حققت نوادي القمار في ماكاو - المستعمرة البرتغالية السابقة التي عادت الى كنف الصين في عام 1999 - أرباحا للشهر الـ 12 على التوالي بفضل ارتفاع عدد السائحين وزيادة عدد الأغنياء الذين يرتادون نواديها العديدة.

يذكر ان ماكاو التي تتمتع بشبه حكم ذاتي هي الجزء الوحيد في الصين الذي يسمح فيه بفتح نواد للقمار، ولذا فهي ملاذ مفضل لأثرياء الصين.

ولكن عندما أطلق الرئيس الصيني شي جينبينغ حملة لمحاربة الفساد والاختلاس والمحسوبية والانفاق المبتذل من جانب المسؤولين الحكوميين بعد تسلمه السلطة في عام 2012، عزف كثير من المقامرين الكبار عن ماكاو ونواديها خصوصا وانها كانت قد اكتسبت سمعة بأنها مركز لغسيل الأموال ونقلها من الصين الى الخارج.

ومما زاد الطين بلة بالنسبة لحظوظ ماكاو التباطؤ الذي شهده الاقتصاد الصيني في السنوات الماضية.

ولكن، ومن أجل التصدي لانخفاض عدد الرواد، لجأت نوادي القمار الكبيرة في ماكاو الى افتتاح سلسلة من المنتجعات السياحية توفر سائر وسائل المتعة والترفيه من اجل اجتذاب المقامرين.

وبدأت بوادر التعافي بالظهور في آب / أغسطس الماضي، عندما شهدت ماكاو أول ارتفاع في عوائد القمار بعد 26 شهر من التدهور.

وأعلنت السلطات في ماكاو الثلاثاء أن عوائد القمار ارتفعت في الأشهر الـ 12 الماضية بنسبة 29 في المئة إذ بلغت 2,86 مليار دولار.

ويقول محللون إن الخطوة التي اتخذتها نوادي القمار بتوفير وسائل الترفيه للرواد بدل طاولات القمار لوحدها ساعدت في تعافي ماكاو، والارباح ارتفعت ايضا بفضل عودة الأغنياء والمسؤولين الكبار.

ونقلت وكالة فرانس برس عن أندرو سكوت، المدير التنفيذي لمجلة "القمار الآسيوي" ومقرها ماكاو "بدأ بعض من الأغنياء الذين يتميزون بالاقدام بالعودة الى ماكاو، والآخرون يسمعون منهم أن التوجه الى ماكاو آمن تماما وينتشر هذا الخبر في الصين انتشار النار في الهشيم".

ويتوقع سكوت أن يتواصل نمو قطاع نوادي القمار في ماكاو في المستقبل القريب.

ويقول "يخلق مليونيرات جدد في الصين كل يوم، والقدوم الى ماكاو يعد بالنسبة للاثرياء الصينيين امرا لا مفر منه".

يذكر ان الرحلة بالزورق من هونغ كونغ الى ماكاو تستغرق 45 دقيقة، كما ان جسرا يربطها باقليم زوهاي الصيني يقترب من الاكتمال.