تحاول فرنسا تخطي حقبة الاعتداءات الارهابية وموجة الهجرة غير القانونية في عام 2015 التي دفعت السلطات الفرنسية إلى وضع عوائق على السفر اليها.

إيلاف من باريس​: كشف رئيس الحكومة الفرنسية عن تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرات دخول سياحية خلال 48 ساعة لرعايا عشر دول، بينها روسيا والهند والسعودية، لتحفيز السياحة التي شهدت انتعاشًا بعد عامين من التراجع.

تسعى الحكومة الفرنسية إلى إبقاء فرنسا بين الوجهات الأكثر جذبًا للسياح في العالم، وتسعى إلى أن تكون من أولى الوجهات.

ومن هنا، يأتي قرار إدوار فيليب، رئيس الحكومة الفرنسية، تسهيل الحصول على تأشيرات دخول لجعل باريس أكثر جاذبية لرعايا عشر دول يشملها القرار، وفي المقدمة تأتي روسيا مع خمس دول من رابطة آسيان (تايلندا والفيليبين وكامبوديا ولاوس وبورما) ثم الهند وإندونيسيا.

وابتداءً من نوفمبر المقبل ستُتّبع هذه السياسة مع رعايا السعودية وفيتنام، في مسعى إلى رفع عدد السياح الذين يدخلون التراب الفرنسي إلى مئة مليون سائح حتى عام 2020.

لماذا الدول العشر؟

في وقت تسعى فيه فرنسا إلى جذب رؤوس الأموال وكبرى الشركات وإلى التحول إلى مركز مالي وأوروبي بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، ها هي أيضًا تحاول استعادة مجدها السياحي مستفيدة من موقعها الجغرافي عالميًا كي تكون مركز جذب للسياح وانطلاقة للسائح كي يزور باقي الدول الأوروبية، وبوابة الخروج نحو دول أخرى من خلال تسهيل حصول السائح على تأشيرة دخول في غضون ساعات، وعلى الإستفادة من إقامة أطول على الأراضي الفرنسية، تعود بالنفع على المنتجعات السياحية من فنادق ومطاعم.

اتت روسيا والهند في مقدم القائمة نظرًا إلى ما يعرف عن رعايا هذه الدول من درجة انفاق كبيرة. وتحتل روسيا الصدارة في قائمة السياح الذين يزورون فرنسا سنويًا واثبتت الدراسات أن السائح عندما يرى مشقة كبيرة في الحصول على تأشيرة دخول، فهو يتحول إلى وجهة أخرى كألمانيا التي تسعى فرنسا اليوم إلى اعادة التوازن في العلاقات معها، وتخطي مرحلة التبعية التي طبعت السنوات الماضية، حيث استفاد الاقتصاد الألماني من ضعف الاقتصاديات الأخرى، كالاقتصاد الفرنسي الذي التي لم يستطع حتى الآن النهوض من الأزمة الإقتصادية الكبيرة في عام 2007 التي أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة بشكل يفوق ضعف ما هي عليه اليوم في ألمانيا (تخطت البطالة في فرنسا عتبة 10 في المئة، بينما لم تتخط في ألمانيا 5 في المئة).

أتت أكلها

أثبتت الخطوة نجاعتها عندما أقرها لوران فابيوس، وزير الخارجية الأسبق، مع دول مثل الصين وسنغافورة ودولة جنوب افريقيا وتركيا وأربع دول خليجية (قطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين). ونأخذ على سبيل المثال الصين التي فاق عدد سائحيها في فرنسا 30 في المئة بين عامي 2014 و2015.

تحاول فرنسا اليوم تخطي حقبة الاعتداءات الارهابية وموجة الهجرة غير القانونية في عام 2015 التي دفعت السلطات الفرنسية إلى وضع عوائق على طلبات الحصول على تأشيرات الدخول، ما أدى إلى خسارة أربعة مليارات يورو بين عامي 2014 و2016.

خلت حكومة إدوار فيليب الثانية من وزارة للسياحة التي أوكلت إلى وزارة الخارجية التي درجت العادة فيها منذ حقبة فابيوس التسويق لما بات يعرف هنا بالديبلوماسية الاقتصادية والسياحية، الساعية إلى استعادة فرنسا موقعها الريادي كوجهة سياحية أولى في العالم.

تتوقع وزارة الخارجية الفرنسية هذا العام استضافة نحو 89 مليون سائح أجنبي، وأوجدت الحكومة محفزات عدة للسائح الأجنبي، وتعهدت بأن لا تزيد مدة الإنتظار في بهو المطارات للمرور بالأمن العام لرعايا الدول الأوروبية على 30 دقيقة، وغير الأوروبية على 45 دقيقة.

وبدأت فرنسا استخدام آلات المرور الأوتوماتيكية لحملة جوازات السفر البيوميترية، واستحدثت آلات للتأكد من مطابقة كل المسافرين المواصفات الأمنية، وتنشر في المطارات عددًا كبيرًا من قوات الأمن لمراقبة حركة المسافرين، وعمدت إلى إبعاد صالات الإنتظار عن تلك التي يتجمع فيها المسافرون قبل الإقلاع، تحسبًا لأي طارىء أمني.