لإعادة إعمار سوريا إيجابيات كثيرة على اقتصاد لبنان من مختلف النواحي سيترجم بنمو اقتصادي كبير على لبنان، رغم أن الملف يبقى مرتبطًا بالعلاقة السياسيّة بين البلدين.

بيروت: يرى معظم الفرقاء اللبنانيين أن هناك توافقًا في أن يكون لبنان محطة إلزامية في إعادة الإعمار في سوريا نظرًا لموقعه وخبراته وقدرات القطاع الخاص فيه، فهل سيتم ذلك في ظل النظام السوري في لبنان وعدم توافق الأفرقاء على هذا النظام، وما مدى إيجابيات عملية إعادة الإعمار في سوريا على اقتصاد لبنان؟

يلفت الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة في حديثه ل"إيلاف" إلى أن إيجابيات كثيرة ترافق عملية إعادة الإعمار في سوريا على اقتصاد لبنان ومنها أولاً أنه باعتراف جميع الدول سيكون لبنان منصة لوجيستية للعمل في سوريا، ومن هذه الدول الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وفرنسا، لأن كل تلك الدول تعرف أن لبنان يتمتع بحرية كبيرة للأعمال، ومجرد استخدام لبنان كمنصة لإعادة إعمار سوريا سيفرض الأمر وجودهم في لبنان وبالتالي استخدامهم للبنى الخدماتية في لبنان، من جميع النواحي، وستكون الأمور إيجابية على اقتصاد لبنان.

لبنان مخزن

ويضيف عجاقة :" أيضًا لبنان وجوده الملاصق لسوريا، يجعل منه مخزنًا للبضائع أو السلع الآتية من الخارج لإعادة إعمار سوريا، وفي لبنان أصبحت كل الأراضي اللبنانية تحت سيطرة الدولة اللبنانية، وهناك حفاظ على النظام، وهذا لا ينطبق على كل الأراضي السورية، وبالتالي سيكون هناك تفضيل لتخزين السلع في لبنان، لأن الكلفة ستكون أقل، وهذا الأمر سيكون له مفاعيله الإقتصادية الإيجابية على لبنان.

الشركات اللبنانية

وهناك أيضًا إشراك الشركات اللبنانية في إعادة الإعمار، وتبقى أكبر من لبنان والسياسيين في لبنان، وهي بالدرجة الأولى ستكون على منافسة مع شركات لدول كبرى أخرى، من بينها أميركا وروسيا وتركيا وإيران.

ومن المؤكد أن لبنان سيشارك في الموضوع لكن ليس معروفًا حتى الساعة حجم حصته منها، رغم ان كل الأمور مرتبطة أيضًا بالشق السياسي.

سياسة وإقتصاد

وردًا على سؤال الى أي مدى تساهم السياسة في لبنان من أجل استفادة لبنان من ملف إعادة إعمار سوريا؟ يؤكد عجاقة على ضرورة فصل السياسة عن الإقتصاد في هذا الملف، مع معرفة أي نظام يحكم في سوريا، ويبقى على الأرجح أن النظام السوري الحالي هومن سيبقى، والدولة اللبنانية عليها أن تفصل السياسة عن الإقتصاد لأن للبنان مصلحة كبيرة اليوم في المشاركة والتنسيق من أجل تحسين وضعية لبنان.
وهذا ما تفعله الدول الكبرى حتى في عز خلافاتها.

بخاصة، يتابع عجاقة، أن للبنان أحقية لأننا استقبلنا مليون ونصف المليون لاجىء سوري في لبنان، أخذوا خيرات لبنان واستفادوا من بنى لبنان التحتية وغيرها وخسرنا بوجودهم حتى الساعة ما يقارب ال25 مليار دولار، مع غياب الفرص الإقتصادية.

ويعود عجاقة إلى سرد إيجابيات أخرى لإعادة إعمار سوريا على لبنان ومنها وجود خبرات كثيرة في لبنان في مجال الخدمات وأهمها القطاع المصرفي أيضًا، ولدينا أفضلية في لبنان نستطيع أن ننافس فيها سائر الدول في عملية إعادة إعمار سوريا، رغم أن القرار لن يكون إقتصاديًا فقط، وستدخل السياسة في الموضوع، مع وجود أميركا وروسيا حيث أنهما سيدخلون من ضمن المنافسة.

ومن الإيجابيات الأخرى يلفت عجاقة الى انه في أسوأ الأحوال إذا استمرت الدولة في قطع العلاقات مع سوريا ولم يشترك لبنان في إعادة إعمار سوريا، فمن المؤكد أن الدول التي ستستخدم لبنان كمنصة لتؤمن عملياتها سوف تتطور الطرق بين لبنان وسوريا.

وما يهم يبقى إستحداث طرق بين المرافق اللبنانية والحدود السورية، ويجب أن يكون في لبنان طرق كبيرة ومستحدثة على مستويين على الأقل من جهة طرابلس الى لى سوريا وبيروت الى سوريا أيضًا.

وهناك مشاريع أجنبية في حال لم تقم الدولة اللبنانية بالأمر لتطوير الطرق الرئيسية الى سوريا، ما سيترجم بنمو اقتصادي في لبنان.