تحت شعار "معرض الفرص الواعدة"، افتتحت الثلاثاء بمراكش، فعاليات الدورة الثانية من معرض طيران رجال الأعمال (ميبا شو موروكو 2017)، المخصص لمهنيي الطيران الخاص، المنظم من طرف جمعية الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بشراكة مع المكتب الوطني للمطارات ووزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بالمغرب، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس.

إيلاف من الرباط: يمتد معرض مراكش، الذي يختتم اليوم الأربعاء، على مساحة 32 ألف مربع، بالفضاء الملحق بمطار مراكش المنارة.

وكانت الدورة الأولى من هذا المعرض، الذي ينظم مرة كل سنتين بتناوب مع معرض (ميبا شو) بدبي (الإمارات العربية المتحدة)، قد نظمت في مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، واستقبلت أكثر من ألفي زائرًا، وشارك فيها 57 عارضًا؛ فيما يتوقع المنظمون أن تستقبل دورة مراكش قرابة 4 آلاف زائر، ممن سيكون بإمكانهم التعرف إلى منتوجات وخدمات 65 عارضًا من الفاعلين الدوليين في ميادين طيران رجال الأعمال وصناعة الطيران والمجالات ذات الصلة.

ويؤكد المنظمون أن من شأن تنظيم هذا المعرض أن "يعمل على إنعاش طيران رجال الأعمال بالمغرب وتعزيز مؤهلات نموه"، فيما "يطمح إلى أن يصبح موعدًا مهمًا بالنسبة إلى الفاعلين في مجال الطيران الخاص على مستوى شمال أفريقيا".

فضلًا عن حضور مؤسسات وازنة في مجال صناعة الطيران الخاص على الصعيد العالمي، كـ (غيلفستريم) و(بومبارديي)، تستقبل النسخة الثانية شركات محلية، من قبيل (إير أوسيون ماروك)، وأخرى أميركية (أفريك إير) و(بيل هيليكوبتر).

إضافة إلى فضاء العرض، يتم تقديم أحدث الطائرات الخاصة، بما في ذلك طائرة (جي 550) لشركة (غيلفستريم)، ونموذج آخر لـشركة (بومبارديي).

تطوير طيران الأعمال
شكلت ندوة "تطوير طيران رجال الأعمال في شمال أفريقيا، المغرب نموذجًا"، التي سبقت افتتاح المعرض، بمشاركة مسؤولين وخبراء دوليين في المجالات ذات الصلة بطيران الأعمال، فرصة لإبراز "التطورات التي عرفها قطاع الطيران، بشكل عام، بالمغرب".

وأكد محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي المغربي أن "التطورات التي عرفها قطاع الطيران بالمغرب تعكس الدينامية الاقتصادية التي تشهدها المملكة على مختلف الأصعدة والثقة التي حظيت بها من قبل المستثمرين الأجانب في هذا المجال". 

وأشار إلى "أن هذه الدينامية الاقتصادية ساهمت في تطوير قطاع الطيران الخاص بالمغرب، حيث شهدت حركة الطائرات وأعداد المسافرين بالمطارات المغربية ارتفاعًا ملموسًا خلال السنوات الأخيرة". 

فيما قال علي أحمد النقبي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لاتحاد الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن "الاتحاد يولي اهتمامًا كبيرًا للسوق المغربية في مجال الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال، وذلك بفضل الموقع الجيو- استراتيجي التي تتميز به المملكة، واعتبارًا لكونها تعد سوقًا واعدة في هذا المجال". 

وأبرز جليل محمد العوفير، المدير العام للمكتب المغربي للمطارات، "التطور الاستراتيجي الذي سجله قطاع النقل الجوي بالمغرب، ما بين 2000 و2016، موضحًا أن "المغرب يشكل جسرًا مهمًا بخصوص الطيران الخاص وطيران الأعمال بفضل موقعه الجيو - استراتيجي ورغبته الأكيدة في أن يصبح جسرًا مهمًا بين مختلف القارات".

