبيوترات المحمولة وبعض الاستثمارات المتعثرة.

وللمرة الأولى فإن المسافرين في مؤخرة الطائرة ليسوا وحدهم الذين يشعرون بوطأة الأوضاع الصعبة. إذ قررت الشركة وقف العمل بتوفير خدمة سيارة فارهة مع سائق مجانًا لمسافريها على الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال في جميع المطارات التي تعمل فيها، باستثناء أبوظبي، بل إنها حتى فتحت صالاتها الفاخرة في المطارات للزبائن من مسافري الدرجة السياحية مقابل ثمن. فللضرورة أحكامها كما يُقال.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الإيكونومست". الأصل منشور على الرابط:

http://www.economist.com/blogs/gulliver/2017/06/travelling-space