معرض الفرص الواعدة
أبرز محمد ساجد، خلال الافتتاح الرسمي للمعرض، الدينامية الكبيرة التي شهدها قطاع طيران رجال الأعمال بالمغرب، في السنوات الأخيرة، مشددًً على الحاجة إلى إحداث "فضاءات لاستقبال هذا النوع من الطيران الخاص". 

ولفت إلى أن "تنظيم هذه التظاهرات يبرهن على ثقة الشركات الأجنبية في المغرب، من حيث استقراره وقيمه، كما يبرهن على الإمكانات الصناعية التي يفتحها من خلال تشجيع الاستثمارات، خاصة وأن قطاع الطيران، في المغرب، عرف تطورًا كبيرًا". 

فيما توقف علي أحمد النقبي، عند ما يمثله المغرب كــ"سوق واعدة جدًا"، و"كسوق مهمة" للطيران الخاص وطيران رجال الأعمال"؛ فيما استعرض جليل محمد العوفير الغاية من تنظيم معرض الطيران والخاص وطيران رجال الأعمال بالمغرب.

قطاع طيران الأعمال بالمغرب
يتميز الطيران الخاص عن الطيران التجاري (الرحلات الجوية المنتظمة الداخلية والدولية) التي توفرها شركات النقل الجوي وعن الطيران الخفيف (الرحلات الجوية الرياضية والترفيهية بواسطة الطائرات الخفيفة). 

ويستعمل هذا النوع من الطيران في أسفار رجال الأعمال، وفي عمليات الإجلاء الطبي ونقل الشخصيات والخواص الذين يستعملون هذا الصنف من الطائرات لأغراض شخصية. ومع تطور الرحلات الجوية التي يصطلح على تسميتها بشارتر لوكس، بات بإمكان المسافرين المميزين التنقل إلى وجهاتهم في ظروف أكثر راحة.

يشهد الطيران الخاص نموًا متصاعداً بالمغرب، حيث يزخر، حسب وثيقة عممها المنظمون، بمؤهلات تنموية واعدة للنمو، ويندرج تطويره في صلب الاستراتيجية التنموية للمكتب الوطني للمطارات بالمغرب؛ حيث تتوافر المطارات الرئيسة، التي تستقطب هذا النوع من الطيران، على أجنحة خاصة ومستقلة عن المحطة الجوية، خاصة بمطاري محمد الخامس ومراكش المنارة.

وسعيًا إلى تطوير هذا النشاط، أطلق المكتب الوطني للمطارات في المغرب، قبل سنتين، طلب عروض لتفويت الخدمات الأرضية المخصصة للطيران الخاص. تبعًا لذلك، تم منح امتيازين للاستغلال على التوالي لكل من المقاولة الإماراتية (جيتيكس)، على مستوى مطارات محمد الخامس ومراكش المنارة والرباط وأكادير والداخلة، ولمقاولة (سويسبور)، على مستوى مطارات محمد الخامس ومراكش المنارة والرباط وطنجة.

يعتبر دخول هذين الفاعلين، حسب المسؤولين المغاربة، دلالة على رغبة المكتب الوطني للمطارات في إيجاد إطار فعال لتطوير الطيران الخاص، الذي يرتكز إلى التزامات بتحقيق أهداف مسطرة في الجودة تطابق المعايير الدولية المعتمدة، وذلك عبر "تمكين الفاعلين في مجال الطيران الخاص من التوفر على حلول شاملة ومندمجة توفر جودة خدمات تطابق المعايير الدولية المعتمدة"؛ و"تطوير خدمات خاصة بالطيران الخاص"؛ و"بلورة ثقافة الطيران الخاص على مستوى سلسلة إعداد ومعالجة الرحلات الجوية والمسافرين والأمتعة وأطقم الطائرات"؛ و"إنجاز بنيات أساسية مطارية وتجهيزات ملائمة للطيران الخاص".

وبينت وثيقة للمكتب الوطني للمطارات، بالمغرب، تناولت إحصائيات حركة النقل الجوي لطيران الأعمال، أن مطار مراكش المنارة يستحوذ على نسبة مهمة، من حركة النقل الجوي للمسافرين، بأكثر من 20 ألفًا من أصل 40 ألفًا، تتوزعهم مطارات مراكش وأكادير والرباط ومحمد الخامس وطنجة وفاس والعيون والداخلة.